سنوات السينما

واين وستيوارت ولي مارفن في لقطة من الفيلم
واين وستيوارت ولي مارفن في لقطة من الفيلم
TT

سنوات السينما

واين وستيوارت ولي مارفن في لقطة من الفيلم
واين وستيوارت ولي مارفن في لقطة من الفيلم

The Man Who Shot Liberty Valance
****
يتكوّن فيلم «الرجل الذي قتل ليبرتي فالانس» (1962) من ثلاث شخصيات مختلفة حتى التناقض. إنهم توم (جون واين) ورانس (جيمس ستيوارت) وليبرتي فالانس (لي مارفن). رانسوم، الذي يبدأ الفيلم به، هو اليوم سيناتور يترك المكتب ويأتي مع زوجته إلى بلدة اسمها شنبون في الغرب الأميركي ليزور قبر صديق له. صحافي يسأله عن ذلك الصديق فيروي له رانسوم الحكاية، ويدلف فيلم جون فورد في فلاش باك طويل.
سنجد أن توم كان دافع عن حياة رانس في مواجهة ليبرتي، الذي يكن لرانس عداءً لا مبرر له. هذا الوضع لم يكن مفاجئاً، بل قام فورد بالتمهيد له عبر شرح تلك الشخصيات. فتوم يتوسط ليبرتي، الشرير الجانح الذي يخافه الجميع، ورانس الذي لا يؤمن بالعنف. ليس أن رانس جبان يهرب من المواجهات، لكنه ليس الرجل الذي يؤمن بأن المسدس هو الحل. في النهاية اضطر رانس إلى قبول المبارزة وخرج متقلّداً مسدسه.
لا نرى المعركة ذاتها. نسمعها فقط. رانس يعود منها جريحاً، لكن ليبرتي فالانس، الذي هو قاتل محترف، يسقط صريعاً. يتحوّل رانس إلى أيقونة ويرشّحه البعض ليكون عضواً في الكونغرس. لكن رانس يرفض أن يرتقي السلم بصيت لا يرضاه لنفسه. هنا يتدخل توم ويعلن أنه هو من قتل ليبرتي فالانس.
فيلم فورد ليس من نوع المبارزات، وليس مبنياً على من هو الأسرع في سحب المسدس وإطلاق النار. مأخوذ عن رواية وضعتها دوروثي جونسون، ووجدت طريقها سريعاً إلى الإنتاج (ظهر جزء منها في عدد من مجلة Cosmopolitan سنة 1949). كانت كتبت روايات وسترن من قبل (بينها The Hnaging Tree التي أخرجها دلمر دافز سنة 1959) وأثبتت حضورها الأدبي في عالم قصص «الوسترن»، التي كان معظم مؤلّفيها من الرجال. الفيلم بأسره (باستثناء مشاهد قليلة) يدور داخل مطعم صغير، مما دفع المخرج لتسميته بـClose‪ - ‬up Type Pictures). ‬
كون الفيلم ليس «وسترن» تقليدياً، لا يعني أنه فيلم بلا عناصر تشويق وسرد مشدود كوتر العود. بالإضافة إلى ذلك، هو نوع من الوسترن «المفكّر»، الذي يمنح المُشاهد موقفين للاختيار: الأول أن يكون مع سياسة المسدس وحمله (السياسة الجمهورية) التي يؤمن بها توم (جون واين)، أو أن يكون مع منع حمل السلاح والاعتماد على السلم الأهلي وقوة الشرائع الحكومية (السياسة الديمقراطية) كما يروّج لها رانس (ستيوارت). نعرف موقف واين سلفاً، ونسمعه يعبّر عنه بهذه الكلمات قائلاً لرانس: «من دون مسدس في يدك والخبرة في استخدامه ستُقتل عاجلاً أم آجلاً». نقاش ما زال قائماً في أميركا إلى اليوم.


مقالات ذات صلة

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
TT

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)

خطرت فكرة اعتزال السينما في بال نجم بوليوود، عامر خان، في خضمّ فترة التأمل التي أمضاها خلال جائحة كوفيد-19، لكنّ الممثل والمنتج الهندي بدّل رأيه مذّاك ويعتزم مواصلة مسيرته المهنية الغنية التي بدأت في سبعينات القرن العشرين.

وقال خان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، خلال مقابلة أجرتها معه في لندن، إنه مرّ قبل بضع سنوات بمرحلة إعادة نظر ذاتية.

وأضاف: «كان ذلك خلال أزمة كوفيد، وكنت أفكر في كثير من الأمور، وأدركت أنني قضيت حياتي بأكملها في عالم السينما السحري هذا منذ أن أصبحت بالغاً».

وتولى عامر خان بطولة عدد كبير من الأفلام التي حققت نجاحاً تجارياً واسعاً في بلده، ومنها «3 بلهاء» و«دانغال»، و«نجوم على الأرض»، كما اشتهر عامر خان بإنتاج وبطولة فيلم «لاغان Lagaan» الذي كان بين الأعمال المرشحة لجائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية عام 2002.

وتابع خان الذي بدأت مسيرته التمثيلية منذ الطفولة في السبعينات، وأصبح لاسمه ارتباط وثيق ببوليوود: «لقد أدركت أنني لم أعطِ حياتي الشخصية الأهمية التي كنت أرغب فيها».

وزاد: «واجهتُ صعوبة في التغلب على الشعور بأنني أهدرت الكثير من الوقت، وكنت أشعر بالكثير من الذنب... كان رد فعلي الأول القول إنني اكتفيت من السينما».

لكنّ عائلته، وخصوصاً ابنه وابنته، أقنعته بالعدول عن الاعتزال. وقال: «في رأسي كنت أقول سأتوقف. ثم لم أفعل ذلك».

والآن، مع اقتراب عيد ميلاده الستين في مارس (آذار)، يريد عامر خان، الذي يعيش في مومباي، «مواصلة التمثيل والإنتاج لبعض الوقت».

«أحب أن أفاجئ جمهوري»

ويعتزم النجم الهندي أيضاً جعل شركته للإنتاج «عامر خان بروداكشنز» منصة «لتشجيع المواهب الجديدة التي تكون أحاسيسها قريبة» من أحساسيسه و«تريد أن تروي القصص» التي تهمه.

ومن ذلك مثلاً فيلم «لاباتا ليديز» Laapataa Ladies الكوميدي عن شابتين من منطقة ريفية في الهند، يطرح موضوع الزواج ووضع المرأة في بلده، وقد شارك في إنتاجه مع زوجته السابقة كيران راو، وحضر أخيراً إلى لندن للترويج له.

ويتناول عدد من أفلام عامر خان قضايا اجتماعية، مثل حقوق المرأة في المناطق الريفية، أو الصناعة الرياضية، أو الضغط المفرط في التعليم العالي أو حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

لكن خان يرفض أن يحبس نفسه في نوع واحد فقط من الأفلام أو الأدوار، وقال في هذا الصدد: «أحب التنويع والتطرق إلى قصص مختلفة. أحب أن أفاجئ نفسي وجمهوري».

ولم يتردد النجم البوليوودي في انتقاد نفسه أيضاً، مشيراً إلى أنه «غير راضٍ» عن أدائه في فيلم «لا سينغ شادا» Laal Singh Chaddha الهندي المقتبس من فيلم «فورست غامب» تم إنتاجه عام 2022، لكنه لم يحظَ بالاستحسان المألوف الذي تُقابَل به أعماله.

وأما في «أن يكون هذا الفيلم أفضل»، في إشارة إلى عمله الجديد «سيتار زامين بار» Sitaare Zameen Par الذي يُطرَح قريباً.

ورغم فوزه بالعشرات من الجوائز السينمائية في الهند بالإضافة إلى ثالث أعلى وسام مدني في بلده، فإن عامر خان يحرص على تقويم كل فيلم من أفلامه.

وشدّد على أن «إخراج فيلم أمر بالغ الصعوبة». وقال: «عندما أنظر إلى الفيلم الذي أخرجناه، ثم إلى السيناريو الذي كتبناه، أتساءل هل حقق الفيلم الأهداف التي حددناها».

وأضاف: «إذا وصلنا إلى ما أردناه، وصنعنا الفيلم الذي أردناه، فيشكّل ذلك ارتياحاً كبيراً».