بوتين يتجاوب مع دعوة شولتس لـ«التواصل» من أجل إنهاء الحرب

كييف تجري «محادثات عاجلة» مع حلفائها بشأن تسريع إرسال الأسلحة الثقيلة

زيلينسكي خلال مشاركته في إحياء الذكرى الـ105 لمعركة كروتي ضد الجيش الأحمر البلشفي عام 1918 في كييف أمس (أ.ف.ب)
زيلينسكي خلال مشاركته في إحياء الذكرى الـ105 لمعركة كروتي ضد الجيش الأحمر البلشفي عام 1918 في كييف أمس (أ.ف.ب)
TT

بوتين يتجاوب مع دعوة شولتس لـ«التواصل» من أجل إنهاء الحرب

زيلينسكي خلال مشاركته في إحياء الذكرى الـ105 لمعركة كروتي ضد الجيش الأحمر البلشفي عام 1918 في كييف أمس (أ.ف.ب)
زيلينسكي خلال مشاركته في إحياء الذكرى الـ105 لمعركة كروتي ضد الجيش الأحمر البلشفي عام 1918 في كييف أمس (أ.ف.ب)

أعلن الكرملين أمس الأحد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لإجراء اتصالات مع المستشار الألماني أولاف شولتس، فيما بدا تجاوباً من الرئيس الروسي مع تصريحات للمستشار الألماني قال فيها إنه يعتزم مواصلة العمل من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقالت ألمانيا الأسبوع الماضي إنها سترسل 14 دبابة من طراز «ليوبارد 2» إلى كييف وستوافق أيضاً على إرسال الدول الأوروبية الحليفة شحنات من هذه الدبابات، وهو الإعلان الذي أثار غضب الكرملين وأعقبه بوقت قصير تعهد الولايات المتحدة بتقديم دبابات «إم1 أبرامز» إلى كييف.
ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية الرسمية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله «لا توجد محادثات متفق عليها (مع شولتس). بوتين كان ولا يزال مستعدا لإجراء اتصالات». وكانت صحيفة «تاجشبيغل» الصادرة في برلين قد نقلت عن شولتس قوله في مقابلة نشرت أمس الأحد «سأتحدث مع بوتين مرة أخرى لأنه من الضروري التحدث. بوتين مسؤول عن سحب القوات من أوكرانيا لإنهاء هذه الحرب الرهيبة التي لا معنى لها والتي راحت ضحيتها بالفعل مئات الآلاف من الأرواح».
وفيما يتعلق بالمطالب الجديدة بتوريد طائرات مقاتلة لأوكرانيا، بعدما تعهدت ألمانيا بتسليمها دبابات «ليوبارد 2»، حذر شولتس من «الدخول في حرب مزايدة مستمرة عندما يتعلق الأمر بأنظمة الأسلحة». وتابع شولتس قائلا: «يتعين على أي مستشار ألماني يتعامل مع اليمين الدستوري على محمل الجد، أن يبذل قصارى جهده لضمان ألا تتحول حرب روسيا ضد أوكرانيا إلى حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)»، وأكد أنه هذا لن يحدث، وأنه «لن يسمح بمثل هذا التصعيد». وأضاف أن هناك اتفاقا على هذا الأمر داخل الحكومة الاتحادية، مشيرا إلى أن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك «ترى ذلك أيضاً».
ولم يتسنَ الوصول على الفور إلى متحدثين باسم شولتس للتعليق، علما بأن المستشار الألماني يجري حاليا جولة في أميركا الجنوبية.
وكانت آخر مرة تحدث فيها بوتين وشولتس هاتفيا في أوائل ديسمبر (كانون الأول). وقال الزعيم الروسي في ذلك الوقت إن الموقف الألماني والغربي بشأن أوكرانيا «مدمر» ودعا برلين إلى إعادة التفكير في نهجها.
يذكر أن وزيرة الخارجية الألمانية أثارت ضجة بتصريحاتها يوم الثلاثاء الماضي في «مجلس أوروبا» بإستراسبورغ، ودعت للتكاتف بين الحلفاء الغربيين قائلة: «إننا نخوض حربا ضد روسيا وليس ضد بعضنا البعض». ولكن وزارة الخارجية الألمانية أكدت أن بيربوك لم تقصد بذلك مشاركة ألمانيا أو حلفائها في الحرب.
ويقول «معهد كيل للاقتصاد العالمي» إن ألمانيا ثاني أكبر مانح للعتاد العسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، تتقدم بذلك على دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وبريطانيا.
وأعلن رئيس «مؤتمر ميونيخ الدولي» للأمن كريستوف هويسجن تأييده لتوريد ألمانيا طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا. وفي تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني، قال هويسجن أمس الأحد: «أعتقد أن توريد طائرات مقاتلة مناسب حتى تحمي أوكرانيا نفسها بشكل أفضل من هجمات الروس». وحسب تصريحات هويسجن، فإن من الممكن بحث توريد طائرات إف16 الأميركية أو مقاتلات سوفياتية الصنع من مخزونات ألمانيا الشرقية السابقة. وأضاف هويسجن أنه من المسموح به توريد أسلحة لقوات أجنبية وفقاً للقانون الدولي، مشيرا إلى أن هذا يتضمن دبابات قتالية وكذلك أيضاً طائرات مقاتلة.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك السبت إن محادثات عاجلة جارية بين كييف وحلفائها بشأن طلبات أوكرانيا للحصول على صواريخ بعيدة المدى تقول إنها ضرورية لمنع روسيا من تدمير المدن الأوكرانية.
وتلقت أوكرانيا وعودا بالحصول على أسلحة ثقيلة ضمنها دبابات قتالية من دول غربية وتطالب أيضاً بطائرات مقاتلة للرد على القوات الروسية والموالية لموسكو التي تتقدم ببطء على امتداد جزء من خط المواجهة. وأضاف بودولياك لشبكة «فريدوم» التلفزيونية الأوكرانية «لتقليص (تأثير) السلاح الرئيسي للجيش الروسي بشكل كبير، وهو المدفعية التي يستخدمها اليوم على الجبهة، نحتاج إلى صواريخ تدمر مستودعاتهم». وقال إن في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا أكثر من 100 مستودع مدفعية، و«لذلك، فإن المفاوضات جارية بالفعل أولا وهي تمضي بخطى متسارعة ثانياً».
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تصريحات منفصلة إن أوكرانيا تريد استباق الهجمات الروسية على المناطق الحضرية الأوكرانية والمدنيين. وأضاف في خطابه المسائي عبر الفيديو أن «أوكرانيا بحاجة إلى صواريخ بعيدة المدى... لحرمان المحتل من فرصة وضع قاذفات صواريخ في مكان ما بعيدا عن خط المواجهة وتدمير المدن الأوكرانية».
وأوضح الرئيس الأوكراني أن بلاده بحاجة إلى الصاروخ (إيه.تي.إيه.سي.إم.إس) الأميركي الصنع الذي يبلغ مداه 297 كيلومترا. وأحجمت واشنطن حتى الآن عن توفير هذا السلاح.
وفي وقت سابق السبت، نفى سلاح الجو الأوكراني صحة تقرير صحافي أفاد بأنه ينوي الحصول على 24 طائرة مقاتلة من دول حليفة، قائلا إن المحادثات حول عمليات التسليم المحتملة لا تزال مستمرة، حسبما أفادت صحيفة «بابل» الإلكترونية الأوكرانية.
وكانت صحيفة «الباييس» الإسبانية نقلت عن المتحدث باسم سلاح الجو يوري إهنات قوله إن أوكرانيا تسعى مبدئياً للحصول على سربين يتكون كل منهما من 12 طائرة، وإنها تفضل أن تكون الطائرات من طراز «بوينغ إف - 16».
لكن في بيان تم إرساله إلى صحيفة بابل السبت، قال إهنات إن تصريحاته خلال إفادة صحافية أمس أسيء تفسيرها. وقال «لا تزال أوكرانيا حتى الآن في مرحلة المفاوضات حول الطائرات، ويجري حاليا تحديد طرازاتها وعددها».
وكان إهنات ذكر خلال إفادته الصحافية السبت أن الطائرات «إف - 16» ربما تكون الخيار الأمثل بوصفها مقاتلة متعددة المهام لتحل محل أسطول البلاد الحالي من الطائرات الحربية القديمة التي تعود إلى الحقبة السوفياتية.
وذكرت وكالة إنترفاكس الأوكرانية للأنباء أمس أنه أبلغ أيضاً التلفزيون الأوكراني بأن الدول الحليفة لا ترحب بالتكهنات العلنية بشأن الطائرات.
وقال جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض يوم الخميس إن الولايات المتحدة ستدرس «بعناية شديدة» فكرة إمداد الطائرات مع كييف وحلفائها. واستبعد وزير الدفاع الألماني قبل أيام فكرة إرسال طائرات إلى أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

مسؤول روسي: موسكو قد تعدّل عقيدتها النووية

أوروبا نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف (رويترز)

مسؤول روسي: موسكو قد تعدّل عقيدتها النووية

قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن روسيا ستجري تعديلات على عقيدتها النووية رداً على أفعال الغرب بشأن النزاع في أوكرانيا.

أوروبا قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي (رويترز)

قائد الجيش الأوكراني: الوضع «صعب» في مواجهة الهجوم الروسي الرئيسي

قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، اليوم (الأحد)، إن الوضع «صعب» في مواجهة الهجوم الروسي الرئيسي، ولكن تم اتخاذ جميع القرارات اللازمة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجلس داخل مقصورة طائرة «إف - 16» بالدنمارك في 20 أغسطس (آب) 2023 (أ.ب)

زيلينسكي يطلب ضوءاً أخضر أميركياً لشن ضربات أعمق في روسيا

كثف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضغوط على الولايات المتحدة للسماح لكييف بالتوغل في عمق الأراضي الروسية، بعد أن التقى ممثلوه بمسؤولين أميركيين كبار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة نشرها حساب حاكم منطقة ساراتوف لمبنى تضرر إثر هجوم بمسيرات أوكرانية الاثنين الماضي (إ.ب.أ)

«الدفاع» الروسية تعلن إسقاط 158 مسيرة أوكرانية

أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 158 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق 15 منطقة روسية ليلاً بينها اثنتان فوق العاصمة موسكو.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)

«أبتي علاء دينوف» أبرز المعلقين العسكريين على هجوم كورسك

بات القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء الدينوف وجهاً مألوفاً للروس على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يطل عليهم معتمراً خوذة أو قبعة عسكرية ليقدم أخباراً إيجابية.

«الشرق الأوسط» (وارسو)

جزر المحيط الهادئ تعزز أمنها بعد اجتماع القادة... وترفض قطع العلاقة بتايوان

زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
TT

جزر المحيط الهادئ تعزز أمنها بعد اجتماع القادة... وترفض قطع العلاقة بتايوان

زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

أقر منتدى جزر المحيط الهادئ خطة لتعزيز أعداد الشرطة بين أعضائه، مما يقلل الحاجة إلى الاعتماد على القوى الخارجية في الأزمات، حيث أيدت جزر سليمان حليفة الصين الأمنية المبادرة التي تمولها أستراليا، اليوم (الجمعة)، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال رئيس وزراء جزر كوك مارك براون، رئيس المنتدى، في اليوم الأخير من اجتماع سنوي لزعماء دول جزر المحيط الهادئ، إن الكتلة المكونة من 18 دولة لديها القدرة على الاضطلاع بدور قوي ونشط في الأمن الإقليمي.

وأضاف في مؤتمر صحافي في تونغا، إن جزر المحيط الهادئ «منطقة تعاون ودعم وعمل مشترك، وليس منطقة تنافس ومنطقة حيث تسعى الدول الأخرى إلى محاولة اكتساب ميزة علينا».

ورفض زعماء دول المحيط الهادئ دعوات تدعمها بكين إلى قطع العلاقات مع تايوان، قائلين إن التحالف الإقليمي سيبقي سياساته المستمرة منذ عقود. وفي البيان الختامي أعاد زعماء الكتلة تأكيد اتفاق وُقّع عام 1992 سمح بإجراء محادثات مع تايبيه.

وكانت جزر سليمان، الشريك الرئيسي للصين في جنوب المحيط الهادئ، مارست ضغوطا لتجريد تايوان من وضعها كشريك في منتدى جزر المحيط الهادئ، ما أثار غضب بعض حلفاء تايبيه.

وهذا المنتدى منقسم بين دول تقيم علاقات دبلوماسية مع بكين وأخرى، مثل جزر مارشال وبالاو وتوفالو، حليفة لتايوان التي أرسلت نائب وزير خارجيتها تيان تشونغ-كوانغ إلى تونغا سعيا لتعزيز العلاقات مع حلفائها في جزر المحيط الهادئ، الذين يتناقص عددهم.

وفي السنوات الخمس الماضية، قطعت جزر سليمان وكيريباتي وناورو علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان لصالح الصين.

ومن المقرر تنظيم الانتخابات في بالاو هذا العام، وستكون علاقاتها مع تايوان، وتحول محتمل لصالح الصين، من أبرز قضايا الحملة الانتخابية.

ويرى بعض المحللين أن الخطة لإنشاء وحدة شرطة إقليمية لجزر المحيط الهادئ، يتم نشرها للتعامل مع الحوادث الكبرى هي خطوة من جانب أستراليا لمنع الوجود الأمني المتزايد للصين في المنطقة، وسط تنافس استراتيجي بين بكين وواشنطن.

وقالت جزر سليمان خلال المنتدى الجمعة، وهي دولة تربطها علاقات أمنية بأستراليا، أكبر عضو في المنتدى، وكذلك الصين، التي ليست عضواً في المنتدى، إنها وافقت على مبادرة الشرطة في المحيط الهادئ.

وصرّح رئيس وزراء جزر سليمان جيريميا مانيلي: «نحن نؤيد أيضاً، كجزء من تطوير هذه المبادرة، أهمية التشاور الوطني... لذلك نحن نقدّر حقاً المبادرة».

وقال رئيس وزراء تونغا سياوسي سوفاليني، إن ذلك من شأنه أن يعزز بنية الأمن الإقليمي الحالية. وأضاف أن الزعماء وافقوا أيضاً على شروط مهمة تقصّي الحقائق إلى كاليدونيا الجديدة، التي مزقتها أشهر من أعمال الشغب، لإجراء محادثات مع الأطراف المعنية لمحاولة حل الأزمة.

وأظهر البيان الختامي أن المنتدى قَبِل الإقليمين الأميركيين غوام وساموا الأميركية كعضوين مشاركين.

وأكد سوفاليني رئيس وزراء تونغا، الحاجة إلى المزيد من الموارد لمنطقة المحيط الهادئ للتخفيف من آثار تغير المناخ، وحض الدول المانحة على المساهمة للوصول إلى هدف تمويل أعلى يبلغ 1.5 مليار دولار.