باحثون يحددون فوائد جديدة للبامية

حماية الكبد وعلاج جروح مرضى السكري من بينها

باحثون يحددون فوائد جديدة للبامية
TT
20

باحثون يحددون فوائد جديدة للبامية

باحثون يحددون فوائد جديدة للبامية

حددت دراستان حديثتان، إحداهما صينية، وأخرى وتونسية، صدرتا في يناير (كانون الثاني) الجاري، فوائد جديدة لتناول البامية، وهي نبات مزهر به قرون صالحة للأكل، وينمو بشكل أفضل في المناخات الدافئة وغالبا ما يزرع في أفريقيا وجنوب آسيا.
والبامية توصف بأنها «فاكهة» من الناحية الفنية، إلا أنها غالبا ما تستخدم كخضراوات في الطهي، وفيما أثبتت الكثير من الدراسات فوائدها الغذائية سابقاً، فإن الدراسات الحديثة أضافت فوائد جديدة لها في علاج جروح مرضى السكري وحماية الكبد، وتحسين جودة كعكة الدايت.
وأثبتت دراسات سابقة فوائد للبامية في التحكم بمستويات السكر بالدم، لدورها في منع امتصاص السكر أثناء الهضم، كما يوضح تقرير نشره موقع «ويبمد» الأميركي، المعني بموضوعات الصحة، في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن الدراسة الجديدة التي نشرتها «مجلة البوليمر الأوروبية» في عددها الأخير بشهر يناير الجاري، أثبتت إمكانية استخدامها في علاج جروح مرضى السكري.
وباستخدام مادة «عديد السكاريد» المستخرجة من قرون البامية التونسية، تمكن باحثون من كلية العلوم بجامعة قابس، من إنتاج «جيل» جديد، يمكن استخدامه لمعاملة جروح مرضى السكري، وتم فحص تأثير «الجيل» في التئام الجروح باستخدام نموذج فئران التجارب المصابة بداء السكري، وأظهرت النتائج أنه يسرع بشكل كبير عملية التئام الجروح من خلال العمل على تسريع تعافي الأدمة وتحفيز المزيد من تكوين الأوعية الدموية وتحبيب الأنسجة.
كما كانت نفس المادة «عديد السكاريد»، مفيدة في علاج تلف الكبد الحاد في فئران التجارب، وذلك خلال دراسة صينية نشرت في عدد يناير من دورية «الغذاء والسموم الكيميائية».
وخلال الدراسة قام الباحثون من جامعة «غيانغسو» الصينية، بإصابة الفران بتلف الكبد الحاد باستخدام «رابع كلوريد الكربون»، ثم أثبتوا فعالية «عديد السكاريد» في العلاج من خلال نجاحه في تحسين وظائف الكبد وخلل شحميات الدم، وتخفيف الإجهاد التأكسدي، وقمع «السيتوكينات» المسببة للالتهابات، وتعديل ميكروبيوم الأمعاء.
من جانبه، يقول خالد عز الدين، باحث علوم التغذية بمركز البحوث الزراعية بمصر، إن هذه الأبحاث الثلاثة تزيد من القائمة الطويلة التي تضم عدداً لا يحصى من الفوائد للبامية، ومنها أن «فيتامين سي»، الموجود بها يدعم وظيفة المناعة الصحية.
وبالإضافة لذلك، يوضح عز الدين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنها تقي من السرطان، حيث تحتوي على مضادات الأكسدة التي تسمى «بوليفينول»، كما أنها تحتوي على بروتين يسمى «ليكتين» الذي قد يمنع نمو الخلايا السرطانية لدى البشر.
ويشير عز الدين إلى أن العديد من الدراسات التي أجريت باستخدام مركبات مركزة من البامية، أثبتت أنها تثبط نمو خلايا سرطان الثدي بنسبة تصل إلى 63 في المائة.
ومن الوقاية من السرطان، إلى التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، حيث يقول عز الدين، إن «البوليفينول» الموجود بالبامية، يمنع أيضاً تجلط الدم ويقلل أضرار الجذور الحرة، كما تفيد مضادات الأكسدة الموجودة بها العقل، عن طريق تقليل التهاب الدماغ.
ويضيف أن «الصمغ، وهو (مادة سميكة شبيهة بالهلام توجد في البامية)، يمكن أن ترتبط بالكوليسترول أثناء الهضم حتى يتم تمريره من الجسم، وهو ما أكدته دراسة على فئران التجارب بعد إطعامها نظاما غذائياً عالي الدهون يحتوي على مسحوق البامية».



بينالي الفنون الإسلامية يستعرض مبادئ الاستدامة وأفكاراً عملية لتقليل هدر الطعام

الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)
الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)
TT
20

بينالي الفنون الإسلامية يستعرض مبادئ الاستدامة وأفكاراً عملية لتقليل هدر الطعام

الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)
الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)

يأتي شهر رمضان كل عام ليجدد في نفوس المسلمين معاني العطاء، والامتنان، والتقدير للنعم. غير أن مظاهر الإسراف والهدر الغذائي، التي تتفاقم في هذا الشهر الفضيل، تطرح تساؤلات جدية حول كيفية تحقيق توازن بين الوفرة والاعتدال. وفي محاولة لمعالجة هذه القضية، يقيم بينالي الفنون الإسلامية ورشة عمل بعنوان «رمضان بلا إسراف: تقدير النعم والحد من الهدر»، تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية تقليل هدر الطعام من منظور ديني وثقافي، وتقديم حلول عملية لمواجهة هذه الظاهرة.

سبعة مبادئ لتحقيق الوفرة

الورشة التي تستند إلى نهج الشيف النباتية والناشطة في الاستدامة عُلا كيال، تستعرض المبادئ السبعة للاستدامة المستوحاة من تعاليم الإسلام، والتي تشدد على تقدير النعم وعدم الإسراف. فالرسول (صلى الله عليه وسلم) كان قدوة في الاعتدال والاقتصاد، يدلل على ذلك قوله: «كلوا واشربوا ولا تسرفوا». هذه المبادئ تؤكد أن الاستدامة ليست مجرد مفهوم حديث، بل هي جزء من الموروث الإسلامي، الذي يحث على الحفاظ على الموارد والاعتدال في الاستهلاك.

من هذا المنطلق ترى كيال أن كل شخص لديه القدرة على إحداث تأثير إيجابي، وأن كل لقمة طعام تمثل نعمة تستحق التقدير. مضيفةً: «تقدير النعم يبدأ من وعينا بكيفية استخدام الطعام والاستفادة من كل جزء منه، حتى لا نهدر مواردنا ونكون ممن يسرفون في النعمة».

من الوفرة إلى الإسراف

تشير الإحصائيات المحلية إلى أن نسبة كبيرة من الأطعمة تُهدر خلال شهر رمضان، إذ تزداد المناسبات والتجمعات الاجتماعية. ومن بين ذلك الخبز، والأرز، والفواكه، والحلويات. وتكشف الأرقام عن تحولات ملحوظة في أنماط الاستهلاك، إذ أصبح الإسراف عادةً مألوفة، على الرغم من الدعوات المتكررة للترشيد. وألقت كيال الضوء على هذا التغير بالقول: «للأسف، اعتدنا ثقافة الأكل السريع وغير الصحي، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة. فالاستدامة تبدأ من المطبخ، من خلال تقليل الكميات وتقدير كل عنصر غذائي نستهلكه».

وخلال الورشة، تم تقديم عرض عملي حول كيفية إعادة استخدام أكثر الأطعمة المهدرة شيوعاً بطرق مبتكرة، مثل الخبز الجاف وتحويله إلى فتوش وبودينغ خبز، كذلك الأرز المتبقي الذي تم إعداد كرات الأرز المقلية منه وإضافته إلى الحساء، وأيضاً الفواكه الناضجة التي تم تحويلها إلى عصائر طبيعية ومربى، وأخيراً الاستفادة مما تبقى من الخضراوات لتحضير الشوربات والسلطات.

الشيف علا كيال تشرح للحاضرين أهمية تقليل هدر الطعام من منظور ديني وثقافي (بينالي الفنون الإسلامية)
الشيف علا كيال تشرح للحاضرين أهمية تقليل هدر الطعام من منظور ديني وثقافي (بينالي الفنون الإسلامية)

كما تضمنت الورشة نصائح عملية حول كيفية تبريد الطعام بسرعة وتخزينه بشكل آمن لتجنب الأمراض المنقولة بالغذاء. حيث تؤكد الناشطة أهمية التعامل مع بقايا الطعام بوعي ومسؤولية، بالقول: «النقطة الأساسية هي تقليل الكميات من البداية، وإذا تبقى طعام، فيجب تبريده وتخزينه فوراً وإعادة تسخينه جيداً عند استخدامه لاحقاً».

وتم التأكيد خلال الورشة أن الحد من هدر الطعام ليس فقط مسؤولية فردية بل مجتمعية أيضاً. فبالإضافة إلى الاستخدام الشخصي للطعام المتبقي، يمكن التواصل مع شركات حفظ النعمة، التي تقوم بجمع بقايا الطعام بعد المناسبات وإعادة توزيعها على المحتاجين. كما يمكن تقديم بقايا الطعام في المطاعم لعمال النظافة، بوصفها خطوة عملية لتقليل الهدر.

الصحة تبدأ من المطبخ

وتشدد علا كيال على أن الصحة النفسية والجسدية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجودة الطعام الذي نتناوله. فالأطعمة المكررة مثل السكر الأبيض، والدقيق الأبيض، إضافةً إلى الأطعمة المصنعة، تعد من الأسباب الرئيسية لانتشار الأمراض المزمنة مثل السكري، والضغط، والكوليسترول. كما أن نقص بعض العناصر المعدنية مثل المغنيسيوم، الناجم عن الزراعة غير المستدامة، يؤثر سلباً على الصحة النفسية ويسبب الشعور بالتعب والاكتئاب.

مضيفةً أن «الصحة تأتي من الطعام المتكامل غير المكرر وغير المهدرج، ونحن في (نباتي) نحرص على إعداد كل شيء من الصفر، من دون أي مواد حافظة أو مكونات صناعية، لضمان تقديم طعام صحي 100 في المائة».

«نباتي» لتحقيق الاستدامة والوعي الغذائي

شغف علا كيال بالطهي بدأ منذ الطفولة، حيث كانت تُعِد الحلويات لعائلتها وتبيعها لصديقاتها وهي لا تزال مراهقة. رغم حبها المبكر للطهي، درست إدارة الأعمال في سويسرا قبل أن تحقق حلمها بالانضمام إلى أكاديمية فنون الطهي في سويسرا. وهناك، تلقَّت تدريباً مكثفاً في مطاعم عالمية حاصلة على نجوم ميشلان.

خلال دراستها، أطلقت فكرة مشروع «نباتي»، حيث ابتكرت وصفة آيس كريم نباتي خالٍ من السكر المكرر والمكونات الحيوانية. وفي عام 2019، أسست مشروعها في ميامي، قبل أن تعود إلى السعودية بعد 15 عاماً لتسهم في تعزيز ثقافة الطعام الصحي والمستدام.

يشار إلى أن ورشة رمضان بلا إسراف أكثر من مجرد ورشة عمل، بل هي رسالة ودعوة لإعادة التفكير في عاداتنا الاستهلاكية، وتقدير النعم، والعمل على تحقيق استدامة حقيقية تبدأ من المطبخ وتمتد لتشمل المجتمع بأسره.