العالم يتطلع لقرعة تصفيات مونديال 2018 غدًا والأنظار على بوتين وبلاتر

206 منتخبات تشارك بالمنافسات.. وروسيا تستعد لإبهار المتابعين ببرنامج البناء الضخم لملاعب 11 مدينة

القائمون على تنظيم مونديال 2018 يجرون بروفة على سحب القرعة بقصر قنسطنطين مقر البرلمان الروسي أمس (أ.ف.ب)، بوتين وبلاتر يلتقيان مجددا على هامش سحب قرعة التصفيات («الشرق الأوسط»)
القائمون على تنظيم مونديال 2018 يجرون بروفة على سحب القرعة بقصر قنسطنطين مقر البرلمان الروسي أمس (أ.ف.ب)، بوتين وبلاتر يلتقيان مجددا على هامش سحب قرعة التصفيات («الشرق الأوسط»)
TT

العالم يتطلع لقرعة تصفيات مونديال 2018 غدًا والأنظار على بوتين وبلاتر

القائمون على تنظيم مونديال 2018 يجرون بروفة على سحب القرعة بقصر قنسطنطين مقر البرلمان الروسي أمس (أ.ف.ب)، بوتين وبلاتر يلتقيان مجددا على هامش سحب قرعة التصفيات («الشرق الأوسط»)
القائمون على تنظيم مونديال 2018 يجرون بروفة على سحب القرعة بقصر قنسطنطين مقر البرلمان الروسي أمس (أ.ف.ب)، بوتين وبلاتر يلتقيان مجددا على هامش سحب قرعة التصفيات («الشرق الأوسط»)

فيما يتطلع العالم بأسره والقارة الأوروبية بشكل خاص إلى مراسم إجراء قرعة التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 لكرة القدم خلال الحفل الذي تستضيفه مدينة سان بطرسبرغ الروسية غدا، ستكون الأنظار معلقة على كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر المحاصرين بالمشكلات؛ الأول بسبب التدخل الروسي في أوكرانيا، والثاني بعد فضيحة الفساد التي ألقت بظلالها على الاتحاد الدولي.
لكن أي شكوك حول استضافة روسيا لكأس العالم بسبب مزاعم بوجود تلاعب في عملية التصويت قبل خمس سنوات لا علاقة لها بالوضع الآن، خاصة مع برامج البناء الضخمة الحالية في 11 مدينة ستستضيف البطولة، وتعتبر سحب قرعة التصفيات بمثابة العد التنازلي لنهائيات 2018.
وسيشاهد نحو مائة مليون شخص في 170 دولة الرجلين أثناء بدء مراسم القرعة لتصفيات البطولة التي ستضم 206 منتخبات، من بين 209 أعضاء في «الفيفا».
وستتضاعف الإجراءات الأمنية في قصر قنسطنطين، وهو المقر الحالي للبرلمان الروسي على بعد نحو 35 كيلومترًا من سان بطرسبرغ، مع حضور بوتين وبلاتر الذي أمطره محتج بأوراق مالية غير حقيقية قبل انعقاد مؤتمر صحافي في مقر «الفيفا»، يوم الاثنين الماضي.
ولم يتم الكشف عن الدور الذي سيلعبه بوتين في حفل سحب القرعة، الذي يشهد مشاركة نجوم بارزين في عالم كرة القدم مثل البرازيلي رونالدو والكاميروني صامويل إيتو والألماني أوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني.
ولكن المقرر أن يلتقي بوتين، على هامش هذا الحفل، مع بلاتر الذي وصل إلى روسيا في أول رحلة عمل له خارج سويسرا منذ إلقاء القبض على عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين بـ«الفيفا» في 27 مايو (أيار) الماضي.
وبينما ألغى بلاتر زيارته المقررة إلى كل من نيوزيلندا وكندا وعدم حضوره المباراة النهائية في كل من بطولتي كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) بنيوزيلندا وكأس العالم للسيدات بكندا إضافة لعدم حضوره الاجتماع المرتقب للجنة الأولمبية الدولية والمقرر في سنغافورة بعد أيام، سيشعر رئيس «الفيفا» بالاطمئنان في حضور قرعة المونديال بين أصدقائه في روسيا.
وأصبح بلاتر وبوتين هدفًا لانتقادات وسائل الإعلام الغربية في الأسابيع الماضية، مع فارق واحد بين الشخصين وهو سيطرة بوتين وإحكام قبضته على الحكم في روسيا، فيما اضطر بلاتر للدعوة إلى اجتماع استثنائي للجمعية العمومية (كونغرس) لـ«الفيفا»، من أجل اختيار من سيخلفه في رئاسة الاتحاد الدولي.
وقررت اللجنة التنفيذية بـ«الفيفا» يوم الاثنين الماضي عقد هذا الاجتماع الاستثنائي للكونغرس في 26 فبراير (شباط) المقبل.
وتمثل بطولة كأس العالم 2018 في روسيا حدثا في غاية الأهمية لبوتين وإدارته رغم كل ما أثارته هذه البطولة من جدل وانتقادات وجهت إلى البلاد بسبب الادعاءات بوجود فساد في عملية منح حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على الترتيب، وهو ما تجري بشأنه السلطات السويسرية تحقيقات في الوقت الحالي.
وفي ظل أهمية المونديال لبوتين، كان حرص الرئيس الروسي على حضور حفل مراسم إجراء القرعة غدا في مدينة بطرسبرغ مسقط رأسه.
ويعتبر بوتين من أكثر الساسة تأثيرا في المجال الرياضي؛ فلم يفشل في عهده أي ملف روسي في طلب استضافة أي حدث رياضي، وكان من بين الملفات الناجحة في عهده كل من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، التي استضافها منتجع سوتشي الروسي في 2014، إضافة للفوز بحق استضافة أحد سباقات بطولة العالم لسيارات «فورمولا 1»، وذلك في منتجع سوتشي أيضا، وكذلك بطولة العالم للسباحة التي تنطلق فعالياتها اليوم في مدينة كازان وبطولة العالم لهوكي الجليد، التي تستضيفها موسكو وسان بطرسبرغ العام المقبل.
لكن التتويج الحقيقي لروسيا في مجال استضافة بطولات العالم سيكون من خلال مونديال 2018، الذي تسبقه بطولة كأس القارات 2017.
وتمثل صور احتفالات الرياضيين والمشجعين فرصا جيدة دائما لأي بلد من أجل تحسين وتدعيم صورته عالميا ولا تختلف روسيا عن هذا.
ومن خلال المونديال الكروي في 2018، يأمل بوتين في إقناع المستثمرين بتجاهل الاتهامات بوجود فساد والرهان بشكل إيجابي على مستقبل روسيا.
ويدعي منتقدو الحكومة الروسية أن الأحداث الرياضية التي تستضيفها روسيا هي عملية أحادية الإدارة والفائدة، ولكن الكرملين أشار إلى أن عمليات التجديد والإنشاءات في الطرق والسكك الحديدية والمطارات الناجمة عن استضافة هذه الأحداث الرياضية تسهم في خلق فرص عمل كثيرة. وتستمتع 11 مدينة روسية من كالينينغراد إلى ييكاتيرينبرغ بالاستفادة من المشاركة في استضافة أحداث المونديال المرتقب.
كما كشف المواطنون في روسيا عن حماسهم الشديد تجاه استضافة بلادهم لمونديال 2018، فيما وصف النواب في البرلمان الروسي هذه البطولة بأنها «النهضة الأخيرة لروسيا، إحدى القوى الرياضية العالمية».
وقال بوتين، بعد فوز روسيا في زيوريخ عام 2010 بحق الاستضافة: «لم أشك قط في نجاح ملفنا».
ولا يشك بوتين الآن في إقامة البطولة في موعدها مثلما كان مقررا لها بغض النظر عما يقوله المنتقدون في الغرب أو التحقيقات الحالية في سويسرا. وقال بوتين: «أكد (الفيفا) بالفعل أن كرة القدم والرياضة منفصلة عن السياسة».
وبإقامة عرض عن الثقافة الروسية، سيبدأ غيروم فالكه الأمين العام الاتحاد الدولي مراسم إجراء القرعة بمساعدة عدد من سفراء «الفيفا»، من بينهم المهاجم البرازيلي هالك الذي يلعب لزينيت سان بطرسبرغ بطل روسيا.
وتحدث هالك يوم الاثنين الماضي عن العنصرية في كرة القدم الروسية، لكن السياسة والأحداث المثيرة للجدل ستتوارى عن الأنظار غدا عند سحب قرعة التصفيات في أفريقيا وأميركا الجنوبية وأوقيانيا وأوروبا وأميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف).
ولأول مرة يشارك في التصفيات 209 أعضاء في «الفيفا» من بينهم روسيا الدولة المضيفة، وعلى الرغم من استبعاد زيمبابوي وإندونيسيا بسبب انتهاكات، فإن 183 دولة لا تزال تتنافس على التأهل للنهائيات المكونة من 32 منتخبا في 2018.
وبدأت مرحلة التصفيات في وقت سابق هذا العام في «الكونكاكاف» وآسيا. وستسحب قرعة الدور الثالث لتصفيات «الكونكاكاف»، لكن ليس المرحلة التالية في آسيا بسبب عدم انتهاء الدور الثاني من التصفيات هناك.
وكالعادة ستلقى قرعة تصفيات أوروبا اهتماما كبيرا حيث ستكون ألمانيا بطلة العالم ضمن تسعة منتخبات على رؤوس المجموعات إلى جانب بلجيكا وهولندا والبرتغال ورومانيا وإنجلترا وإسبانيا وكرواتيا وويلز.
وقد تقع بطلة العالم في مجموعة واحدة مع منتخب إيطاليا الذي يأتي في التصنيف الثاني، وهو الفريق الوحيد الذي واجهته ألمانيا أكثر من مرة في مباريات رسمية ولم تفز عليه مطلقا.
وفشلت ألمانيا في الفوز على إيطاليا ثماني مرات، من بينها الهزيمة 4 - 3 في قبل نهائي كأس العالم 1970، وهي المباراة التي اعتبرتها الجماهير الألمانية في مسح محلي عام 1999 «مباراة القرن» رغم الخسارة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.