علاج جيني محتمل لثلاثة من أمراض العيون «الخطيرة»

غراف يوضح آلية عمل العلاج الجيني (ophNdi1) (دورية «المستحضرات الصيدلانية»)
غراف يوضح آلية عمل العلاج الجيني (ophNdi1) (دورية «المستحضرات الصيدلانية»)
TT

علاج جيني محتمل لثلاثة من أمراض العيون «الخطيرة»

غراف يوضح آلية عمل العلاج الجيني (ophNdi1) (دورية «المستحضرات الصيدلانية»)
غراف يوضح آلية عمل العلاج الجيني (ophNdi1) (دورية «المستحضرات الصيدلانية»)

توصل فريق بحثي من جامعة دبلن بآيرلندا، إلى فاعلية أحد العلاجات الجينية في علاج ثلاثة من أمراض العيون.
وأثبتت دراسة سابقة فاعلية هذا العلاج الجيني (ophNdi1)، في علاج الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)، غير أن الدراسة الجديدة، المنشورة في العدد الأخير من دورية «المستحضرات الصيدلانية»، أمس (الاثنين)، أثبتت فاعليته أيضاً في علاج مرضين من أمراض العيون الأخرى، هما «الزرق» أو «الجلوكوما»، وضمور العصب البصري الموروث.
وتشرح الدراسة كيف يعزز هذا العلاج الجيني أداء «الميتوكوندريا» في الخلايا العقدية الشبكية، وهي الخلايا التي تعاني من خلل وظيفي وتؤدي لهذه الأمراض.
وتُعرف «الميتوكوندريا» باسم «مراكز القوة» في الخلية لأنها تدير إنتاج الطاقة، إلا أن الباحثين اكتشفوا سابقاً أن أداءها ينخفض في شبكية العين لدى الأشخاص المصابين بأمراض العيون، وقادهم ملاحظة هذا التدهور إلى التحقيق في إمكانات العلاجات لإنقاذ «الميتوكوندريا».
ويستخدم العلاج الجيني (ophNdi1) فيروساً للوصول إلى الخلايا العقدية الشبكية التي تعاني، وتقديم الشفرة اللازمة لمنح «الميتوكوندريا» الخاصة بها شريان حياة، وتمكينها من توليد طاقة إضافية والاستمرار في وظيفتها لدعم الرؤية.
وتقول نعومي تشادرتون، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة دبلن (الاثنين)، «نظراً لأن فقدان الخلايا العقدية الشبكية يؤدي إلى فقدان البصر في العديد من الحالات، بما في ذلك ضمور الأعصاب البصري الموروث والزرق، فإننا متحمسون لأن هذا النهج العلاجي المحتمل يمكن أن يفيد العديد من المرضى في المستقبل».
وتضيف: «تظهر دراستنا أن العلاج وقائي في ثلاثة نماذج من الخلل الوظيفي في (الميتوكوندريا)، وتجدر الإشارة إلى أن تحسين العلاج، الذي تم تحديده في الدراسة، يسمح باستخدام جرعة علاجية أقل».
وتقول جين فارار، الباحثة المشاركة بالدراسة، «يقدم عملنا دليلاً واضحاً يدعم استخدام هذا النهج العلاجي الجيني الجديد لاضطرابات العين المتعددة»، كما يشير أيضاً إلى أن النظام الأساسي العلاجي للدواء الذي يستهدف خلل «الميتوكوندريا» يمكن أن تكون له تطبيقات في حالات أخرى مدمرة خارج العين، حيث يكون هناك خلل في «الميتوكوندريا».
واختبر هذا العلاج على الخلايا المأخوذة من المرضى الذين يعانون من اعتلال عصبي بصري، غير أن الفريق البحثي يقول إنه «سيتعين القيام بمزيد من العمل قبل أن يتم إعطاء العلاج للمرضى، لكن فريق البحث يأمل أن يصبح ذلك حقيقة واقعة في السنوات المقبلة».


مقالات ذات صلة

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

دراسة: المشي بهذا العدد من الخطوات يقي من الاكتئاب

قالت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إنه من المعروف أن مشي عدد معين من الخطوات اليومية يعزز الصحة والآن حددت دراسة جديدة عدد الخطوات التي تحتاجها للوقاية من الاكتئاب

صحتك يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)

«أسماك مزروعة بخلايا سرطانية»... جديد الأطباء لعلاج الأورام «بسرعة»

هل يستطيع أطباء الأورام اتخاذ قرارات أفضل لعلاج السرطان باستخدام الأسماك؟ تهدف تجربة سريرية من المقرر أن تبدأ هذا الشهر في البرتغال إلى معرفة ذلك.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
صحتك الصحة العقلية تلعب دورا في استقرار الإنسان (رويترز)

10 طرق للحفاظ على الصحة العقلية

قدم خبراء لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نصائح للحفاظ على صحة العقلية وقالوا إنها سهلة ويمكن أن تُحدِث فرقاً كبيراً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يُنصح بتناول عصير الفاكهة الطازجة بدلاً من المشروبات المحلاة بالسكر (رويترز)

الأميركيون يتجهون للعصائر قبل التحذير من الصلة بين الكحول والسرطان

اتجه الشبان الأميركيون إلى تناول العصائر، وذلك قبل أن يحذر كبير الجراحين الأميركيين من أن تناول المشروبات الكحولية يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تارسيلا دو أمارال... الفنانة المتمردة التي رسمت البرازيل

الطبيعة بريشة الفنانة البرازيلية (متحف لوكسمبورغ)
الطبيعة بريشة الفنانة البرازيلية (متحف لوكسمبورغ)
TT

تارسيلا دو أمارال... الفنانة المتمردة التي رسمت البرازيل

الطبيعة بريشة الفنانة البرازيلية (متحف لوكسمبورغ)
الطبيعة بريشة الفنانة البرازيلية (متحف لوكسمبورغ)

مع صقيع الشمال الأوروبي، يأتي معرض الرسامة البرازيلية تارسيلا دو أمارال، في متحف دوقية لوكسمبورغ، ليشيع دفئاً لاتينياً جنوبياً يأخذ زواره إلى بقاع تحب الألوان الحارة والإيقاعات البدائية والرقصات الصاخبة. وإذا كان الكثيرون يتعرَّفون على هذه الفنانة للمرة الأولى ويكتشفون ريادتها على أكثر من صعيد، فإنها ثمرة ثقافتين، برازيلية وفرنسية، وُلدت أواخر القرن التاسع عشر، وأدركت ثلاثة أرباع القرن العشرين.

عاشت تارسيلا 86 عاماً، وكانت من المجددين في الفن التشكيلي والملتزمين بفن لا يكتفي بالنهل من ثراء المشهد الطبيعي في بلادها، بل وحركة المواطن في المجتمع ودوره في الأحداث السياسية. وُلدت لأسرة ثرية تتاجر بمحصول البن، لكنها اكتفت باسمها الأول وابتعدت عن وسطها الاجتماعي وتناست لقبها. خرجت من نمط العيش المريح الذي كان متاحاً لها، وانخرطت في الحركات السياسية، تتقلب مع تقلباتها. كان أسلوبها يتحول ويتطور تبعاً للتيارات التي تعاقبت على المشهد الفني. لكنها حافظت على هدف لم تحد عنه، هو أن تكون مرآة لثقافة البرازيل من خلال لوحات عملاقة وألوان متماهية تشبه الأحلام.

كادت الديكتاتوريات تمسخ الهويات، لكن الفنانة رسمت عالماً يشبهها، يتداخل فيه الواقع بالخيال. وتشرح سيسيليا براسكي، أمينة المعرض قائلة في تقديمها له: «لا يمكن لهذا المعرض الأوروبي الاستعادي أن يتجاهل انعكاس مفاهيم من نوع (العولمة) و(الترابط الثقافي) و(حقبة ما بعد الكولونيالية) وتأثيرها في تاريخ الفن، ولا مساهمة دراسات النوع الاجتماعي التي أنعشت الخطابات النقدية والتاريخية إلى حد كبير في العقود الأخيرة».

انتمت الفنانة إلى «مجموعة الخمسة» التي مثَّلت الحداثة البرازيلية في الفن التشكيلي، وضمّت أنيتا مالفاتي، ومينوتي ديل بيشيا، والأخوين أوزوالد وماريو دي أندراد. تعلمت الفرنسية منذ الصغر ودرست الفن في سان باولو، لكنها قرَّرت، في سن الثامنة والثلاثين، أن تنتقل إلى باريس. كانت العاصمة الفرنسية في عشرينات القرن الماضي قبلة فناني العالم. يقصدونها للتعلم والتحرر وتجريب أنماط ثورية في الرسم والنحت والأزياء والموسيقى والمسرح. وفي باريس التحقت الرسامة البرازيلية بدورات تعليمية لعدد من كبار الفنانين، منهم فرنان ليجيه. وخلال إقامتها في الخارج كان الفن في بلادها يأخذ منحى تجديدياً. وتَمثَّل ذلك في «أسبوع الفن المعاصر» الذي أُقيم عام 1922 احتفالاً بمرور 100 عام على استقلال البرازيل. كان مهرجاناً أسس للقطيعة مع المدارس الأكاديمية التقليدية.

حافظت تارسيلا على ما تراه مناسباً لها، وأنجزت كثيراً من الأعمال في عقد العشرينات من القرن الماضي، دون أن تنال حفاوة ذات بال؛ لأن الكل كان مسحوراً بالسوريالية. كان يروق لها أن تخالف نظرة الأوروبيين لثقافة بلدها. وأن ترسم لوحات من الفن الفطري الذي لا يشبه تصورات الجمهور الفرنسي عن البدائية اللاتينية. وفي تلك الفترة كانت الفنانة الوحيدة من أميركا اللاتينية التي تشارك في «صالون المستقلين» في باريس. تمسّكت بأسلوب واقعي ينسجم مع توجهها السياسي وانتمائها للحزب الشيوعي. كانت الشيوعية موضةً بين كثير من المثقفين الطليعيين، وقد سايرت مرحلتها وانتظرت سنوات طوالاً قبل أن تترك ريشتها ترتاد فضاءات الخيال والفانتازيا. وقد وصفها باولو هركنهوف، مدير متحف الفنون الجميلة في سان باولو بأنها «بارومتر المجتمع البرازيلي في العقود الأولى من القرن العشرين».

أول وآخر معرض شخصي لتارسيلا في باريس أُقيم عام 2006 في «بيت أميركا اللاتينية». وها هو معرض لوكسمبورغ يأتي ليعيد التذكير بفنانة متفردة ذات أسلوب خاص، غمست ريشتها في الثقافة الشعبية، ووجدت إلهامها في معتقدات السكان الأصليين للقارة، رغم أنها كانت امرأة بيضاء وأرستقراطية. ويرى بعض النقاد أن من الوهم اعتبار تارسيلا شخصيةً تمثل المصالحة الوطنية وتجميع فتات الهوية البرازيلية، في سياق قضايا الهويات التي تجد سوقاً اليوم. لكن من المؤكد أنها تبقى فنانةً على قدر من الأهمية.

ويضم المعرض 150 لوحة معلَّقة على جدران مطلية بالأصفر والأخضر والأزرق، ألوان علم البرازيل. وهناك كثير من اللوحات التي تعبِّر عن جماليات الطبيعة وتنوع أزهارها وأشجارها، بخطوط واضحة وأصباغ تبدو وكأنها مستلة من أشعة الشمس. لكن زائر المعرض لا يملك سوى التوقف مطولاً عند لوحتين كبيرتين أخاذتين: الأولى «بورتريه» ذاتي، والثانية لوحة عارية لامرأة سمراء تحمل في طيات جسدها الهائل بؤس حياة قاسية. كانت تارسيلا مناضلة نسوية أيضاً، خالفت توجهات النظام الذي حرص على أن يرسم للمرأة صورة تبسيطية ودوراً جمالياً يتحدد بحدود البيت.