لماذا أثار «البيض المخصب» جدلاً بين المصريين؟

«اتحاد الدواجن» يشير لفوائده عقب طرحه في الأسواق

علي المصيلحي وزير التموين المصري خلال افتتاح معرض "أهلا رمضان" بمحافظة القليوبية... (وزارة التموين المصرية)
علي المصيلحي وزير التموين المصري خلال افتتاح معرض "أهلا رمضان" بمحافظة القليوبية... (وزارة التموين المصرية)
TT

لماذا أثار «البيض المخصب» جدلاً بين المصريين؟

علي المصيلحي وزير التموين المصري خلال افتتاح معرض "أهلا رمضان" بمحافظة القليوبية... (وزارة التموين المصرية)
علي المصيلحي وزير التموين المصري خلال افتتاح معرض "أهلا رمضان" بمحافظة القليوبية... (وزارة التموين المصرية)

رغم تأكيد بعض المسؤولين في «اتحاد منتجي الدواجن» بمصر على فوائد «البيض المخصب»، إلا أن طرحه في الأسواق أثار جدلاً بين المصريين، حول صلاحيته للاستهلاك، وقيمته الغذائية، وأسباب طرحه بالأسواق خاصةً في ظل أزمة ارتفاع أسعار الدواجن والبيض.
وقال محمود العناني، رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن بمصر، إن «البيض المنتشر خلال الفترة الأخيرة في الأسواق والذي يعرف بـ"البيض المخصب" صالح للاستخدام العام للمواطنين، وغير مقلق على صحتهم»، موضحاً في تصريحات متلفزة، مساء الثلاثاء، أنه «لا يختلف عن البيض العادي الذي نستهلكه يومياً».
فيما شرح ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، قصة «البيض المخصب»، قائلا إن «البيض المخصب عبارة عن مشروع كتكوت، لكنه لم يكتمل، وطالما لم يدخل إلى الماكينات، فهو لا يؤثر على الصحة العامة»، مشيراً في تصريحات صحافية إلى أن «تلك البيضة المخصبة كانت ستنتج كتكوتا ثمنه 9 جنيهات، لكن المربين يتخلصون منه على شكل بيضة بـ3 جنيهات فقط، وذلك نظراً لنقص الأعلاف وارتفاع أسعارها بالأسواق، وبالتالي يخرج المربون من الصناعة بسبب خسائرهم المتتالية، ما يؤثر على الصناعة بشكل عام».
وعلى مدار الأشهر الماضية، تشهد مصر ارتفاعاً في أسعار الدواجن والبيض بسبب أزمة مستلزمات الإنتاج وعدم توافر الأعلاف. وقامت الحكومة المصرية خلال الأسابيع الماضية بالإفراج عن كميات كبيرة من الأعلاف كانت محتجزة بالموانئ المصرية لعدم توافر الدولار (وبلغ سعر الدولار نحو 29.89 جنيهاً حتى مساء «الأربعاء»).
وبلغ سعر «طبق» البيض (يحتوي على 30 بيضة) في مصر، اليرم الأربعاء، 87 جنيهاً للأبيض، و89 جنيهاً للبيض الأحمر وفقاً للموقع الرسمي لبورصة البيض المصرية، وتنتج مصر نحو 14 مليار بيضة سنوياً وفقاً لتقرير لمركز المعلومات الصوتية والمرئية بوزارة الزراعة المصرية.
وقالت زينب بكري، العميد الأسبق للمعهد القومي للتغذية التابع لوزارة الزراعة بمصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «البيضة المخصبة، هي بيضة تم تلقيحها؛ لكنها لم تكون جنينا كتكوتا بعد، وعندما نفتحها نجد داخلها نقطة دم حمراء، وهي النطفة التي كانت ستنتج الجنين»، مؤكدةً أن «البيضة المخصبة صالحة للاستهلاك الآدمي ولا توجد بها أي خطورة، كما أنها تحوي نفس القيمة الغذائية لأي بيضة».
وتشهد مصر ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار معظم السلع، وسط تعهدات حكومية بتشديد الرقابة على الأسواق، وبلغ معدل التضخم السنوي 21.9 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) 2022 مقابل 6.5 في المائة في الشهر نفسه من العام السابق 2021 وفقاً لتقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الذي صدر في يناير (كانون الثاني) الجاري.



«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».