خلافات وانشقاقات بصفوف الحوثيين بعد هزائمهم في عدن

المقاومة تتزود بأسلحة نوعية وتأسر 72 بينهم قيادات متمردة رفيعة

مسلحون موالون للحوثيين يقطعون أمس طريقا لتأمين دفن 21 من رفاقهم قتلوا في تفجير سيارة مفخخة الثلاثاء في صنعاء (إ.ب.أ)
مسلحون موالون للحوثيين يقطعون أمس طريقا لتأمين دفن 21 من رفاقهم قتلوا في تفجير سيارة مفخخة الثلاثاء في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

خلافات وانشقاقات بصفوف الحوثيين بعد هزائمهم في عدن

مسلحون موالون للحوثيين يقطعون أمس طريقا لتأمين دفن 21 من رفاقهم قتلوا في تفجير سيارة مفخخة الثلاثاء في صنعاء (إ.ب.أ)
مسلحون موالون للحوثيين يقطعون أمس طريقا لتأمين دفن 21 من رفاقهم قتلوا في تفجير سيارة مفخخة الثلاثاء في صنعاء (إ.ب.أ)

أكدت مصادر يمنية عسكرية أن الهزائم الأخيرة التي لحقت بالحوثيين وحلفائهم من القوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في محافظة عدن الجنوبية، تسببت في حدوث ﺧﻼﻓﺎﺕ وانشقاقات داخل المواقع الخاضعة لسيطرتهم.
ﻭقالت المصادر إن بعض قادة الفرق العسكرية التابعة للحوثيين وصالح ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، مما ﺩﻓﻊ مسؤوليهم ﺇﻟﻰ حشد ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺟدد ﻣﻦ ﺃﺑناء ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ لسيطرتهم وﺇﺭﺳﺎﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ. وأضافت المصادر ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ من جثث ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﻓﻠﻮﻝ الرئيس السابق ﺗناثرت ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺷﻴﻖ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ جنوب مديرية كريتر التابعة لعدن، بعدما استعادها مقاتلو المقاومة، مشيرة إلى أنه تم قتل ﻭﺃﺳﺮ العشرات من عناصر المتمردين في مبنى الإذاعة بكيرتر.
في غضون ذلك، ألقت المقاومة الشعبية في عدن القبض على عشرات الحوثيين والموالين لصالح بينهم قيادات مدنية وعسكرية بارزة. وذكرت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة الشعبية ألقت القبض على 72 بينهم القيادي الحوثي غازي الأحول المصعبي نجل أحمد علي الأحول المصعبي محافظ المحويت، ونائف الأشول وعارف السالمي والأماطر، كما يعتقد أن بينهم أيضا بن حبتور محافظ عدن السابق وعبد الخالق الحوثي شقيق عبد الملك الحوثي. وحسب المصادر نفسها، فإن إلقاء القبض على تلك القيادات تم في مبان بمديرية التواهي التابعة لعدن. وكان محافظ عدن الجديد نايف البكري ورئيس مجلس المقاومة في المحافظة قد أكد وجود قيادات حوثية كبيرة وقعت في الأسر تحت أيدي المقاومة وأن التحقيق جارٍ معهم. ولم يستبعد البكري أن يكون من ضمن أسرى القيادات الحوثية شقيق عبد الملك الحوثي.
من جانبه، قال اللواء الركن جعفر محمد سعد، ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ الشؤون العسكرية برئاسة الجمهورية، إن محافظة عدن باتت ﺧﺎﻟﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ الحوثيين ﻭالقوات الموالية لصالح. وكان المستشار العسكري تحدث في وقت سابق عن تحرير عدن «ﺑﺎﺳﺘﺜناء ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔ الذين لا تتجاوز أعداد ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ 150 يختبئون ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻘﻖ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ، ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮاطنين بعد ﻋﻮﺩﺗﻬﻢ لمنازلهم، سيجري الكشف بسهولة عن هذه ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ».
ﻭكانت ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ قد تمكنت من طرد ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﻫﻲ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺇﻧﻪ ﺗﻤﺖ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ عدد ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ بتمشيط وتطهير الأحياء السكنية من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع. وأضاف أن ﺍﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﻫﻲ ﺍلأﻋﻨﻒ ﻣﻨﺬ ﺑدء ﺍﻟﺤﺮﺏ، تدور الآن في ﻗﺎعدة ﺍﻟﻌﻨد بمحافظة لحج. وتحدث البيان عن «ﺍﺣﺘﺮﺍﻕ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌة ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ». كما أكد أن ﻃﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ شن غارات جوية على القاعدة، إذ سمعت ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻫﺘﺰﺍﺯﺍﺕ ﻗﻮﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ. وأشار البيان ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺭ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ للميليشيات الموالية للحوثي وصالح من القاعدة الجوية الاستراتيجية.
من جهة أخرى، تحدثت مصادر عسكرية عن وصول 130 آﻟﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ جديدة أول من أمس ﺇﻟﻰ عدن ﻟﺪﻋﻢ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﻟﻠﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ الوطنية الجنوبية، ﻭذلك في إطار ﻋﻤﻠﻴﺔ «ﺍﻟسهم الذهبي» التي تنفذها قوات التحالف العربي لتحرير عدن والمحافظات الجنوبية من ﻗﺒﻀﺔ ميليشيات الحوثي وقوات صالح. ﻭﺃﻭضحت المصادر ذاتها ﺃﻥ ﻫذه ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺰﺍﺕ التي وصلت إلى ميناء ﺍﻟﺒﺮﻳﻘﺔ تحت غطاء جوي مكثف، ﺷﻤﻠت ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ ﻭﻋﺮﺑﺎﺕ مدرعة ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ إضافة إلى المئات من الجنود المدربين.
من جهة أخرى، ﺃﻛﺪ ﻣﺼﺪﺭ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻓﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ الدفاع ﻭﺭﺋﺎﺳﺔ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﺘﺤﺴﻴﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺍﻟﻤﻨﻀﻮﻳﻦ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ. ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺘﻢ ﺇﺻﻼﺡ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﻣﺠﺰﻳﺔ، كما طالبهم بـ‏«ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ إلى ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﻹﻳﻘﺎﻑ ﺭﻭﺍﺗﺒﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺗﻬﺎ‏». ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻗﺪ ﺳﺮﺣﺖ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺃﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ. وكانت جماعة الحوثي دعت مﻨﺘﺴﺒﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ إلى اﻠحضور ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺗﻬﻢ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻓﻬﺎ ﺃﻭ سيتم ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺭﻭﺍﺗﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﺪﻥ. وﻛﺎﻧﺖ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻦ ﺭﻔﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻌﻒ، ﻛﻞ ﺑﺤﺴﺐ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺭﺗﺒﺘﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻫﺎﺩﻱ، ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﻪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺄﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﻁ.
ميدانيا، قالت ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ محافظة ﻟﺤﺞ، الواقعة شمال عدن، إﻥ 15 ﻣﻦ ﻣﺴﻠﺤﻲ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻭﺟﺮﺡ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻏﺎﺭﺓ ﺟﻮﻳﺔ ﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﺤراء ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ شمال شرقي مدينة الحوطة عاصمة لحج ﻟﺤﺞ. وﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻨﺨﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﻤﻴﺮ في ﻠﺤﺞ، ﺑﻌﺪ ﺗﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﺮﺏ ﻣيﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺗﻜﺒﻴﺪﻫﻢ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻟﻌﺘﺎﺩ.
ﻭﺩﺍﺭﺕ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ، ﻭﻣيﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﻨﺪ ﺑﻠﺤﺞ، إذ ﺃﺳﻔﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ 22 ﻣﻦ ﻣﺴﻠﺤﻲ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ. ﻭﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻤﺸﻴﻂ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪﻥ، ﻟﺘﻄﻬﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣيﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﺮﺍﺭ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ.
وفي محافظة أبين، الواقعة شرق عدن، قال الناطق باسم المجلس العسكري للمقاومة في المنطقة الوسطى منصور سالم العلهي لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة بالمنطقة الوسطى شنت صباح أمس هجوما كاسحا على مواقع الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع في منطقة السلامية، التي أمطروها وأوقعوا فيها عشرات القتلى والجرحى. وأضاف أن المقاومة تمكنت من دحر ما تبقى من ميليشيات الحوثي وصالح، كما أحكمت سيطرتها على كل المواقع، وتقدمت إلى مشارف العين. وأشار المتحدث إلى أنه «لم يتبقَّ غير مئات الأمتار وسيبسط المقاومون سيطرتهم على كامل منطقة العين، ويقطعون الإمداد والحركة على فلول الميليشيات». ولفت إلى أن معركة أمس قتل فيها اثنان من المقاومين وجرح أربعة إصاباتهم متوسطة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.