القاهرة وموسكو تدعوان المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته تجاه التسوية الفلسطينية

وزير الخارجية المصري سامح شكري (يسار) ونظيره الروسي سيرغي لافروف يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك اليوم بموسكو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري (يسار) ونظيره الروسي سيرغي لافروف يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك اليوم بموسكو (أ.ف.ب)
TT

القاهرة وموسكو تدعوان المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته تجاه التسوية الفلسطينية

وزير الخارجية المصري سامح شكري (يسار) ونظيره الروسي سيرغي لافروف يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك اليوم بموسكو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري (يسار) ونظيره الروسي سيرغي لافروف يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك اليوم بموسكو (أ.ف.ب)

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره المصري سامح شكري، اليوم (الثلاثاء)، ضرورة تكثيف الجهود الدولية، واضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه التسوية الفلسطينية.
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، قال الوزير لافروف في مؤتمر صحافي عقده مع الوزير شكري بموسكو، اليوم، وأوردت تفاصيله قناة «آر تي عربي» الروسية: «اتفقنا على العودة إلى التسوية الشاملة على أساس القانون الدولي فيما يخص القضية الفلسطينية، وتجديد عمل الرباعية الدولية. نعتقد أنه من الضروري إعادة إحياء الرباعية الدولية»، التي تتألف من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة، وتأسست في عام 2002 لتيسير مفاوضات عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف لافروف في المؤتمر الصحافي أنه ونظيره المصري اتفقا على وحدة الأراضي السورية، وأن روسيا تنطلق دائماً من الحاجة إلى تعزيز عمل جامعة الدول العربية، لافتاً إلى أنهما وافقا على اتخاذ خطوات للجنة المشتركة الاقتصادية، وتنفيذ المشروعات الخاصة بالمحطة النووية في الضبعة وغيرها من المشروعات.
وعبّر لافروف عن القلق بشأن الهجمات على إيران قائلاً: «نعتقد أن ذلك خطأ كبير من قبل الغرب، لقد اتخذ الأعضاء في الصفقة النووية هدفاً لتقويض الصفقة»، مشيراً إلى أنهم يريدون إعادة الولايات المتحدة إلى وعيها، واتخاذ محاولات واضحة وجادة لإعادة إحياء هذه الصفقة، إلا أن الغرب بدأ باتخاذ خطوات غير عقلانية.
وأشار لافروف إلى أنه تم التوصل اليوم إلى اتفاق حول مشاركة إيران في تسوية العلاقات بين تركيا وسوريا، مؤكداً دعم بلاده لاهتمام الرئيس التركي بتسوية وتطبيع الأوضاع بشكل عام بين الجارتين تركيا وسوريا.
وقال لافروف: «نحن نشهد إمداد أوكرانيا بالأسلحة الهجومية، وزيادة المحاولات لتهديد أمن دولتنا، ولن نسمح للنظام في كييف باتباع سياسات التمييز مهما حاولوا إمداد أوكرانيا بالأسلحة، الطريق للسلام لن يكون عن طريق إمداد أوكرانيا بالأسلحة». وتابع: «نحن دون شك نراقب هذه العملية، بل وتقوم القوات المسلحة الروسية للحيلولة دون تحقيق أهداف الغرب في أوكرانيا».
بدوره، أكد الوزير شكري أن «روسيا دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وعضو في الرباعية الدولية، ودائما كانت داعمة للقضية الفلسطينية، ولا غنى عن التواصل بيننا، وإيجاد الأطروحات التي تعزز وجود الرباعية الدولية، نستمر في التنسيق بيننا للدفع قدماً بجهود التسوية ونهاية الأزمة».
وشدد شكري على ضرورة الخروج من دائرة الصراع والتصعيد، التي لا تخدم مصالح الاستقرار، والتي تؤدي على العكس لتعزيز التوجهات المتطرفة، وهو ما لا يصب في مصلحة دول المنطقة، وجهودها للارتقاء بالشعوب.
وأشار إلى اتخاذ الخطوات التي من شأنها أن تعيد الأزمة الليبية إلى الأطر الشرعية المتمثلة في المؤسسات الليبية ومقررات الصخيرات، مشيراً إلى أن مصر سوف تستمر في المضي قدماً في جهودها في إطار التنسيق لعدم عودة المجابهات العسكرية.
وأضاف أن لمصر مصلحة رئيسية (بحل الأزمة الليبية) لما بين الشعبين المصري والليبي من علاقات جوار وثيقة، وكذلك المصالح المتبادلة، والأمن القومي، وقضية مكافحة الإرهاب.
وشدد الوزير شكري على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والسيادة السورية، وعدم الوجود لقوات أجنبية وأعمال عسكرية لا تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية، لافتاً إلى التواصل مع المبعوث الأممي لتنفيذ القرار رقم 2254 لمجلس الأمن، من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها على كامل أراضيها.
ولفت شكري إلى أن مصر في كل اتصالاتها الخاصة بالأزمة الأوكرانية تقترح مفاوضات تؤتي بنتائج لإنهاء الصراع العسكري بما يلبي المصالح للأطراف كافة، مشيراً إلى متابعة التطورات في إطار العلاقات الثنائية والعلاقات مع الشركاء الدوليين، والاستمرار في السعي لإيجاد حلول دبلوماسية لهذه الأزمة.
وأشار شكري إلى الاعتزاز بالاحتفاء بـ80 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لافتاً إلى أن استخدام الروبل وغير ذلك من الآليات سيكون محل بحث وتفعيل من جانب البلدين.


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.