الإماراتي النيادي لن يصوم رمضان خلال مهمته الفضائية المقبلة

الإماراتي سلطان النيادي أول عربي سيشارك في مهمة تمتد ستة أشهر في الفضاء (ناسا)
الإماراتي سلطان النيادي أول عربي سيشارك في مهمة تمتد ستة أشهر في الفضاء (ناسا)
TT

الإماراتي النيادي لن يصوم رمضان خلال مهمته الفضائية المقبلة

الإماراتي سلطان النيادي أول عربي سيشارك في مهمة تمتد ستة أشهر في الفضاء (ناسا)
الإماراتي سلطان النيادي أول عربي سيشارك في مهمة تمتد ستة أشهر في الفضاء (ناسا)

أكد الإماراتي سلطان النيادي، أول عربي سيشارك في مهمة تمتد ستة أشهر في الفضاء، أمس (الأربعاء)، أنه غير ملزم بالتزام صيام رمضان بعد انطلاقه إلى محطة الفضاء الدولية نهاية الشهر المقبل.
وقال النيادي، رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي أمس في مركز جونسون الفضائي في مدينة هيوستن الأميركية: «في حالتي يمكن تصنيفي كمسافر، ويحق للمسافر أن يقطع صومه». وأضاف: «الصوم ليس إلزامياً إذا شعر المرء على سبيل المثال بأن صحته ليست على ما يرام».
وتابع النيادي قائلاً: «من هنا يُسمح لنا بتناول كمية كافية من الطعام تفادياً لأي شيء قد يقوّض المهمة أو يهدد أفراد الطواقم».
وسيصبح النيادي البالغ 41 عاماً أول عربي يمضي ستة أشهر في الفضاء بعد انطلاقه المقرر في 26 فبراير (شباط) إلى محطة الفضاء الدولية عبر صاروخ «فالكون 9» المصنّع من شركة «سبيس إكس».
كما أن النيادي سيكون ثاني إماراتي يشارك في رحلة إلى الفضاء، بعد هزاع المنصوري الذي أمضى ثمانية أيام في محطة الفضاء الدولية في سبتمبر (أيلول) 2019.
وسيقوم النيادي بهذه المهمة إلى جانب الأميركيين ستيفن بون ووارن هوبرغ والروسي أندري فيدياييف. وقد تركزت الأسئلة التي وُجهت إلى هؤلاء خلال المؤتمر الصحافي على تأثير الوضع في أوكرانيا على رحلتهم إلى الفضاء.
وقال ستيفن بون، من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا): «أعمل وأتمرن مع رواد فضاء منذ أكثر من عشرين عاماً، ولطالما كان الأمر رائعاً». وأضاف: «فور وصولنا إلى الفضاء، لن يكون هناك سوى طاقم واحد ومركبة واحدة نتشارك فيها الأهداف نفسها».
ولفت أندري فيدياييف من ناحيته إلى وجود «تاريخ طويل جداً» من التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في مجال الفضاء.
وقال رائد الفضاء الروسي: «حياة الناس في الفضاء، في محطة الفضاء الدولية، تشكل حقاً مثالاً جيداً جداً عن الطريقة التي يجب على البشر أن يعيشوا من خلالها على الأرض».
وتشكل محطة الفضاء الدولية أحد مجالات التعاون النادرة المتبقية بين موسكو وواشنطن منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، والعقوبات الغربية التي أعقبته.
وأعلن مسؤولو وكالة «ناسا» أنهم يخططون لفترة انتقالية تمتد لخمسة أيام للتسليم والتسلم بين الطاقم الجديد والأفراد الأربعة في الطاقم القديم.
وأقيمت محطة الفضاء الدولية عام 1998 خلال مرحلة تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، بعد أن تنافس البلدان على غزو الفضاء في مرحلة الحرب الباردة.



مخزون الصور العائلية يُلهم فناناً سودانياً في معرضه القاهري الجديد

صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)
صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)
TT

مخزون الصور العائلية يُلهم فناناً سودانياً في معرضه القاهري الجديد

صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)
صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)

«زهوري اليانعة في داخل خميلة»... كلمات للشاعر الجاغريو، وهي نفسها الكلمات التي اختارها الفنان التشكيلي السوداني صلاح المر، لوصف السنوات التي قضاها في مصر، والأعمال الإبداعية التي قدّمها خلالها، وضمنها في البيان الخاص بأحدث معارضه بالقاهرة «احتفالية القرد والحمار».

تنقل المر خلال 15 عاماً قضاها في مصر ما بين حواري الحسين، ومقاهي وسط البلد، وحارات السبتية، ودروب الأحياء العتيقة، متأثراً بناسها وفنانيها، ومبدعي الحِرف اليدوية، وراقصي المولوية، وبائعي التحف، ونجوم السينما والمسرح؛ لتأتي لوحاته التي تضمنها المعرض سرداً بصرياً يعبّر عن ولعه بالبلد الذي احتضنه منذ توجهه إليه.

لوحة لرجل مصري مستلهمة من صورة فوتوغرافية قديمة (الشرق الأوسط)

يقول المر لـ«الشرق الأوسط»: «أعمال هذا المعرض هي تعبير صادق عن امتناني وشكري البالغين لمصر، ويوضح: «جاءت فكرة المعرض عندما وقعت عقد تعاون مع إحدى الغاليريهات المعروفة في الولايات المتحدة، وبموجب هذا العقد لن أتمكن من إقامة أي معارض في أي دول أخرى، ومنها مصر التي عشت فيها أجمل السنوات، أردت قبل بدء الموعد الرسمي لتفعيل هذا الاتفاق أن أقول لها شكراً وأعبّر عن تقديري لأصحاب صالات العرض الذين فتحوا أبوابهم لأعمالي، والنقاد الذين كتبوا عني، والمبدعين الذين تأثرت بهم وما زلت، وحتى للأشخاص العاديين الذين التقيت بهم مصادفة».

اللوحات تقدم مشاهد مصرية (الشرق الأوسط)

استلهم الفنان 25 لوحة بخامة ألوان الأكريلك والأعمال الورقية من مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية والـ«بوستال كارد» المصرية القديمة، التي تعكس بدورها روعة الحياة المصرية اليومية، ودفء المشاعر والترابط المجتمعي فيها وفق المر: «لدي نحو 5 آلاف صورة مصرية، جمعتها من (الاستوديوهات) وتجار الروبابكيا، ومتاجر الأنتيكات، ومنا استلهمت لوحاتي».

ويضيف: «مصر غنية جداً باستوديوهات التصوير منذ عشرات السنين، ولديها قدراً ضخماً من الصور النادرة المُلهمة، التي تحكي الكثير عن تاريخها الاجتماعي».

الفنان صلاح المر (الشرق الأوسط)

يستطيع زائر المعرض أن يتعرف على الصور الأصلية التي ألهمت الفنان في أعماله؛ حيث حرص المر على أن يضع بجوار اللوحات داخل القاعة الصور المرتبطة بها، ولكن لن يعثر المتلقي على التفاصيل نفسها، يقول: «لا أقدم نسخة منها ولا أحاكيها، إنما أرسم الحالة التي تضعني فيها الصورة، مجسداً انفعالي بها، وتأثري بها، عبر أسلوبي الخاص».

لوحة مأخوذة عن صورة لطفل مصري مع لعبة الحصان (الشرق الأوسط)

تأتي هذه الأعمال كجزء من مشروع فني كبير بدأه الفنان منذ سنوات طويلة، وهو المزج ما بين التجريد التصويري والموضوعات ذات الطابع العائلي، مع الاحتفاء بالجماليات الهندسية، والرموز التراثية، والاستلهام من الصور، ويعكس ذلك ولعه بهذا الفن، تأثراً بوالده الذي عشق الفوتوغرافيا في شبابه.

يقول: «بدأ تعلقي بالفوتوغرافيا حين عثرت ذات يوم على كنز من الصور في مجموعة صناديق كانت تحتفظ به الأسرة في مخزن داخل المنزل بالسودان، وكانت هذه الصور بعدسة والدي الذي انضم إلى جماعة التصوير بكلية الهندسة جامعة الخرطوم أثناء دراسته بها».

لوحة مستلهمة من صورة قديمة لعروسين (الشرق الأوسط)

هذا «الكنز» الذي عثر عليه المر شكّل جزءاً مهماً من ذاكرته البصرية ومؤثراً وملهماً حقيقياً في أعماله، والمدهش أنه قرر أن يبوح للمتلقي لأول مرة بذكرياته العزيزة في طفولته بالسودان، وأن يبرز دور والده في مشواره الفني عبر هذا المعرض؛ حيث يحتضن جدران الغاليري مجسماً ضخماً لـ«استوديو كمال»؛ وهو اسم محل التصوير الذي افتتحه والده في الستينات من القرن الماضي.

لوحة تعكس تفاصيل مصرية قديمة (الشرق الأوسط)

يقول: «أقنع والدي جدي، بإنشاء استوديو تصوير بمحل الحلاقة الخاص به في (سوق السجانة) بالخرطوم، وتم تجهيز الاستوديو مع غرفة مظلمة من الخشب للتحميض، وذلك في الجزء الخلفي من الدكان».

وجوه مصرية (الشرق الأوسط)

وداخل المجسم تدفع المقتنيات الخاصة المتلقي للتفاعل مع ذكريات المر، والمؤثر الفني الذي شكل أعماله؛ ما يجعله أكثر تواصلاً، وتأثراً بلوحات المعرض؛ فالمتلقي هنا يستكشف تفاصيل تجربة الوالد في التصوير، بل يمكنه التقاط صور لنفسه داخل محله القديم!

وأثناء ذلك أيضاً يتعرف على جانب من تاريخ الفوتوغرافيا، حيث المعدات، وهي عبارة عن الكاميرا YASHIKA التي تستخدم أفلام مقاس 621 وEnlarger والستارة التي تعمل كخلفية وأدوات أخرى للتحميض والطباعة، وتجفيف الفيلم والصور بواسطة مروحة طاولة، وقص الصور بمقص يدوي: «استمر العمل لمدة سنة تقريباً، وأغلق الاستوديو قبل أن أولد، لكن امتد تأثير هذه التجربة داخلي حتى اللحظة الراهنة».

مجسم لاستوديو والد الفنان في الغاليري (الشرق الأوسط)

«احتفالية القرد والحمار» هو اسم «بوستال كارد» عثر عليه الفنان لدى تاجر روبابكيا، ويجسد مشهداً كان موجوداً في الشارع المصري قديماً؛ حيث يقدم أحد الفنانين البسطاء عرضاً احتفالياً بطلاه هما القرد والحمار، ومنه استلهم الفنان إحدى لوحات معرضه، ويقول: «تأثرت للغاية بهذا الملصق؛ وجعلت اسمه عنواناً لمعرضي؛ لأنه يجمع ما بين ملامح الجمال الخفي في مصر ما بين الفن الفطري، والسعادة لأكثر الأسباب بساطة، وصخب المدن التي لا تنام».