خبراء: كيف تعالج مشاكل الغضب عند الأطفال؟

خبراء: كيف تعالج مشاكل الغضب عند الأطفال؟
TT

خبراء: كيف تعالج مشاكل الغضب عند الأطفال؟

خبراء: كيف تعالج مشاكل الغضب عند الأطفال؟

من الطبيعي أن يغضب أطفالك في بعض الأحيان، لكن يمكن أن تصبح مشكلة إذا كان غضبهم خارج نطاق السيطرة. قد يصاب طفلك بمشاكل الغضب من خلال رؤية أفراد أسرته يتجادلون أو يتعرضون للتنمر في المدرسة أو مع بداية سن البلوغ. ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات ومشاكل صحية إذا ترك دون علاج. فغالبًا ما ترتبط مشكلات الغضب بحالات الصحة العقلية الأخرى عند الأطفال مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) والتوحد واضطراب الوسواس القهري (OCD) ومتلازمة توريت.
ومن أجل إلقاء المزيد من الضوء على هذا الأمر، قدم الدكتور سوديب دوتا بقسم طب الأطفال بمستشفى الإحالة المركزي بمعهد سيكيم مانيبال للعلوم الطبية، شرحا لفهم كيفية مكافحة مشاكل الغضب عند الأطفال بشكل أفضل، وذلك وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
ووفق دوتا، من المهم التعامل مع مشاكل غضب الأطفال بشكل فعال حتى يتمكنوا من إدارتها بطريقة أفضل وتقليل مخاطر إيذاء النفس.

أسباب غضب الطفل:

يمكن أن تكون هناك أسباب مختلفة تجعل طفلك يغضب أكثر من المعتاد. بعض منها على النحو التالي:
- يمكن لطفلك أن يصاب بقضايا الغضب عندما يرى أفراد الأسرة يتجادلون في المنزل.
- يمكن لطفلك أن يغضب إذا واجه التنمر أو واجه مشاكل مع أصدقائه.
- يمكن أن يغضب إذا واجه مشاكل في دراسته.
- يميل العديد من الأطفال إلى الغضب لتلبية مطالبهم.
- هناك تغييرات في سلوك طفلك مع بداية سن البلوغ.

نصائح لعلاج مشاكل الغضب عند الطفل:

كن مساندا

يجب أن تكون داعمًا لطفلك وتتعاونا معًا لمعالجة مشاكل غضبه. يجب أن تظل هادئًا وتجنب أن تكون عدوانيًا. إذا صرخت به أو تصرفت بوقاحة، فقد ينتهي به الأمر إلى التفكير في أنه يمثل مشكلة. علاوة على ذلك، لا تشجعوا غضبهم بالاستسلام لمطالبهم.

تحدث معهم عن مشاعرهم

يجب أن تتحدث مع أطفالك عن مشاعرهم لأنهم في معظم الأوقات لا يفهمونها. علمهم أشكال التعبيرات المختلفة وكيفية إدارتها وفقًا لذلك. تحتاج إلى تعليمهم أن يكونوا معبرين وأن ينقلوا الأشياء بوضوح. يجب الحذر على طفلك من أعراض الغضب مثل خفقان القلب وصعوبة التنفس.

عزز السلوك الإيجابي لدى طفلك

يجب عليك تعزيز وتقدير السلوك الإيجابي لطفلك وعدم التركيز دائمًا على مشاكل غضبه. يمكن أن يساعد ذلك في خلق بيئة إيجابية وتشجيع أطفالك على ممارستها بانتظام.

إظهار المودة

يجب أن تكون حنونًا تجاه طفلك لأنه يمكن أن يساعد في تهدئة مشاكل غضبه. يمكنك معانقته أو الاقتراب منه عندما يكون غاضبًا.

علم طفلك أن يكون هادئًا

يجب أن تعلم طفلك استراتيجيات التهدئة مثل تمارين التنفس للتعامل مع الغضب.
تعتبر معالجة مشاكل الغضب لدى طفلك أمرًا مهمًا لأنها يمكن أن تتداخل مع أنشطته اليومية وتؤثر على علاقته بالأصدقاء. كما يمكن للطفل الذي ينزعج بسهولة ويغضب في كثير من الأحيان أن يطور تغييرًا في سلوكه ومهاراته الاجتماعية. فإذا كانت مشاكل الغضب لدى طفلك لا يمكن السيطرة عليها يمكنك استشارة طبيب الأطفال للمساعدة.


مقالات ذات صلة

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

صحتك ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ يمر أحد الركاب أمام لافتة تحذر من مرض «جدري القرود» في مطار سوكارنو هاتا الدولي بتانجيرانغ في 26 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسف» تطرح مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة»

طرحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة» للدول المتضررة من الأزمات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».