أصوات 43 فناناً عربياً تصدح في الرياض تكريماً لـ«قيثارة الشرق»

دينا ابنة طلال مداح لـ «الشرق الأوسط» : أفتخر بتكريمه

طلال في فترة التسعينات (الشرق الأوسط)
طلال في فترة التسعينات (الشرق الأوسط)
TT

أصوات 43 فناناً عربياً تصدح في الرياض تكريماً لـ«قيثارة الشرق»

طلال في فترة التسعينات (الشرق الأوسط)
طلال في فترة التسعينات (الشرق الأوسط)

«صعب السؤال»، أغنية كتبها الأمير الشاعر بدر عبد المحسن، فترددت في أذهان «الطلاليين» منذ صدورها، وتكررت في السنوات الأخيرة لدى سؤالهم عن موعد إقامة حفل لتكريمه. السؤال الصعب يُجاب عنه اليوم، في الأول من فبراير (شباط)، حين يجتمع 43 فناناً لإحياء أمسية من العمر ستكون الأضخم في تاريخ المسارح العربية.
طلال مداح، الذي رحل منذ أكثر من عقدين، وهو أحد أبرز المطربين في العالم العربي، ومؤسس الأغنية السعودية الحديثة، تكرمه هيئة الترفيه السعودية اليوم، في حفل جماهيري يليق بمسيرته التي استمرت 40 عاماً منذ أغنيته الأولى «وردك يا زارع الورد»، في 1960، حتى وفاته عام 2000.
مسيرة زرياب كانت كحديقة أتقنت زراعتها بمهارة على مدار 40 عاماً، ولا يزال ثمرها يطرب متذوقي الفن بحلاوته حتى اللحظة. وعلى الرغم من رحيله، فلا يزال طلال مداح يحظى بكم كبير من المعجبين من المحيط إلى الخليج، يرددون أغانيه في أفراحهم وأتراحهم. فهو صوت الحب الذي صاحب العشاق، وفيلسوف النغم الذي يرافق أحزانهم، ويطبطب عليهم، ويبلسم جراحهم بصوته الرقيق.

طلال مداح في شبابه (الشرق الأوسط)

صوت مداح الذي تابعته الأجيال منذ ظهوره ولا تزال، يتردد اسمه باستمرار في أي نقاش يتناول الفن والغناء، هو واحد من أسس الفن الأصيل، فلا تُذكر الأغنية الخليجية إلا ويكون اسمه مرافقاً لها، هو أساسها المتين ورمزها الأول.
ارتبط صوت طلال مداح أيضاً بوطنه، الذي غنى له عشرات الأغاني أشهرها: «وطني الحبيب»، التي يتردد صداها في جميع المحافل الوطنية، و«عز الوطن»، و«صرخة»، و«ديرتي»، و«تعيشي يا سعودية»، بالإضافة إلى كل مشاركاته السنوية في «مهرجان الجنادرية» الذي كان يعد المحفل الوطني الأضخم آنذاك؛ وهذا الوطن الذي احتواها في حياته ها هو يكرّمه اليوم بعد رحيله.
فيلسوف النغم الأصيل، كان ملحّناً بالفطرة ومتذوقاً للموسيقى من الطراز الأول. لحن مئات الأغاني للعديد من الفنانين، إلى جانب تلحينه لغالبية أغانيه وأشهرها: «وعدك متى»، «مشغول وشاغلني»، و«قولوا للغالي»، ولكثير غيرها من المقطوعات التي لقيت رواجاً واسعاً حين صدورها.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، تعتز ابنته دينا وتفتخر بتكريم والدها، الذي قدم كثيرا للساحة الفنية السعودية والأغنية السعودية، كما عبرت عن سعادتها بهذا الاحتفاء العظيم من كبار الفن ومحبيه الذين سيحيون حفلاً عملاقاً كانت تتمناه منذ مدة طويلة.
واليوم يبتهج محبو طلال مداح، عندما تتحوّل الأنظار إلى العاصمة السعودية الرياض، لمشاهدة 43 فناناً يطربون الجمهور في أمسية مخصصة لتكريمه على خشبة مسرح رفيق دربه «محمد عبده»، وسيحتشد أكثر من 20 ألف متفرج، وسيُبث الحفل مباشرة عبر أكثر من 40 قناة تلفزيونية حول العالم.
وتوافد فنانو الخليج والعرب إلى الرياض لتكريم «قيثارة الشرق» وملهم العديد منهم، للمشاركة في أمسية طربية ملحمية قد تكون الأضخم في التاريخ، وستصدح سماء الرياض بأصواتهم، وهم يؤدون أجمل أغاني طلال مداح، ترافقهم تقنية الهولوغرام، التي ستظهره على المسرح، وتحاكي وجوده بعد غياب.
وسيشهد الحفل حضور كوكبة من الفنانين أبرزهم: محمد عبده، وعبادي الجوهر، وعبد المجيد عبد الله، ورابح صقر، وعبد الوهاب دوكالي، وأنغام، وأصالة، وأحلام، وعبد الله الرويشد، ونوال، وصابر الرباعي، وماجد المهندس، وهاني شاكر، وأميمة طالب، وخالد عبد الرحمن، وعبد الرب إدريس، وغيرهم العديد من الذين تطوعوا للمشاركة في إحياء هذا الحفل التكريمي الأكبر لطلال مداح.
جدير بالذكر، أن طلال مداح، هو أحد أبرز مطربي السعودية في العالم العربي، وأغانيه اشتهرت في العديد من البلدان العربية. وغنّى بأكثر من 11 لهجة عربية، وشارك في مسلسل تلفزيوني في الستينات ساهم في انتشار اسمه بشكل كبير؛ كما لحن له الراحل محمد عبد الوهاب، ليكون الفنان الخليجي الوحيد الذي يفوز بلحن من موسيقار الأجيال.



السوريون يحتفون بذكرى عودة سوريا وهروب الأسد


سوريون يلوحون بأعلام بلدهم وهم يشاركون في الاحتفالات بسقوط نظام بشار الأسد في دمشق أمس (أ.ب)
سوريون يلوحون بأعلام بلدهم وهم يشاركون في الاحتفالات بسقوط نظام بشار الأسد في دمشق أمس (أ.ب)
TT

السوريون يحتفون بذكرى عودة سوريا وهروب الأسد


سوريون يلوحون بأعلام بلدهم وهم يشاركون في الاحتفالات بسقوط نظام بشار الأسد في دمشق أمس (أ.ب)
سوريون يلوحون بأعلام بلدهم وهم يشاركون في الاحتفالات بسقوط نظام بشار الأسد في دمشق أمس (أ.ب)

تعيش دمشق، في الذكرى الأولى لـ«التحرير» التي تصادف اليوم، لحظات احتفاء بعودة السوريين إلى بلادهم، وانهيار النظام السابق وهروب رئيسه بشار الأسد.

في العاصمة التي بدت كأنها في «وقفة عيد»، تتداخل بهجة بـ«حق العودة» مع ثقل الذاكرة، فيما تعكس الشوارع ملامح هوية جديدة حلّت محل رموز «الحقبة السوداء»، وصهرت مقاتلي الفصائل في أجهزة الدولة الناشئة، وامتصت جانباً من قلق الدمشقيين تجاه مستقبلهم.

وخلف الزينة والزحام والفنادق المكتظة والعائدين بعد سنوات منفى، ثمة غصة حاضرة لدى أهالي المغيبين وسكان المناطق المدمرة. رغم ذلك، استعاد الناس جرأة النقاش العلني، كأن «الجدران لم تعد لها آذان»، في تعبير عن شعور عام باسترداد القرار الفردي والحق في العودة.

هذا التحول لم يلغِ ذكرى الليلة العصيبة التي أعقبت هروب الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، حين وقفت دمشق على حافة الفوضى؛ فقد انهارت المؤسسات الأمنية، واندفعت مجموعات مسلحة لنهب مقرات حساسة، بينما ترك عناصر النظام بزاتهم في الشوارع.

ومع ذلك، نجحت أحياء مثل الجسر الأبيض وباب توما والقصاع في حماية نفسها عبر لجان أهلية ارتجالية ضمت أطباء وطلاباً وتجاراً. وبفضل هذه المبادرات، أوقف أكثر من 200 لص، وأحبطت محاولات اعتداء ذات طابع طائفي، في لحظة كشفت قدرة الناس على منع الانزلاق.

وفي طهران، تبرز اليوم روايات متناقضة حول انهيار «خيمة المقاومة»، وفقدان إيران عمودها السوري بين خطاب المرشد عن «مؤامرة خارجية»، ورؤية «الحرس الثوري» لسوريا بوصفها «المحافظة الخامسة والثلاثين»، ودفاع الدبلوماسية، واتهامات برلمانيين بهدر عشرات المليارات. وتتوالى الأسئلة حول التكلفة والخسارة، وفيما إذا تستطيع طهران خوض مغامرة جديدة في سوريا بعدما انهار الرهان السابق.


ناجون من الفاشر: رأينا جثثاً تتدلى من الأشجار


صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)
صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)
TT

ناجون من الفاشر: رأينا جثثاً تتدلى من الأشجار


صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)
صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)

قدّم ناجون روايات مُروّعة عن الانتهاكات التي حلّت بهم أو شَهدوها منذ سقوط مدينة الفاشر عاصمة شمال إقليم دارفور في السودان، بأيدي «قوات الدعم السريع» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال أحمد جبريل، الذي فر مع 7 من أفراد أسرته المقربين ولا يعرف مصيرهم إلى الآن: «خرجنا في تلك الليلة حفاة بملابس البيت، وفي الطريق تعرضنا لإطلاق نار كثيف من مقاتلي (قوات الدعم السريع)... كثيرون سقطوا قتلى وجرحى». وأضاف أنه رأى عشرات الأشخاص يموتون جوعاً وعطشاً، وآخرين متأثرين بجراحهم الخطيرة في رحلة فرارهم إلى مخيم طويلة للنازحين الذي يبعد نحو 60 كيلومتراً عن الفاشر.

وأفاد ناجون، خلال اتصالات أجرتها معهم «الشرق الأوسط» عبر الهاتف، بأن «قوات الدعم السريع» لا تزال تحتجز قسراً مئات من العائلات في المعتقلات ودور الإيواء، وكثيرون ماتوا جوعاً أو بالرصاص.

وقال أحد الناجين: «رأينا جثث نساء ورجال تتدلى من الأشجار، لا أحد يستطيع الاقتراب منها».

وقال المحامي آدم إدريس الذي خرج بعد أيام من سقوط الفاشر: «إن (قوات الدعم السريع) كانت تُجبرنا على الذهاب إلى المساجد، وتُصوِّرنا هناك، ثم تنشر مقاطع فيديو لتقول إن الأوضاع تسير بشكل طبيعي، بينما في حقيقة الأمر كانت تحتجز المواطنين العُزل، وتطلب أموالاً طائلة مقابل إطلاق سراحهم».

بدورها، روت «أ. م.» - وهي أم لطفلين - قائلة: «أوقفوا النساء صفاً واحداً، وصوَّبوا أسلحتهم نحونا، ثم بدأوا التفتيش داخل ملابسنا بحثاً عن الأموال والذهب (...) تعرضنا لعنف جنسي ومعاملة مهينة غير إنسانية من أفراد (الدعم السريع). كانوا يصفوننا بعبارات عنصرية».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) عام 2023، وسط مساع لدمج جميع القوات في جيش واحد، ما أسفر عن خلاف بين الطرفين ونزاع مسلح. (تفاصيل ص 9)

تعيش دمشق، في الذكرى الأولى لـ«التحرير» التي تصادف اليوم، لحظات احتفاء بعودة السوريين إلى بلادهم، وانهيار النظام السابق وهروب رئيسه بشار الأسد.

في العاصمة التي بدت كأنها في «وقفة عيد»، تتداخل بهجة بـ«حق العودة» مع ثقل الذاكرة، فيما تعكس الشوارع ملامح هوية جديدة حلّت محل رموز «الحقبة السوداء»، وصهرت مقاتلي الفصائل في أجهزة الدولة الناشئة، وامتصت جانباً من قلق الدمشقيين تجاه مستقبلهم.

وخلف الزينة والزحام والفنادق المكتظة والعائدين بعد سنوات منفى، ثمة غصة حاضرة لدى أهالي المغيبين وسكان المناطق المدمرة. رغم ذلك، استعاد الناس جرأة النقاش العلني، كأن «الجدران لم تعد لها آذان»، في تعبير عن شعور عام باسترداد القرار الفردي والحق في العودة.

هذا التحول لم يلغِ ذكرى الليلة العصيبة التي أعقبت هروب الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، حين وقفت دمشق على حافة الفوضى؛ فقد انهارت المؤسسات الأمنية، واندفعت مجموعات مسلحة لنهب مقرات حساسة، بينما ترك عناصر النظام بزاتهم في الشوارع.

ومع ذلك، نجحت أحياء مثل الجسر الأبيض وباب توما والقصاع في حماية نفسها عبر لجان أهلية ارتجالية ضمت أطباء وطلاباً وتجاراً. وبفضل هذه المبادرات، أوقف أكثر من 200 لص، وأحبطت محاولات اعتداء ذات طابع طائفي، في لحظة كشفت قدرة الناس على منع الانزلاق.

وفي طهران، تبرز اليوم روايات متناقضة حول انهيار «خيمة المقاومة»، وفقدان إيران عمودها السوري بين خطاب المرشد عن «مؤامرة خارجية»، ورؤية «الحرس الثوري» لسوريا بوصفها «المحافظة الخامسة والثلاثين»، ودفاع الدبلوماسية، واتهامات برلمانيين بهدر عشرات المليارات. وتتوالى الأسئلة حول التكلفة والخسارة، وفيما إذا تستطيع طهران خوض مغامرة جديدة في سوريا بعدما انهار الرهان السابق.


نتنياهو يرهن المرحلة الثانية بإنهاء حكم «حماس»


فلسطينيون يحملون جثماناً لعامل قتلته إسرائيل في الخليل بالضفة الغربية المحتلة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحملون جثماناً لعامل قتلته إسرائيل في الخليل بالضفة الغربية المحتلة أمس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يرهن المرحلة الثانية بإنهاء حكم «حماس»


فلسطينيون يحملون جثماناً لعامل قتلته إسرائيل في الخليل بالضفة الغربية المحتلة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحملون جثماناً لعامل قتلته إسرائيل في الخليل بالضفة الغربية المحتلة أمس (أ.ف.ب)

على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رأى أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة بات قريباً؛ فإنه رهنه بإنهاء حكم حركة «حماس».

وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في إسرائيل، أمس، إنه «لم يكن أحد يتوقع أن يضغط ترمب على (حماس) لإطلاق سراح الرهائن، لكننا نجحنا. والآن المرحلة الثانية، من أجل نزع سلاح (حماس) ونزع سلاح غزة».

ومثلت زيارة ميرتس إلى إسرائيل كسراً لعزلة نسبية أوروبية على نتنياهو على خلفية حرب غزة. وقال ميرتس إن الوقوف إلى جانب تل أبيب «يشكل جزءاً من جوهر سياسة ألمانيا الثابت والأساسي، وسوف يظل»، ومع ذلك استبعد توجيه دعوة إلى نتنياهو لزيارة برلين حالياً، في إشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضده ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.