سفراء الاتحاد الأوروبي يتجولون في عدن دعماً لاستقرار المدينة

صورة تذكارية للسفراء الأوروبيين في مدينة عدن (تويتر)
صورة تذكارية للسفراء الأوروبيين في مدينة عدن (تويتر)
TT

سفراء الاتحاد الأوروبي يتجولون في عدن دعماً لاستقرار المدينة

صورة تذكارية للسفراء الأوروبيين في مدينة عدن (تويتر)
صورة تذكارية للسفراء الأوروبيين في مدينة عدن (تويتر)

في ميدان يقع في قلب الحي القديم بمدينة عدن، كان عبد الغني ينظر بإعجاب لمجموعة من السفراء الأوروبيين برفقة وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، وهم يلتقطون صورة تذكارية في الميدان الذي يعرف باسم «ميدان الفل»، والذي تم إعادة ترميمه بتمويل أوروبي من آثار الحرب التي فجرتها ميليشيات الحوثي، ذلك أنها من المرات القليلة التي يمكن فيها مشاهدة دبلوماسيين غربيين يتجولون في المدينة التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد.
يقول عبد الغني لـ«الشرق الأوسط» وهو يعبر الشارع، هذه بشارة خير، فإذا وجد السفراء في عدن فذلك يؤكد زيف ادعاءات الحوثيين عن الوضع الأمني في المدينة، كما يعني أنهم سيزيدون من دعمهم لنتجاوز آثار الحرب، ويسقطون أي مبرر لعدم بقاء كل المسؤولين في المدينة.
أما محمد عبد الكريم، وهو موظف حكومي، فيرى أن هذه الزيارة وحرص السفراء على التجول في أحياء المدينة وزيارة مدارس وعقد لقاءات، رسالة واضحة للعالم بأن عدن تعافت وتتعافى من آثار الحرب، ودعوة واضحة لكل المسؤولين لممارسة أعمالهم من عدن، وأنه لم يعد هناك أي مبرر للبقاء في الخارج. ويعتقد أن هذه الجولة ستكون مقدمة لزيارات أخرى لسفراء ومسؤولين من مختلف الجنسيات.
ومنذ أيام يواصل سفراء الاتحاد الأوروبي ورئيس بعثة الاتحاد لدى اليمن، عقد اللقاءات مع المسؤولين في مختلف القطاعات، وإظهار المزيد من الدعم للحكومة الشرعية، وجهود إحلال السلام، لكنهم غادروا مربع اللقاءات الرسمية مع المسؤولين ونزلوا إلى الشارع، كما نفذوا زيارة ميدانية إلى محافظة لحج شمال مدينة عدن.
‏وفي الحي القديم من عدن، قام السفراء بزيارة مواقع تاريخية يمول الاتحاد الأوروبي واليونيسكو ترميمها، حيث وفرت هذه الأعمال المئات من فرص العمل للشباب، وأكد السفراء أن الحفاظ على التراث الثقافي وخلق فرص العمل، في صميم عمل مشروع «النقد مقابل العمل» الممول من الاتحاد.
‏كما نفذ ‏السفراء زيارة أخرى إلى مدرسة بلقيس للبنات في عدن، والتي تم إعادة ترميمها وتجهيزها من خلال برنامج «تعزيز الصمود الاقتصادي والمؤسسي» الممول من الاتحاد الأوروبي، وينفذه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وأجرى السفراء نقاشات مهمة مع الطالبات، حيث يمول الاتحاد ترميم وتجهيز مدارس كثيرة في اليمن في إطار هذا البرنامج.
وفي لقاء آخر، اجتمع سفراء الاتحاد الأوروبي مع المستفيدين من مشروع «تعزيز الصمود المعيشي في الريف» ‪من محافظات عدن وأبين ولحج، وزاروا معرض المشروع والذي قدم نماذج للاستثمارات في الطاقة الشمسية وصناعة الألبان والخياطة وإنتاج العسل وغيره من سبل العيش، وهو المشروع الممول من الاتحاد وحكومة السويد.
‏وفي زيارة ميدانية إلى محافظة لحج، التقى وفد بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن بعدد من المستفيدين من برنامج «الصمود الريفي» الممول من الاتحاد والسويد، واستمع إلى كيفية أثر البرنامج المشترك على حياتهم بشكل إيجابي، حيث يعمل البرنامج على مساعدة السكان في الأرياف على تجاوز الأزمة الحالية، كما زار الوفد وحدة إنتاج مشتقات الألبان في ‫لحج التي تنفذها منظمة «الفاو» ضمن أنشطة برنامج «الصمود الريفي»، والذي يهدف إلى دعم المرأة اليمنية لزيادة الإنتاجية المستدامة للماشية في المجتمعات المتضررة من الأزمات.
وخلال الزيارة الميدانية إلى ‫محافظة لحج، التقى وفد الاتحاد الأوروبي بأعضاء مجالس تعاون القرى، وهو جزء من مشروع «الحوكمة المحلية» التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، واطلع الوفد على كيفية عمل الأعضاء لتطوير خطط الصمود وتحديد احتياجات مجتمعاتهم.
تجول السفراء الذي كسر المخاوف المتشكلة بفعل حملة الدعاية الحوثية شمل أيضاً اجتماعاً مع نائب وزير المالية هاني وهاب، حيث أعرب سفراء الاتحاد الأوروبي عن دعمهم لجهود الحكومة في الدفع بالإصلاحات، وتحسين إدارة المالية العامة، وتحصيل الإيرادات. كما عقدوا اجتماعاً مع محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي، أعربوا خلاله عن الدعم لهذه المؤسسة الحيوية واستقلاليتها وجهودها في تنفيذ الإصلاحات التي تحسن الظروف المعيشية لليمنيين.
كما نفذ السفراء زيارات إلى مقر الخارجية اليمنية ووزارة التخطيط والتعاون الدولي وميناء عدن ومقر قوات خفر السواحل اليمني، والتقوا رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ومسؤولين آخرين ومجموعات شبابية.
وأجرى السفراء نقاشاً «جيداً» مع وزير حقوق الإنسان والشؤون القانونية أحمد عرمان، تم خلاله التأكيد على أن احترام حقوق الإنسان أمر أساسي للسلام والتنمية في اليمن.


مقالات ذات صلة

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.