لم تختلف السينما اللبنانية عن أي سينما عالمية أخرى عاشت حياة الخلافات السياسية والحروب أو الأحداث المفصلية التي عصفت بها.
وسواء نظرنا إلى أحداث ما بعد الحرب اللبنانية في بعض دول العالم العربي وإلى اليوم، أو عدنا إلى قصص الحروب العالمية أو الإقليمية المختلفة عبر العصور، نجد أن السينما اللبنانية كان لا بد لها من دخول الحرب من زاوية مختلفة خاصة بها بصرف النظر عن انتماءات أصحابها.
في مطلع الحرب صوّر جورج شمشوم فيلماً تسجيلياً طويلاً بعنوان «لبنان لماذا؟». السؤال قاسٍ والفيلم أكثر قسوة، إذ يصوّر متاهات الحرب الأهلية وعبثها. قبله حقق مارون بغدادي فيلماً روائياً أول بعنوان «بيروت يا بيروت». أنجزه سنة 1975 قبل اندلاع أولى شرارات تلك الحرب. فحوى الفيلم النظر إلى الجدار الخفيّ العازل بين المواطنين. محاولة البعض التواصل مع البعض الآخر وسعي آخرين للتمسك بمكاناتهم وميزتهم، كانا نبوءة على تداعي الوحدة المجتمعية التي أدّت (ضمن عوامل أخرى) إلى نسف التعايش لـ16 سنة لاحقة.
خلال السنوات العسيرة الأولى حقق سينمائي شاب اسمه رفيق حجار فيلماً مهماً ومنسياً بعنوان «الانفجار»: مجموعة من الرجال والنساء الآتين من طوائف مختلفة محجوزون في أسفل عمارة سكنية بفعل قناص يرمز إلى كل أطياف المحاربين.
في «بيروت اللقاء»، حقق برهان علوية (الذي رحل كما بغدادي وحجار) «بيروت اللقاء» مسلّطاً الكاميرا (والكلمة) على ذلك التباعد المفروض على صديقين (رجل وامرأة). هي سترحل عن لبنان، وهو غير قادر على الوصول إلى المطار في الوقت المناسب.
في الثمانينات أنجز العراقي فيصل الياسري «القنّاص»، والجزائري فاروق بلّوفة حقق «نهلة» (فيلمه الوحيد)، لكنّ معظم السينمائيين العرب الفاعلين تحاشوا دخول مجاهل تلك الحرب ومخاطرها، كذلك فعلت السينما الغربية عموماً.
في إطار هذه الأخيرة أقدم الألماني فولكر شلندورف، سنة 1981، على تحقيق فيلم «حلقة الخداع» عن صحافي ألماني (برونو غانز) يعيش وابل الحرب وينهار تحت وطأتها. ومن ثم حققت جينيفر فوكس، سنة 1986، فيلماً عن عائلة بسترس العريقة وكيف تعاملت مع تلك الحرب. وتبعهما الكندي دينيس فيلنيوف في عام 2010 بسرد حكاية كندية تعود في جذورها إلى لبنان الحرب. عنوان الفيلم «هيجان حرائق» (Incedies).
لم تَؤُل المقاليد إلى الغربيين، إذ يشمل التعامل مع الحرب (أو تبعاتها اللاحقة) الكثير من المخرجين والمخرجات من بينهم زياد الدويري، وجوسلين صعب، ورندة الشهال، ومي المصري، وجان شمعون، وغسان سلهب، وفيليب عرقتنجي، وجيهان شعيب، وآخرين كُثر.
سنوات السينما
سنوات السينما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة