وزير الخارجية الإسباني: عملاء في سوريا للبحث عن الصحافيين الثلاثة المفقودين

القضايا التي لم تتناولها وسائل الإعلام حُلت بشكل أسرع

الصحافيون الإسبان من اليسار خوسيه مانويل لوبيز وأنخيل ساستر وأنطونيو بامبلييغا (إ.ب.أ)
الصحافيون الإسبان من اليسار خوسيه مانويل لوبيز وأنخيل ساستر وأنطونيو بامبلييغا (إ.ب.أ)
TT

وزير الخارجية الإسباني: عملاء في سوريا للبحث عن الصحافيين الثلاثة المفقودين

الصحافيون الإسبان من اليسار خوسيه مانويل لوبيز وأنخيل ساستر وأنطونيو بامبلييغا (إ.ب.أ)
الصحافيون الإسبان من اليسار خوسيه مانويل لوبيز وأنخيل ساستر وأنطونيو بامبلييغا (إ.ب.أ)

دعا وزير الخارجية الإسباني أمس، وسائل الإعلام، للتعامل بحرص مع قضية صحافيين مستقلين إسبان قالت وسائل إعلام إسبانيا، الثلاثاء، إنهم فُقدوا في سوريا ومن المُعتقد أنهم قد خُطفوا. وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، أمس، أنه لم يتسلم «أي إعلان مسؤولية» عن اختفاء الصحافيين الثلاثة في سوريا منذ عشرة أيام، مؤكدا أن «كل الفرضيات» مطروحة.
وقال في ندوة عقدت في مدريد: «لم نتسلم أي إعلان مسؤولية حتى هذه اللحظة».
وردا على سؤال طرحه صحافي، قال: «دعونا نعمل بتكتم لأن هذا هو الأنسب لزملائكم» مضيفا: «لا نرجح أي فرضية».
وكان الصحافيون الثلاثة - أنتونيو بامبليجا وخوسيه مانويل لوبيز وأنجل ساستر - يعملون على إعداد تقرير استقصائي بمدينة حلب في شمال البلاد، حيث خُطف صحافيون آخرون في الماضي.
وقال الوزير خوسيه مانويل جارسيا مارجالو «للأسف هذه ليست المرة الأولى خلال السنوات الأربع الماضية. بعضها غطتها وسائل الإعلام وبعضها لم يحظ بذلك، لكن كل القضايا تم حلها حتى الآن».
وأضاف: «بحكم تجربتي القضايا التي لم تتناولها وسائل الإعلام حُلت بشكل أسرع، لذلك ما نحتاجه الآن هو التعامل بحرص. وزارة الخارجية والمخابرات وجهازنا الإعلامي تعمل الآن على هذه القضية، وما نريده هو إعادتهم إلى ديارهم سالمين في أقرب وقت لذلك الحرص هو القاعدة» في التعامل مع هذه القضية.
وكان اتحاد جمعيات الصحافيين أعلن مساء الثلاثاء الماضي، فقدان أثر أنطونيو باملييغا (المولود في 1982) وخوسيه مانويل لوبيز (1971) وأنخيل ساستر (35 عاما).
وعمل الصحافيون في الفترة الأخيرة لحساب وسائل إعلام إسبانية، ولا سيما صحيفتي «إيه بي سي» و«لاراسون»، وشبكة كواترو وإذاعة أوندا سيرو.
وساهم أنطونيو (طوني) باملبييغا الذي يعمل في الصحافة المكتوبة وإعداد أشرطة الفيديو والصور، في تغطية النزاع السوري أيضا لحساب وكالة الصحافة الفرنسية حتى 2013. وكذلك المصور خوسيه مانويل لوبيز الذي تعود صوره الأخيرة لوكالة الصحافة الفرنسية إلى سبتمبر (أيلول) 2014، على خط الجبهة الذي يفصل بين القوات الكردية العراقية ومقاتلي تنظيم داعش.
وكان وزير الخارجية الإسباني أوضح في وقت سابق أن عناصر من أجهزة الاستخبارات الإسبانية موجدون في سوريا لمحاولة العثور على هؤلاء الصحافيين الثلاثة الذين اختفوا في 12 يوليو (تموز) قرب حلب. وصرح مارغايو أن «الوزارة على اتصال دائم مع السفارة في تركيا التي تشرف على العمليات».
وتابع الوزير «هناك عناصر من المركز الوطني للاستخبارات موجودون في سوريا ويساعدوننا»، وذلك في تصريحات نقلتها إذاعة أوندا سيرو.
وفي سبتمبر (أيلول) 2013، خطف ثلاثة صحافيين إسبان في سوريا قبل أن يطلق سراحهم في مارس (آذار) 2014، وتعتبر منظمة (مراسلون بلا حدود) سوريا التي تشهد نزاعا منذ 2011، أخطر بلد في العالم للصحافيين. وتعتبر أن 44 صحافيا قتلوا فيها منذ 2011.
وتقول المنظمة أيضا إن 30 صحافيا ومدونا مسجونون حاليا في سجون النظام، وإن 25 آخرين على الأقل منهم 10 أجانب رهائن لدى تنظيم داعش أو مجموعات متطرفة أخرى.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».