إسرائيل توقف تقديم العلاج في مستشفياتها لجرحى الحرب السورية من «داعش والنصرة»

سوف تكتفي بتقديم الإسعاف الأولي وتعيدهم وراء الحدود

إسرائيل توقف تقديم العلاج في مستشفياتها لجرحى الحرب السورية من «داعش والنصرة»
TT

إسرائيل توقف تقديم العلاج في مستشفياتها لجرحى الحرب السورية من «داعش والنصرة»

إسرائيل توقف تقديم العلاج في مستشفياتها لجرحى الحرب السورية من «داعش والنصرة»

أعلن ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن بلاده قررت تغيير سياسة استقبال الجرحى في الحرب الأهلية السورية، وتوقفت عن نقل مصابي جبهة النصرة أو «داعش» لتلقي العلاج في مستشفياتها.
ونفى ضابط رفيع أن الجيش الإسرائيلي قام باستقبال نشطاء ومقاتلين من التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وأوضح أن الجيش أخطأ عندما لم يقم حتى الآونة الأخيرة بإجراء فحص معمق لهوية الجرحى الذين يدخلون إلى إسرائيل، ولذلك وصل إلى المستشفيات الإسرائيلية عدد من أنصار جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإسلامية المتطرفة، بمن في ذلك مقاتلون من «داعش». وادعى أن السبب في ذلك هو «الاعتبارات الإنسانية». ولكنه في أعقاب الاعتراضات الواسعة في إسرائيل وخصوصا في أوساط أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل: «فسيحرص الجيش الآن على أن لا يكون بينهم نشطاء جبهة النصرة أو داعش أو أي تنظيم متطرف».
وحسب أقواله فقد تم اتخاذ القرار قبل شهر ونصف الشهر. وادعى أن «عدة أشخاص من التنظيم تسللوا بين الجرحى لتلقي العلاج، لكن هذا الأمر توقف». وأضاف: «إذا وصل جريح من التنظيم إلى الحدود، فسيعالجه أطباء الجيش كما يتوقع منهم، في خيمة الإسعاف العسكري، لكنه لن يتم إدخاله إلى إسرائيل لتلقي العلاج في المستشفيات».
المعروف أن إسرائيل تقيم مستشفى ميدانيا عسكريا على الحدود مع سوريا، في الجولان المحتل، منذ اندلاع الحرب الأهلية. وقد استقبلت ألوف الجرحى والمرضى هناك من جميع التيارات المتحاربة، بما في ذلك قوات النظام. وأدخلت نحو ألفي شخص ممن بدت جراحهم بليغة للعلاج في مستشفياتها داخل إسرائيل.
وقد أرادت في البداية أن تظهر بصورة إنسانية، مع أن عدد من عالجتهم لا يصل إلى نسبة 1 في المائة من جرحى الحرب السورية. وقد أحاطت هؤلاء الجرحى بطوق أمني في المستشفيات، حتى لا يقيموا علاقات مع مواطنين إسرائيليين خصوصا من العرب (فلسطينيي 48). وفي السنة الأخيرة بدأت تسمح لفلسطينيي 48 بتقديم مساعدات إنسانية إلى هؤلاء الجرحى.
ولكن مع إقحام بعض القرى الدرزية في سوريا في الحرب، واتهام جبهة النصرة بقتل أحد الشبان الدروز على حدود لبنان، هبت الطائفة الدرزية في إسرائيل ضد السلطات الإسرائيلية بدعوى أنها تقدم مساعدات للقوى الإسلامية المتطرفة التي تعتدي على الدروز في سوريا. وهاجمت مجموعة منهم سيارات الإسعاف الإسرائيلية العسكرية وحاولوا إخراج الجرحى السوريين منها عدة مرات، وفي إحداها (الشهر الماضي)، نجحوا في إخراج جريحين واعتدوا عليهم بالضرب المبرح حتى لفظ أحدهما أنفاسه وتوفي وهو بين أيديهم. وقد اضطر الجيش إلى نقل الجرحى بالطائرات المروحية ليمنع اعتداءات أخرى. ثم قرر التخلي عن هذه المساعدة لمقاتلي «النصرة» و«داعش» ووضع محاذير تمنع وصولهم إلى المستشفيات الإسرائيلية. وأعادت فرض السرية المطلقة على كل ما تقوم به إسرائيل في هذا الشأن.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.