أكد الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي أن علاقات بلاده والعراق تشهد زخماً إيجابياً كبيراً خلال هذه الفترة بفضل توجيهات قيادتي البلدين، مما يؤكد على عمق العلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وقال الأمير فيصل بن فرحان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في العاصمة العراقية بغداد مع نظيره العراقي الدكتور فؤاد محمد حسين «إن السعودية والعراق يعملان بخطى وثيقة على استمرار الزخم في العلاقات الثنائية، وتعميق التنسيق والتعاون خاصةً في الجانب الاقتصادي والتنموي».
وجدد الأمير فيصل دعم بلاده لكل الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية الرامية إلى تعزيز الرخاء والاستقرار في العراق، والساعية إلى تحقيق الاستدامة في النمو والازدهار للعراق وشعبه الشقيق، مشيراً إلى أهمية تفعيل مجلس التنسيق المشترك الذي يعمل على زيادة المشاريع في العديد من المجالات، وتعزيز التنسيق والتعاون بين القطاعين الخاصين للاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين الشقيقين.
ونوه وزير الخارجية السعودي بالتطور الاقتصادي والنمو الذي يشهده العراق، وأيضاً بالتطور الاقتصادي المتسارع في السعودية، والذي ينعكس بشكل فاعل على إيجاد الفرص الكبيرة في البلدين، مما يعود بالفائدة على الرخاء المستدام للشعبين الشقيقين، وينعكس إيجابياً على المنطقة أجمع.
وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أهمية تعزيز أمن واستقرار المنطقة لتحقيق المستهدفات التنموية، منوهاً بالدور الأساسي والمهم الذي يلعبه العراق في هذا الشأن، موضحاً أن هناك تنسيقا وثيقا ومستمرا بين البلدين لضمان الأمن والاستقرار، وذلك من خلال الحوار وتعزيز المصالح المشتركة ومعالجة أي أوجه خلاف، بهدف تحقيق الرخاء والازدهار الذي يسعى إليه البلدان.
بينما شدد الوزير العراقي فؤاد حسين على أن بلاده تتطلع للحصول على الكهرباء من خلال الربط مع منظومة الطاقة السعودية ودول الخليج، داعياً الشركات الاستثمارية السعودية للعمل في العراق، وكشف حسين خلال المؤتمر الصحافي عن «تعاون مستمر في الجانب الأمني ومكافحة المخدرات مع السعودية». وأضاف حسين أن «هناك تعاوناً مع الجانب السعودي بشأن التبادل التجاري»، لافتا إلى أن «العراق يلعب دورا في تخفيف التوترات بالمنطقة»، وذكر حسين أنه تم بحث «ملف المجلس التنسيقي بين العراق والسعودية».
واستقبل الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، في القصر الرئاسي بالعاصمة العراقية بغداد، ونقل الوزير السعودي تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز للرئيس العراقي، وتمنياتهما للعراق المزيد من التقدم ودوام الرقي والنماء.
وجرى خلال الاستقبال، استعراض علاقات الأخوة التي تجمع البلدين والشعبين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، بالإضافة إلى مناقشة أوجه تكثيف التنسيق المشترك تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، استقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر الحكومة العراقية، في العاصمة العراقية بغداد، ونقل الأمير فيصل في بداية الاستقبال، تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتمنياتهما للعراق حكومةً وشعباً المزيد من التقدم ودوام الرقي والنماء، وجرى خلال الاستقبال، استعراض أوجه العلاقات السعودية العراقية، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما التقى الأمير فيصل بن فرحان رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، وذلك في مقر البرلمان في العاصمة بغداد، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات السعودية العراقية في العديد من مجالات التعاون المشترك، بالإضافة إلى مناقشة تعزيز أوجه التعاون البرلماني وسبل دعمها وتطويرها، إلى جانب بحث التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.
وعقد الأمير فيصل بن فرحان في وقت سابق مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي الدكتور فؤاد محمد حسين، لقاء جرى خلاله استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من المسائل بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن «وزير الخارجية السعودي بحث مع وزير الخارجية العراقي العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية وأمن المنطقة، إضافةً إلى اجتماع المجلس التنسيقي المشترك العراقي السعودي المرتقب عقده قريبا». وبشأن ما إذا كانت زيارة وزير الخارجية السعودي ستشمل نقاشات حول استئناف الحوار بين طهران والرياض، قال الصحاف إن «الحوار بين طهران والرياض شأن ثنائي، وندعم مسارات الحوار في المنطقة لما يعكسه ذلك من ترتيبات جوهرية لمصالح أطرافها بشكل جماعي».
من جهته قال الدكتور إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي في العراق لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة وزير الخارجية السعودي إلى العراق تعتبر مهمة جداً لا سيما أنها أول زيارة لمسؤول سعودي رفيع خلال حكومة محمد السوداني لتعطي انطباعا على الرغبة المتبادلة بين الرياض وبغداد بدعم هذه العلاقة لتكون ثابتة وصلبة جدا»، وبين أن «أهمية هذه الزيارة عراقيا تأتي مع تصاعد الأزمات في العراق خاصةً في القطاع الاقتصادي، وينظر العراق إلى السعودية على أنها من أهم الدول التي يمكن أن تساهم في تنمية الاقتصاد العراقي من خلال الاستثمار المباشر وغير المباشر».