«الصفقة» ينطلق عبر «نتفليكس» الشهر المقبل

المسلسل الكويتي مستوحى من أحداث حقيقية

المسلسل يدور حول أول سيدتين تدخلان معترك البورصة الكويتية
المسلسل يدور حول أول سيدتين تدخلان معترك البورصة الكويتية
TT

«الصفقة» ينطلق عبر «نتفليكس» الشهر المقبل

المسلسل يدور حول أول سيدتين تدخلان معترك البورصة الكويتية
المسلسل يدور حول أول سيدتين تدخلان معترك البورصة الكويتية

بداية من الثامن من شهر فبراير (شباط) المقبل، ينطلق عرض المسلسل الكويتي «الصفقة»، إخراج جاسم المهنا وكريم الشناوي، عبر منصة «نتفليكس» التي طرحت، الأربعاء، المقدمة الرسمية للمسلسل الذي يدور حول أول سيدتين تدخلان معترك البورصة الكويتية.
أحداث المسلسل المكون من 6 حلقات تدور حول قصة «فريدة» و«منيرة» اللتين تدخلان معترك البورصة الكويتية في أوج ازدهارها في حقبة الثمانينات، وتشقان طريقهما على الرغم من الصعاب والتحديات في بيئة عمل يديرها الرجال. ويشارك في بطولة المسلسل المستوحى من أحداث حقيقية، كوكبة من ألمع نجوم الخليج من بينهم روان مهدي ومنى حسين، وحسين المهدي، ومحمد المنصور، وفيصل العميري، وغيرهم. والمسلسل من فكرة وتأليف نادية أحمد وآن سوبيل وآدم سوبيل، ومن إنتاج عبد الله بوشهري.
يحكي المسلسل قصة «فريدة» التي ما زالت تلملم جراح طلاقها، وتبحث عن عمل لإعالة ابنتها «جود». فبعد تكريس كامل وقتها واهتمامها لعائلتها على مدار السنوات الـ13 الماضية؛ قررت «فريدة» شق طريقها مجدداً لتحقيق الاستقلالية المادية من خلال الانضمام لابنة خالتها «منيرة»، لتصبحا أول امرأتين تعملان في البورصة الكويتية.

«منيرة» التي تعمل موظفة في قسم التداول في بنك الغد ببورصة الكويت، تتمتع بشخصية مستقلة وذكية، وتبدي شغفاً وطموحاً كبيرين بمسيرتها المهنية، وتسعى مع «فريدة» لتذليل العقبات التي تواجههما في مجالٍ يديره الرجال، وتنطلقان في رحلة تطغى فيها روح التضامن والمثابرة والطموح.
ويؤكد منتج العمل عبد الله بوشهري أن «هذا المسلسل يعد الأقرب إلى قلبه»، مضيفاً، في بيان وزعته منصة «نتفليكس» الأربعاء: «نشأت في الكويت بين الكثير من النساء الرائدات والطامحات، وأرى أن (روان) و(منى) تجسّدان الصعاب والعقبات التي واجهت النساء في فترة الثمانينات، وأتشوق لبدء عرض المسلسل ليتسنى للجمهور حول العالم مشاهدة هذه القصة المشوقة، التي تجمع بين الخبرات المحلية والدولية في هذا الإنتاج الفني الكبير والمميّز الذي صُوّر وأُنتج بالكامل في دولة الكويت».
وسبق لعبد الله بوشهري وصديقه المخرج جاسم المهنا التعاون مع «نتفليكس»، العام الماضي، عبر المسلسل الكويتي «القفص»، الذي بدأ عرضه في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي. واعتبره بوشهري «نقلة نوعية لافتة في مسيرتهما، ومسيرة صناع الدراما الكويتية بشكل خاص، والخليجية بشكل عام».
وأشار بوشهري، في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «ترجم حلمه الذي بدأ معه منذ 20 عاماً إلى واقع»، معتبراً «صناعة مسلسل يتاح أمام جمهور دول العالم المختلفة أمراً مميزاً ومهماً له كمخرج ومنتج وصانع محتوى»، مؤكداً: «كنت أحلم بتقديم محتوى عالمي يراه الجميع، وهو حلم ليس شخصياً في حد ذاته، بل إنه حلم جيل بأكمله من المجتمع الكويتي والخليجي والعربي، فبمجرد الإعلان عن خبر عرض (القفص) على (نتفليكس)، سارع كثيرون بالإشادة بهذا التوجه، وتسبب ذلك في خلق حالة من الأمل لدى صناع الدراما والسينما الكويتية».

واعتبر بوشهري عرض العمل على المنصة الأميركية الشهيرة «نقلة نوعية في تاريخ الدراما الكويتية والخليجية، ونجاحاً لصناعة الفن في الكويت بشكل عام، وليس لفريق عمل (القفص) فقط، لأنه سيقود إلى ظهور تجارب أخرى مميزة في المستقبل». وهو ما تحقق مجدداً عبر مسلسل «الصفقة». وفسّر بوشهري سر تعاونه المتكرر مع المخرج الشاب جاسم المهنا، خلال السنوات الأخيرة، بقوله إنه «صديق وزميل يتميز بحس فني وفكاهي عالٍ ويجمعهما تفاهم استثنائي».
فيما يرى جاسم المهنا أن «الدراما الكوميدية ليست مضمونة النجاح، لأن الجمهور الكويتي لا يعجبه أي شيء بسهولة». وأكد، في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، أن «الدراما الكويتية ينتظرها مستقبل باهر بيد شبابها»، على حد تعبيره.
واعتبرت «نتفليكس»، في بيان سابق لها، أن مسلسل «القفص» مجرد بداية فقط لانطلاقتها في دولة الكويت، حيث أشارت في الربع الأخير من العام الماضي إلى العمل على إنتاج عمل كويتي آخر وصفته بأنه (رفيع المستوى)، يقدم منظوراً جديداً بحبكات وتقلبات درامية مثيرة، ويتألق في بطولته الكثير من النجوم المحبوبين والمعروفين، وهو ما ربط متابعون بينه وبين المسلسل الجديد «الصفقة».



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».