جرعة معززة من اللقاحات تحمي من «كوفيد طويل الأمد»

أعراضه قد تستمر لسنوات

أعراض «كوفيد طويل الأمد» تستمر لفترة طويلة (غيتي)
أعراض «كوفيد طويل الأمد» تستمر لفترة طويلة (غيتي)
TT

جرعة معززة من اللقاحات تحمي من «كوفيد طويل الأمد»

أعراض «كوفيد طويل الأمد» تستمر لفترة طويلة (غيتي)
أعراض «كوفيد طويل الأمد» تستمر لفترة طويلة (غيتي)

تشير دراسة أميركية، هي الأولى من نوعها، التي تربط بين الجرعات المعززة من لقاحات كورونا، ومرض «كوفيد-19 طويل الأمد»، إلى فعاليتها في التقليل من احتمالات الإصابة.
وتُعرِّف وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية «كوفيد-19 طويل الأمد» بأنه أعراض مثل التعب والحمى والسعال وضباب الدماغ، تستمر لفترة تصل إلى 4 أسابيع بعد القضاء على الفيروس، وقد تمتد تلك الحالة عند البعض لفترة أطول تصل لسنوات.
وخلال الدراسة التي أُجريت على طلاب جامعة جورج واشنطن، وأعضاء هيئة التدريس والموظفين وغيرهم من أعضاء مجتمع الحَرَم الجامعي، والذين ثبتت إصابتهم بـ «كوفيد-19» بين يوليو (تموز) 2021 ومارس (آذار) 2022، كان 36 % منهم يعانون من «كوفيد-19 طويل الأمد».
وكانت النتائج الأهم للدراسة، التي نُشرت في 26 يناير (كانون الثاني) بدورية «الأمراض المعدية الناشئة»، أن الأشخاص الذين جرى تطعيمهم بالكامل، لديهم مخاطر أقل للإصابة بهذه الحالة، وأن أولئك الذين تلقّوا جرعة معزَّزة، كانت لديهم مخاطر أقل، ووجد الباحثون أيضاً أن هذه الحالة كانت أكثر احتمالاً بين أولئك الذين يعانون من حالات طبية أساسية، والمدخنين الحاليين أو السابقين، والأشخاص الذين عانوا من أعراض أكثر حِدّة أو أكبر أثناء المرض الأولي.
وشملت هذه الدراسة، بقيادة ميجان لاندري، مدير مشروع فريق دعم «كوفيد-19»، التابع لجامعة جورج واشنطن، فحص عيّنة من ألف و338 حالة كوفيد بين أعضاء الجامعة، بين يوليو (تموز) 2021 ومارس (آذار) 2022.
وفي ذلك الوقت، كان لدى الجامعة بروتوكول أمان صارم يتطلب اختبار الفيروس بانتظام لجميع أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب داخل الحرم الجامعي وغيرهم، وأجرت لاندري وفريقها مقابلات مع كل شخص ثبتت إصابته بالفيروس في وقت مرضه الأولي.
وخلال فترة الدراسة، كانت الجامعة قد فرضت التلقيح بحيث كان يتعين على أفراد المجتمع الجامعي «التطعيم الكامل» بحلول أغسطس (آب) 2021، وأن يحصلوا على أول جرعة معززة بحلول مارس (آذار) 2022، ولم تكن المعززات ثنائية التكافؤ متاحة خلال هذه الفترة الزمنية، وتابع الباحثون مع جميع الذين ثبتت إصابتهم وطرحوا أسئلة حول أعراض «كوفيد-19 طويل الأمد» بعد 30 يوماً على الأقل من نتيجة الاختبار الإيجابية.
يقول لين آر غولدمان، عميد معهد «جي دبليو ميلكن» للصحة العا مة وكبير مؤلفي الدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة جورج واشنطن، بالتزامن مع الدراسة: «تضمنت جهود اختبار الصحة العامة في الحرم الجامعي لدينا جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين وغيرهم في الحرم الجامعي، ومعظمهم من الشباب والأصحّاء، ومع ذلك فقد رأينا معدلات انتشار أعراض كوفيد طويل الأمد، التي تتوافق مع الدراسات الأخرى التي جرى نشرها في الولايات المتحدة».
ويضيف: «كان أبرز نتائجنا هو تأكيد أهمية الحصول على لقاح كوفيد والبقاء على اطلاع دائم مع المعززات التي تحمي من مرض أولي خطير، بالإضافة إلى تطوير حماية من كوفيد 19 طويل الأمد».
ويشير المؤلفون إلى أن «كوفيد طويل الأمد» ليس مميزاً بشكل جيد، ويجب إجراء المزيد من الأبحاث لفحص مدى انتشاره في مجموعات سكانية أخرى، ومعرفة سبب إصابة بعض الأشخاص به لمدة تصل إلى أسابيع أو أشهر بعد التخلص من الفيروس، بينما يتعافى آخرون تماماً من المرض الأولي.
من جانبه، يصف محمد عبد العليم، أستاذ المناعة بجامعة عين شمس، نتائج الدراسة بأنها تضيف دليلاً جديداً على أهمية المعززات، في وقت يتجه فيه العالم للتعايش مع الفيروس، والتعامل معه بوصفه فيروساً مستوطناً مثل الإنفلونزا.
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هناك اتجاه لأن تكون هناك جرعات معززة سنوية من الفيروس، ولا بد من دعم هذا الاتجاه بمثل هذه الدراسات التي تؤكد أهمية المعززات».
كانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد أعطت توجيهات، يوم الخميس (26 يناير) للجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية؛ للنظر في مقترح حول إدراج لقاحات «كوفيد 19» في قائمة اللقاحات التي تُمنح سنوياً مثل الإنفلونزا.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
TT

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية وتاريخها الممتد في عمق الحضارة المصرية.

واستهدفت الفعالية التي نُظمت، الأحد، بالتعاون بين مؤسسة «دروسوس» وجمعية «نهضة المحروسة» تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الإبداع في مجالات التراث والفنون والحِرف اليدوية، في الاحتفاظ بسمات حضارية قديمة، كما تستهدف تعزيز دور الصناعات الإبداعية باعتبارها رافداً أساسياً للتنمية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك إبراز أهمية الابتكار والإبداع في مختلف المجالات.

وأكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن «هذه الفعالية تعزز روح التعاون والرؤية المشتركة وتشجيع التبادل الثقافي»، لافتاً في كلمة خلال الاحتفالية إلى أن «المتحف المصري الكبير ليس متحفاً تقليدياً، وإنما هو مُجمع ثقافي يحتفي بالتاريخ والثقافة المصرية ويشجِّع على الإبداع والابتكار الذي يرتكز على الماضي لينطلق نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً».

الحِرف اليدوية تحمل طابعاً تراثياً (وزارة السياحة والآثار)

وأوضح غنيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المتحف عبارة عن منارة ثقافية هدفها ليس فقط عرض الآثار، لكن أيضاً عرض التراث المصري سواء المادي أو غير المادي، وربطها بالحضارة المصرية القديمة وعبر عصور مختلفة وصولاً إلى العصر الحديث».

وتضمنت الفعالية جولة بالمتحف تمت خلالها زيارة البهو، حيث تمثال الملك رمسيس، والدَّرَج العظيم، وقاعات العرض الرئيسة، وكذلك المعرض الخاص بالفعالية، كما اختتمت فرقة «فابريكا» الفعالية، حيث قدَّمَت أوبريت «الليلة الكبيرة»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

ويضيف الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف أن «الجمعيات الأهلية أو الجهات المتخصصة والمعنية بالتراث نحاول أن نعرضها في المتحف بشكل لائق ومشجع لمن يقومون على هذه الحِرف والفنون».

جانب من فعالية «تأثير الإبداع» للفنون التراثية والحِرف اليدوية (وزارة السياحة والآثار)

وأشار إلى أن الفعالية تضمنت عرض مجموعات من الخزف وكذلك فنون على الأقمشة والأعمال الخاصة بالخشب وأعمال متنوعة في المجالات كافة.

ويعدّ المتحف المصري الكبير من أهم المتاحف المصرية المنتظر افتتاحها، ووصفه رئيس الوزراء المصري في تصريحات سابقة بأنه سيكون «هدية مصر للعالم»، ويقع المتحف على مساحة 117 فداناً، ضمن مشهد مفتوح على منطقة الأهرامات الثلاثة، وتُعوّل مصر عليه كثيراً في تنشيط الحركة السياحية، ومن المنتظر أن يشهد عرض المجموعة الكاملة لآثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون التي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة لدى افتتاحه الرسمي بشكل كامل.

وتضمنت الفعالية التي شهدها المتحف رحلة عبر الزمن اصطحبتهم من الماضي حيث الحضارة الخالدة، مروراً بالحاضر ورموزه الفنية، نحو صورة لمستقبل أكثر ابتكاراً وإبداعاً.

وتعدّ فعالية «تأثير الإبداع» إحدى الفعاليات المتنوعة التي يستضيفها المتحف المصري الكبير في إطار التشغيل التجريبي الذي يشهده ويتيح لزائريه زيارة منطقة المسلة المعلقة، والبهو العظيم والبهو الزجاجي، والمنطقة التجارية، بالإضافة إلى قاعات العرض الرئيسة التي تم افتتاحها جزئياً.