الشرطة الإيرانية تهوّن من القلق على أمن المقرات الدبلوماسية

غداة هجوم دامٍ على سفارة أذربيجان في طهران، أسفر عن مقتل دبلوماسي وجرح آخرين، قال المتحدث باسم الشرطة إنه «لا يوجد قلق على أمن المقرات الدبلوماسية»، وذلك بعدما واجهت طهران انتقادات ومطالب بضمان أمن المقرات الدبلوماسية، بموجب اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإيرانية الجنرال مهدي حاجيان، إن «الشرطة تعد من واجبها توفير الأمن للأماكن الدبلوماسية، وتولي اهتماماً خاصاً، ولن تدخر جهداً في أداء الواجب».
وإذ أعرب حاجيان عن أسفه لمقتل دبلوماسي في السفارة الأذربيجانية، قال: «من المؤكد أنه لا يوجد قلق فيما يتعلق بأمن الأماكن الدبلوماسية وأنشطة الأمن، والسلامة المهنية للدبلوماسيين الأجانب».
وشن رجل مسلح هجوماً قَتل فيه دبلوماسياً بالرصاص، وأصاب شخصين آخرين في سفارة أذربيجان بطهران صباح الجمعة. وأظهر مقطع مصور بكاميرات المراقبة، حصلت «رويترز» على نسخة منه، المهاجم وهو يقتحم المبنى ويطلق النار على رجلين، قبل أن يدخل في صراع مع موظف ثالث بالسفارة.
وفي وقت لاحق، عرض التلفزيون الرسمي الإيراني رجلاً ذا شعر رمادي قيل إنه المهاجم. وقال الرجل إنه استهدف بتصرفه إطلاق سراح زوجته الأذربيجانية التي يعتقد أنها محتجزة في السفارة.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إنه «تم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لاستئناف الأنشطة المعتادة للسفارة ولدبلوماسيي جمهورية أذربيجان في طهران».
لكن وزارة خارجية أذربيجان قالت إن «الحملة المعادية لأذربيجان» في إيران ساهمت في الهجوم، دون أن تقدم توضيحاً، واتهمت إيران بتجاهل استمر طويلاً لدعوات باكو، من أجل تعزيز الأمن عند سفارتها في طهران.
وفي وقت متأخر، تفقد عبد اللهيان جريحين من طاقم السفارة في مستشفى تجريش شمال طهران، لكن وزارة خارجية أذربيجان قالت إنها تعتزم إجلاء موظفي سفارتها من طهران. واستدعت أيضاً السفير الإيراني في باكو؛ للتعبير عن غضبها، والمطالبة بتحقيق العدالة.
وظهر عبد اللهيان في مؤتمر صحافي مع السفير الأذربيجاني علي عليزاده، قائلاً إن «الحادث ليس عملاً إرهابياً ومنظماً»، وقلل الوزير الإيراني من أهمية التقارير عن إجلاء طاقم السفارة الأذربيجانية، واصفاً العلاقات بين البلدين بـ«الطبيعية». وأضاف: «تحدثت إلى وزير الداخلية ووزير الاستخبارات والأجهزة الأمنية وقائد الشرطة، ونتابع القضية».
وفي الوقت نفسه، قال السفير الأذربيجاني: «نحن نعد الهجوم المسلح حادثاً إرهابياً، ونتيجة هذا العمل قتل دبلوماسي وجرح دبلوماسيان آخران». وقال: «نطالب الجمهورية الإسلامية بتحديد وملاحقة جميع عوامل هذا الحادث الإرهابي، وتقديم النتائج إلى السلطات الأذربيجانية».
من جانبه، تحدث رسول موسوي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، على «تويتر»، عن إدارة الأحداث المتعلقة بسفارة أذربيجان «بسرعة». وقال: «لقد مرت دبلوماسية الجمهورية الإسلامية بيوم صعب، ولكنه ناجح». وقال: «ما حدث في سفارة أذربيجان الذي لم يكن وراءه أي شيء سوى الدافع الشخصي، كان من الممكن أن يكون مكلفاً للبلاد».
وركز المسؤولون الإيرانيون على قضية دوافع المهاجم. وفي الصدد، ألقى السفير الإيراني السابق لدى أذربيجان، محسن باك آيين، باللوم على باكو بسبب ما وصفها بـ«المواقف المتسرعة والعاطفية في وصف الهجوم على السفارة بالإرهابي». وقال إن «الهجوم بدوافع شخصية وغير سياسية».
وقال باك آيين إن مسؤولي وزارة الخارجية تدخلوا بسرعة؛ لكيلا يترك الحادث تأثيراً سلبياً على علاقات البلدين، وأشاد بـ«ضبط النفس» من وزير الخارجية الإيراني حيال «المواقف الحادة» لمسؤولي أذربيجان. من جانب آخر، وجّه أصابع الاتهام إلى الغربيين بالسعي لتصوير الحادثة على أنها ذات تأثير على علاقات طهران وباكو، وتقديم صورة غامضة وغير واضحة لهذه العلاقة. وقال: «التوجه الغربي هو أن يقول إن السفارة غير آمنة في إيران، في حين أن هذا كان حدثاً نادراً جداً... إيران تعد الدفاع وحماية الممثلين السياسيين الأجانب من واجبها».
في غضون ذلك، أعلنت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أنها ستعقد اجتماعاً؛ لبحث الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران. ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن المتحدث باسم اللجنة يعقوب رضا زاده، قوله: «نظراً لاعتقال المهاجم، اتضح أن دوافعه عائلية».
غير أن وسائل الإعلام الأذربيجانية أصرت على وصف الهجوم بـ«الإرهابي». وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها أيخان حاجيزاده، إن باكو سترسل طائرة إلى طهران لإجلاء موظفي السفارة وأفراد أسرهم وجثة الدبلوماسي أورخان أصغروف، حسبما نقلت وكالة «ترند» الأذربيجانية.
وفي وقت متأخر، الجمعة، أدانت الولايات المتحدة الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في بيان صحافي: «تدين الولايات المتحدة الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران، ونكرّر ما دعا إليه الرئيس (إلهام) علييف لإجراء تحقيق فوري في هذا العنف غير المقبول».
وأضاف المتحدث: «نتقدم بأحرّ التعازي لأسر وأحباء من قضوا وجرحوا. إن أي هجوم على الدبلوماسيين أو المنشآت الدبلوماسية هو أمر مرفوض، ونذكّر حكومة إيران بمسؤوليتها بموجب اتفاقيات جنيف عن حماية الدبلوماسيين الأجانب في إيران».