وزير {حمساوي} يؤكد بدء عمليات إعمار غزة ويعد بتوسيعها

في إعلان مفاجئ شكر فيه السعودية ودولاً عربية وإسلامية بينها ماليزيا

وزير {حمساوي} يؤكد بدء عمليات إعمار غزة ويعد بتوسيعها
TT

وزير {حمساوي} يؤكد بدء عمليات إعمار غزة ويعد بتوسيعها

وزير {حمساوي} يؤكد بدء عمليات إعمار غزة ويعد بتوسيعها

أعلن وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، د. مفيد محمد الحساينة، أمس، أن مسيرة الإعمار الفعلي للبيوت التي دمرتها إسرائيل في حربها الأخيرة، صيف العام الماضي، قد انطلقت ولن تتوقف. وقال إن الأيام المقبلة ستشهد حركة كبيرة في إعمار المنازل التي تعرضت للتدمير الكلي. ووجه الحساينة الشكر إلى كل من السعودية، وقطر، والكويت، ومصر، والأردن وماليزيا والدول العربية والإسلامية كافة على جهودها «في دعم ومساندة أبناء شعبنا الفلسطيني ودعم مشاريع إعادة أعمار غزة».
وكان الوزير الحساينة يتكلم أمام منزل لعائلة حرارة في مدينة غزة، وهو أول منزل بدأ إعماره في حي الشجاعية المدمر تقريبا بالكامل، وقال: «من هذا البيت نعلن انطلاقة مسيرة الأعمار الحقيقي لقطاع غزة، وإننا لن نتخلى عن مسؤوليتنا وسنواصل عملنا حتى إعادة إعمار جميع المنازل التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي». وقال الوزير الحساينة، أيضا، إن الطواقم الهندسية والفنية والإدارية في وزارة الأشغال العامة والإسكان، تعمل ليل نهار من أجل خدمة المتضررين وأصحاب المنازل المدمرة. مشددا على أنه أعطى تعليمات لجميع موظفي الوزارة بالتيسير على المواطنين وتسريع معاملاتهم.
المعروف أنه وبحسب إحصائيات فلسطينية، فإن نحو ثمانية عشر ألف منزل دمرت كليا أو بشكل شبه كلي، ولم تعد صالحة للسكن من جراء تلك الحرب، التي استمرت واحدا وخمسين يوما، وخلفت نحو 2200 قتيل في الجانب الفلسطيني معظمهم من المدنيين، وقتل في الجانب الإسرائيلي، خلالها، 73 شخصا معظمهم من العسكريين. وقد أصيب خلال هذه الحرب، نحو 100 ألف بيت بشكل جزئي، تم ترميم غالبيتها العظمى، وبقيت البيوت المدمرة بشكل كامل، التي لا توجد أي إمكانية للعيش فيها، ويمضي أهلها سنة كاملة من التشرد بانتظار ترميمها.
وتعهدت دول عربية ودولية في مؤتمر عقد في القاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أميركي، تم تخصيص نصفها، تقريبًا، لإعمار غزة، فيما النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين، غير أن إعمار القطاع وترميم آثار ما خلّفته الحرب، يسير بوتيرة بطئيه جدًا.
وكان روبرت تيرنر، مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أكد الشهر الحالي، أنه «بالنسبة لإعادة أعمار المنازل، لدينا المال لبناء 200 منزل... لكن علينا أن نبني نحو 7000 منزل للاجئين فلسطينيين في القطاع. وكانت الأمم المتحدة أعلنت أنها انتهت من ترميم وإصلاح 61 ألف منزل تضررت جزئيا أثناء العمليات العسكرية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.