تحذير بريطاني من انتحال قراصنة روس وإيرانيين صفة صحافيين لاختراق الحسابات

هؤلاء القراصنة لديهم أهداف متشابهة ولكنهم يعملون بشكل منفصل (رويترز)
هؤلاء القراصنة لديهم أهداف متشابهة ولكنهم يعملون بشكل منفصل (رويترز)
TT

تحذير بريطاني من انتحال قراصنة روس وإيرانيين صفة صحافيين لاختراق الحسابات

هؤلاء القراصنة لديهم أهداف متشابهة ولكنهم يعملون بشكل منفصل (رويترز)
هؤلاء القراصنة لديهم أهداف متشابهة ولكنهم يعملون بشكل منفصل (رويترز)

حذر مسؤولو الأمن السيبراني البريطانيون من أن مجموعات القرصنة المرتبطة بروسيا وإيران تخدع الناس للنقر على الروابط الخبيثة من خلال انتحال صفة صحافيين وخبراء.
ووفقاً لوكالة «بلومبيرغ» للأنباء، فقد قال المركز الوطني للأمن السيبراني في المملكة المتحدة، التابع للحكومة البريطانية، اليوم (الخميس) إن هؤلاء القراصنة، الذين لديهم أهداف متشابهة ولكنهم يعملون بشكل منفصل، سعوا إلى سرقة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعاملين في الأوساط الأكاديمية والدفاع والإعلام والحكومة، وكذلك من النشطاء والمنظمات غير الحكومية. ولفت المركز إلى أن القراصنة ينتحلون صفة صحافيين ومضيفي مؤتمرات وخبراء في مختلف المجالات، محذراً من النقر على أي روابط غير موثوق بها.
ونشطت كلتا المجموعتين منذ عدة سنوات، ولكن من المفهوم أنهما كثفتا مؤخراً أنشطتهما في المملكة المتحدة مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وكذلك في الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى، وفقاً للمركز الذي أشار إلى أن القراصنة «يهدفون إلى سرقة بعض الأسرار أو تسريب المراسلات عبر الإنترنت لإحراج الشخصيات البارزة، لا لسرقة الأموال».

وقال بول تشيتشيستر، مدير عمليات المركز إن «الجهات الفاعلة في التهديد، والمتمركزة في روسيا وإيران، تواصل بلا رحمة متابعة أهدافها في محاولة لسرقة البيانات من الإنترنت وتعريض الأنظمة الحساسة المحتملة للخطر».
وأضاف: «يسعى المتسللون عادة إلى اكتساب ثقة الهدف من خلال انتحال شخصية شخص من المحتمل أن يتواصل معهم، مثل انتحال صفة صحافي، وإغرائهم في النهاية للنقر على رابط ضار ينقلهم إلى صفحة ويب، حيث سيُطلب منهم إدخال كلمة المرور الخاصة بهم. في هذه المرحلة، يتم اختراق بريدهم الإلكتروني بكل سهولة».
ورغم أن هذه الطريقة هي واحدة من أقدم تقنيات القرصنة، فإن ما يميز المجموعتين هو الجهد المبذول لخداع أهدافهما، بما في ذلك إنشاء «وسائط اجتماعية أو ملفات تعريف شبكات مزيفة تنتحل شخصية خبراء محترمين» وتقديم دعوات إلى مؤتمرات غير موجودة يفترض أنها ذات صلة بأهدافهم، وفقاً للمركز.
وأشار المركز إلى أنه في إحدى الحالات، قامت مجموعة إيرانية، يطلق عليها اسم Charming Kitten، بعقد اجتماع زائف مع هدفها، وشاركت الرابط الخبيث في شريط الدردشة خلال المكالمة الهاتفية.
ويُعتقد أن المجموعتين موجهتان من قبل الحكومتين الروسية أو الإيرانية، وتشاركان فيما يوصف بأنشطة «التجسس الإلكتروني»، لكن المركز البريطاني لم يلقِ باللوم بشكل رسمي على الدولتين.



عبد الله المحيسن: الصدق مفتاح وصول الأعمال السعودية للعالمية

المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
TT

عبد الله المحيسن: الصدق مفتاح وصول الأعمال السعودية للعالمية

المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)

شهدت الجلسة الافتتاحية في النسخة الثانية من «مؤتمر النقد السينمائي» بالرياض، مساء الأربعاء، احتفاءً بالمخرج السعودي عبد الله المحيسن، مع عرض فيلمه الوثائقي «اغتيال مدينة»، الذي قدَّمه عام 1976 في الجلسة الافتتاحية مع محاورته من جانب الناقديْن؛ المصري أحمد شوقي رئيس الاتحاد الدولي للنقاد «فيبرسي»، والسعودي أحمد العياد.

وعبّر المحيسن عن فخره بالاحتفاء بمسيرته في المؤتمر، الذي عدّ استمرارية انعقاده، للعام الثاني على التوالي، دليلاً على أهمية تطوير الحركة السينمائية بالسعودية، مشيراً إلى أن العمل السينمائي المستند إلى النقد الواعي الهادف الصادق يُعد المحرك الرئيسي للتطور والإبداع.

وشدّد على أن إبراز مفهوم الصدق والإخلاص لرسائل الأعمال الفنية قد يكون مفتاح وصول الأعمال السعودية المتنوعة للعالمية، مشيراً إلى أن السينما الحقيقية تبدأ من البيئة المحلية.

وأضاف أن المخرجين عندما يقدمون أعمالاً من بيئتهم المحلية، وتعبر عن خصوصيتهم، ستكون انطلاقتهم الحقيقية للعالمية، مشيراً إلى أهمية أن تكون الأفلام معبرة عن مجتمعها، وليست مجرد إعادة إنتاج لأفكار وأفلام الغرب، عبر إقحام أفكارهم في أعمالنا.

جانب من الندوة (هيئة الأفلام السعودية)

ولفت إلى أن القصص التي تُلامس الواقع وتعبر عن الهوية السعودية ستكون قادرة على الوصول للجمهور العالمي، مشدداً على أهمية الصدق في التعبير عن أنفسنا وثقافتنا، دون محاولة إرضاء تصورات وتوقعات الغرب المحددة عنا، الأمر الذي سيمكّن من استخدام السينما بصفتها أداة لتعريف العالم بنا وبتنوعنا الحقيقي، وليس ما يتوقعونه منا.

وأكد أن النقد السينمائي أسهم في مسيرته بشكل كبير، خصوصاً بعد عرض فيلمه «اغتيال مدينة» في افتتاح الدورة الثانية من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، مستذكراً حديث الناقد المصري الراحل سمير فريد معه وطلبه منه أن يقدم أشياء أطول وأكثر تعقيداً بعد مشاهدته فيلمه الأول، الأمر الذي ترك أثراً كبيراً على مسيرته الفنية.

واستعاد المحيسن ذكريات تقديم الفيلم بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان بوقت قصير، خلال منتصف السبعينات من القرن الماضي، وهو البلد الذي عاش فيه عدة سنوات، خلال دراسته في المرحلة الثانوية، في نهاية الستينات وأوائل السبعينات، قبل أن يتجه إلى لندن لاستكمال دراسته، مؤكداً أنه مزج في الفيلم بين استخدام الرسوم المتحركة في البداية، واللقطات التي وثّقها، لافتاً إلى أنه استخدم الرسوم المتحركة في بداية الأحداث لإيصال رسالة الفيلم بطريقة رمزية مبتكرة.

وأضاف أن ما قد يراه البعض الآن سهلاً عند مشاهدة الفيلم، لم يكن سهلاً وقت تقديمه، خصوصاً أن الأفلام الوثائقية لم تكن لها منافذ عرض تصل من خلالها إلى الجمهور، بالإضافة إلى عدم وجود تجارب عربية سابقة استُخدمت فيها الرسوم المتحركة بأعمال وثائقية، الأمر الذي لم يكن مألوفاً عند تقديم الفيلم.

وقال الناقد السعودي أحمد العياد، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاحتفاء بمسيرة المحيسن في الملتقى يأتي تقديراً لما قدّمه للسينما السعودية؛ ليس فقط عبر أفلامه التي جعلته من الرواد الحقيقيين للسينما السعودية، ولكن أيضاً لما قدّمه من دعم مستمر للشباب، خلال مسيرته الممتدة على مدار أكثر من 50 عاماً.

وتستمر أعمال مؤتمر «النقد السينمائي الدولي» في نسخته الثانية بمدينة الرياض حتى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حيث يلتقي الخبراء وصناع الأفلام والمبدعون في رحلة استكشافية لفن «الصوت في السينما» الذي اختير موضوعاً لمؤتمر هذا العام.

يقام المؤتمر تحت عنوان «الصوت في السينما» (هيئة الأفلام السعودية)

وأرجع رئيس هيئة الأفلام عبد الله آل عياف اختيار الصوت ليكون موضوع هذا العام بوصفه «نصف التجربة السينمائية الذي يحكي ما لا تستطيع أن تحكيه الصورة، سواء أكان الصوت موسيقى تصل مباشرة إلى الروح، أم حواراً يُظهر الحقيقة، أم صمتاً هو أقوى من كل صوت».

وأثنى الناقد السينمائي المصري أندرو محسن، لـ«الشرق الأوسط»، على تركيز المؤتمر على الصوت بوصفه أحد العوامل المهمة في صناعة الشريط السينمائي، وعَدَّ النقد من الأمور التي تساعد على تحسين جودة الإنتاج السينمائي.