«فيلم العُلا» و«كرييتف ميديا سكيلز» لتطوير المواهب السينمائية السعودية

العلا فتحت أبوابها للإنتاجات المحلية والعالمية في 2020 (الشرق الأوسط)
العلا فتحت أبوابها للإنتاجات المحلية والعالمية في 2020 (الشرق الأوسط)
TT

«فيلم العُلا» و«كرييتف ميديا سكيلز» لتطوير المواهب السينمائية السعودية

العلا فتحت أبوابها للإنتاجات المحلية والعالمية في 2020 (الشرق الأوسط)
العلا فتحت أبوابها للإنتاجات المحلية والعالمية في 2020 (الشرق الأوسط)

أعلنت «فيلم العلا»، التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العُلا، عن التعاون مع معهد «كريتيف ميديا سكيلز»، الرائد في مجال تدريب وتطوير المواهب السينمائية، لاستضافة مخيّم إبداعي يستمر على مدى 10 أيام، ويشرف عليه نخبة من محترفي وخبراء صناعة السينما، وذلك بهدف تدريب الجيل الجديد من المواهب السينمائية السعودية، وتزويدها بالخبرات المعرفية والعملية اللازمة للمساهمة بتطوير صناعة السينما في المملكة.
ويقدّم المخيّم التدريبي في نسخته الأولى، الذي ينطلق في 26 فبراير (شباط) المقبل، مجموعة من الدروس الفنية والتدريب العملي، تشمل سلسلة من الدورات وورش العمل التي تقام في قلب منطقة العُلا، والتي تضم أول موقع يتم تصنيفه إرثاً عالمياً وفق اليونيسكو، وتم تصميم البرنامج لإعداد وتدريب 25 موهبة سعودية من العُلا في مجالات الإنتاج، دعم الإخراج، الإدارة الفنية، المواقع، الأزياء، المكياج والشعر، وغيرها.
ويعد المخيّم التدريبي ضمن سلسلة من مبادرات «فيلم العلا» الرامية إلى بناء الموارد البشرية والفنية، وجذب المزيد من الاستثمارات الداخلية، بهدف تعزيز نمو عجلة الإنتاج في العُلا، عن طريق تلبية الحاجة إلى أصحاب المهارات والخبرات العالية، بما يضمن تسريع ازدهار قطاع الإنتاج السينمائي في المملكة.
ويتيح هذا المخيّم للمواهب السعودية فرصة تطوير مهاراتها واكتساب المهارات الجديدة التي تؤهلها للانطلاق في عالم السينما، وذلك بالاعتماد على الخبرات الاحترافية التي يشتهر بها معهد «كريتيف ميديا سكيلز»، الذي انطلق من «استوديوهات باينوود» العالمية في المملكة المتحدة.
وقام المعهد بتدريب وتأهيل آلاف العاملين في صناعة السينما ممن شاركوا في إنتاجات سينمائية شهيرة ضمن سلسلة «حرب النجوم» و«جايمس بوند» و«هاري بوتر»، إضافة إلى «صراع العروش»، «سندريلا»، «الجميلة والوحش»، «عالم الديناصورات»، «ماركو بولو»، «آوتلاندر»، «جاسون بورن»، «بان»، «وندر وومان»، «ريدي بلاير وان»، «الملك آرثر»، «أفنجرز»، «حماة المجرّة»، وغيرها الكثير.
وتسعى العلا إلى تعزيز التحول نحو وجهة سينمائية جديدة بعد أن فتحت أبوابها للإنتاجات المحلية والعالمية في 2020، حيث استضافت مؤخراً تصوير فيلم «قندهار» من إخراج ريك رومان وبطولة النجم جيرارد بتلر، وقد ضمّ فريق إنتاج الفيلم أكثر من 350 شخصاً؛ 10 في المائة منهم من الجنسية السعودية. وتوزع العاملون في مجالات الإنتاج، والمؤثرات البصرية، والعمليات الفنية، والمكياج والشعر، وإدارة المواقع، إضافة إلى المئات ممن شاركوا في صفوف الكومبارس.
وتعمل «فيلم العلا» حالياً على إنشاء أحد أحدث مجمّعات الاستوديوهات وأكثرها تطوّراً، ويمتدّ على مساحة 30 ألف متر مربّع، وستشمل المرحلة الأولى من المجمّع، والمقرّر إنجازها هذا العام، اثنين من استوديوهات التسجيل العازلة للصوت بمواصفات عالمية ومباني مخصّصة للإنتاج وورش عمل ومبنى للمؤثرات البصرية باستخدام الألعاب النارية ومخزناً للتموين ومبنى إدارياً، وسيكون المجمّع أيضاً على مقربة من مساحة 12 كيلومتراً مربعاً من مواقع التصوير الخارجية التي تُظهر جمال المناظر الطبيعية الخلابة في محافظة للعلا وتراثها العريق.
ومن شأن هذا المجمّع أن يضمن جاهزية محافظة العُلا والمملكة العربية السعودية، لاستضافة المزيد من الإنتاجات المحلية والعالمية، إلى جانب ما تقدمه من حوافز وامتيازات، وتوفير خبرات محلية قادرة على المساهمة في العملية الإنتاجية خلف الكاميرا وفي العديد من المجالات، وقد افتتحت العُلا منتجعاً خاصاً بمحترفي صناعة السينما وأفراد طاقم العمل بطاقة استيعابية تصل إلى 300 وحدة فندقية، يضم أيضاً مكاتب لدعم فرق الإنتاج على المديين القصير والطويل، ومناطق ومساحات ترفيهية.
وافتتحت العُلا منتجعاً خاصاً بمحترفي صناعة السينما وأفراد طاقم العمل بطاقة استيعابية تصل إلى 300 شخص، يضم أيضاً مكاتب لدعم فرق الإنتاج على المدى القصير والطويل، ومناطق ومساحات ترفيهية.
وأكّدت شارلين ديليون جونز، المديرة التنفيذية لـ«فيلم العلا»، على أهمية ما تشهده صناعة السينما في المملكة من تطور وازدهار، مشيرة إلى أهمية تدريب الخبرات والمواهب المحلية لبناء صناعة سينمائية ناجحة في العُلا، وأضافت قائلة: «تتمتع المملكة بطاقات ومواهب إبداعية كبيرة، لذا يتعين علينا أن نبذل كل ما بوسعنا لتدريبها وتطويرها. يسعدنا أن نتعاون مع فريق (كريتيف ميديا سكيلز) الذي يتمتع بخبرة عالمية تؤهله لدعم وتطوير الجيل الجديد من المواهب المحلية، ليكون قادراً على المساهمة في صناعة السينما وفق أرقى المعايير، وبالتالي الاستعداد لاستضافة المزيد من الإنتاجات المحلية والدولية».
على الصعيد ذاته، قالت إيلي سميث الرئيسة التنفيذية لمجموعة «كريتيف ميديا سكيلز»، «يسرّنا التعاون مع شارلين جونز وفريق عملها من خلال هذا المشروع المميز في (فيلم العُلا) لتدريب وتطوير المواهب، وتوفير البنية التحتية اللازمة لبناء صناعة سينمائية مزدهرة، ونتطلع على مدى سنوات عديدة لتوفير أرقى مستويات التدريب تحت إشراف نخبة من المحترفين والخبراء، ونتطلع لتقديم خبراتنا في هذا المجال والمساهمة في بناء وتطوير صناعة السينما في العُلا».


مقالات ذات صلة

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

عالم الاعمال منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

«بانيان تري العُلا» يكشف عن تقديم مجموعة متنوعة من العروض لموسم العطلات

يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج صورة جماعية لاجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية في باريس الجمعة (الشرق الأوسط)

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا، وبيان لـ«الخارجية الفرنسية» يؤكد توجيه فرنسا إمكاناتها وخبراتها لتطوير المنطقة.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق اجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية استعرض الإنجازات (وزارة الخارجية السعودية)

اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن «العُلا» تناقش توسيع التعاون

ناقشت اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير العُلا سبل توسيع التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف القطاعات، خصوصاً في مجالات الآثار والرياضة والفنون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يصل إلى فرنسا للمشاركة في اجتماع «تطوير العلا»

وصل وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة الفرنسية باريس، اليوم؛ للمشاركة في الاجتماع الثاني لتطوير مشروع العلا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».