لماذا يتكرر إخفاق «مصر لليد» بالأدوار الإقصائية في كأس العالم؟

المنتخب خسر مباراة ربع النهائي أمام السويد

منتخب مصر ببطولة العالم (الاتحاد المصري لكرة اليد)
منتخب مصر ببطولة العالم (الاتحاد المصري لكرة اليد)
TT

لماذا يتكرر إخفاق «مصر لليد» بالأدوار الإقصائية في كأس العالم؟

منتخب مصر ببطولة العالم (الاتحاد المصري لكرة اليد)
منتخب مصر ببطولة العالم (الاتحاد المصري لكرة اليد)

في كل مرة يكاد يقترب فيها منتخب مصر لكرة ليد من تحقيق حلم التتويج، أو الوصول إلى ما هو أبعد من المربع الذهبي في بطولات كأس العالم، تتبخر هذه الأحلام والطموحات، مما يثير تساؤلات بشأن أسباب تكرار إخفاق المنتخب المصري في الأدوار الإقصائية أمام الفرق الأوروبية، رغم تفوقه عربياً وأفريقياً.
وتوقف تفوق المنتخب المصري عند دور الثمانية في مونديال اليد المقام حالياً بالسويد وبولندا، بالخسارة أمام منتخب السويد، مساء الأربعاء بنتيجة (22 - 26)، بعد خسارته أمام منتخب الدنمارك في ختام الدور الرئيسي، رغم انطلاقته المميزة في البطولة التي تصدر خلالها المجموعة السابعة، باكتساح منتخبات «كرواتيا، والمغرب، والولايات المتحدة الأميركية»، ثم واصل تألقه في الدور الرئيسي بالفوز على بلجيكا والبحرين قبل الخسارة من الدنمارك، في مباراة كشفت عن وجود مشكلات فنية على المستويين الدفاعي والهجومي للمنتخب المصري، وفق نقاد.
وخلال مباراتي الدنمارك والسويد، عانى منتخب مصر إهدار الفرص السهلة، وعدم معالجة الإسباني روبرتو باروندو، المدير الفني لمنتخب مصر، للعيوب الفنية لفريقه، فرغم تفوقه على السويد في أول 25 دقيقة من زمن المباراة، فإنه فقد زمام المبادرة والتفوق بفارق هدفين، في ظل تألق أندرياس باليكا حارس السويد (أفضل لاعب بالمباراة)، كما فشل منتخب مصر كذلك في التسجيل من أي هجمة مرتدة».

ويرى أحمد العطار، لاعب منتخب مصر لكرة اليد سابقاً، أن مصر أضاعت فوزاً سهلاً كان في متناول اليد أمام السويد، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «مباراة مصر أمام السويد كانت سهلة جداً، خصوصاً بعد إصابة أفضل لاعبي السويد خلال الدقائق الأولى من المباراة، وخوفهم وارتباكهم في البداية من قوة المنتخب المصري، لكن تغيرت الأوضاع في الخمس دقائق الأخيرة من شوط المباراة الأول، لصالح السويد التي أنهت الشوط بفارق 5 أهداف»، ويوضح العطار أنه «يصعب العودة في النتيجة أمام الفرق الكبرى، حيث يكتسب لاعبوهم ثقة أكبر، بينما يزيد الضغط على لاعبينا».

ويلفت العطار إلى أن «المدير الفني لمنتخب مصر أخفق في إدارة المباراة، وأخفق في تغييرات اللاعبين، وتغيير خطة اللعب، حتى باتت طريقة دفاعه معروفة للفرق الأخرى، كما أصر على مشاركة لاعبين لم يكونوا في كامل تركيزهم على غرار كريم هنداوي حارس المرمى، إذ كان يجب مشاركة الحارس الآخر حُميد، وهو لاعب جيد»، مشيراً إلى أن «الوجود في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم لكرة اليد له شروط من بينها عدم الإفراط في الأخطاء، وتنويع خطة اللعب، وهو ما فشل فيه باروندو».
وتساءل العطار عن أسباب عدم الدفع بهدافي منتخب مصر خلال مباراة السويد ومن بينهم يحيى الدرع، وأكرم يسري وسيف الدرع.
من جهته، يعزي الناقد الرياضي المصري أيمن أبو عايد، سبب الخسائر المصرية المتكررة بالأدوار الإقصائية ببطولات العالم لكرة اليد، إلى الضغوط النفسية التي يُحمّل بها اللاعبون بعد انتصاراتهم المتتالية في الأدوار التمهيدية والرئيسية، بالإضافة إلى استمرار وجود عقدة نفسية من اللعب أمام أبطال العالم، وعدم اكتساب اللاعبين ثقة الفوز عليهم، على غرار ما يحدث في كرة القدم، وهو ما يحتاج إلى تأهيل نفسي وبدني، ومدرب مخضرم سبق له الفوز من قبل بكأس العالم لكرة اليد».

وانتقد أبو عايد عدم الاستعانة بخبرات اللاعب الكبير أحمد الأحمر، قائلاً: «كان بلا شك سيمنح زملاءه بالفريق ثقة وحماساً». مؤكداً في تصريحه إلى «الشرق الأوسط» أن «الشعب المصري بات يطمح في الوصول إلى ما هو أبعد من دور الثمانية، أي مربع الذهب والتتويج بالميداليات».
وهو ما يؤكده العطار قائلاً إن «جيله لم يكن يضم محترفين كما هو الحال حالياً، لكنه كان يقدم مباريات قوية أمام الفرق الكبرى، ومن بينها روسيا، التي استطاع منتخبنا تحقيق الفوز عليها في بداية الألفية الجديدة». ونوه بأن «المنتخب المصري الحالي كان في قدرته تحقيق ميدالية بالبطولة الحالية، لأنه يضم عناصر مميزة وشابة ومحترفة في الخارج».
ولمعالجة الأخطاء الفنية التي تتسبب في خسارة مصر بالمباريات المهمة، يطالب العطار بـ«تعيين مدير فني جديد من إسبانيا أو ألمانيا، يشرف على منتخبات الناشئين والشباب لاختيار أفضل العناصر من أجل تصعيدها إلى المنتخب الأول، لتوفير بدائل قوية من الدوري المحلي، الذي أصبح احترافياً خلال العقدين الماضيين، لتوسعة القاعدة التي سيختار منها»، معتبراً أن «عقدة الخوف من الفرق الكبرى انتهت بوجود لاعبين مصريين محترفين بالخارج، بجانب الوصول إلى الأدوار الإقصائية بشكل متكرر».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».