«مزاج المصريين» تحت تهديد «الغش» و«الغلاء»

تحرك برلماني بعد ضبط كميات غير أصلية من الشاي والقهوة

«مزاج المصريين» تحت تهديد «الغش» و«الغلاء»
TT

«مزاج المصريين» تحت تهديد «الغش» و«الغلاء»

«مزاج المصريين» تحت تهديد «الغش» و«الغلاء»

بعد ارتفاع أسعار البن والقهوة في مصر إلى مستويات قياسية بالآونة الأخيرة، استيقظ المصريون أخيراً على خبر يفيد بضبط مصنع بمحافظة الغربية ينتج عبوات غير أصلية «مغشوشة» من «الشاي» وعبوات تقليد لمنتج شهير من «النسكافيه».
وبعد حدوث ضجة واسعة على مواقع التواصل، دخل البرلمان المصري على خط الأزمة، إذ طالب نائبان الحكومة بتوضيح آليات مواجهة الغش التجاري عبر طلبي إحاطة منفصلين.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن الأجهزة الرقابية داهمت مصنعا وصفته بـ«غير المرخص» بمحافظة الغربية (دلتا مصر) وقامت بضبط كمية كبيرة من عبوات «الشاي» و«النسكافيه» المقلدة «المغشوشة» بلغت نحو 5 ملايين عبوة - وفق تقارير صحافية - ونحو 3 أطنان خامات إنتاج.
وتقدم النائب محمود قاسم عضو مجلس النواب بطلب إحاطة إلى الحكومة، طالب فيه بـ«تكثيف الحملات الرقابية على مختلف المصانع والشركات للتصدي لعمليات الغش التجاري».
ودعا النائب شحاته أبو زيد، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب في طلب إحاطة منفصل الحكومة إلى «اتخاذ إجراءات عقابية تمنع انتشار الأغذية المغشوشة وإغلاق المصانع التي تعمل دون ترخيص، وتستخدم مواد غير مطابقة للمواصفات مما يعرض صحة المواطنين للخطر، ويؤثر بالسلب على الصناعة».
وشهدت الأسواق المصرية منتصف يناير (كانون الثاني) الجاري، زيادة جديدة في أسعار بعض أنواع الشاي الشهيرة بمصر، وقفز سعر الكيلو غرام من 125 جنيها إلى 148 جنيها (الدولار يعادل نحو 29.9 جنيه) بزيادة تقدر بـ23 جنيها، فيما ارتفع سعر العبوة زنة 40 غراماً من 6 إلى 7 جنيهات.
ويرى الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده، «أن اتجاه البعض إلى الغش التجاري يعود إلى الرغبة في تحقيق مكاسب سريعة استغلالاً للأزمات الاقتصادية، ما يعني ضرورة تشديد العقوبات، وتكثيف الرقابة على الأسواق والمصانع».
ويستهلك المصريون نحو 85 ألف طن من الشاي سنويا، وفق تصريحات صحافية سابقة لمتى بشاي، رئيس لجنة التجارة الداخلية في الشعبة العامة للمستوردين، وتستورد مصر معظم احتياجاتها من الشاي من الهند وسريلانكا وكينيا.
ويشكل كل من «الشاي» و«القهوة» أهمية كبيرة لدى المصريين، ويبلغ استهلاك السوق المصري من البن نحو 70 ألف طن سنوياً، وفق حسن فوزي رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية بالقاهرة.
ويواجه محصول البن أزمة عالمية نتيجة انخفاض الإنتاجية بسبب التغيرات المناخية والتضخم العالمي الذي أدى إلى زيادة تكلفة الإنتاج، وحذرت دراسة لمنظمة القهوة العالمية ««ICOفي فبراير (شباط) 2022 من استمرار انخفاض إنتاجية البن عالميا، وقالت الدراسة إن: «مزارعي البن في بعض البلدان المنتجة مثل: البرازيل، وكولومبيا، وكوستاريكا، والسلفادور، يتكبدون خسائر في الفترة الأخيرة».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.