الرئيس الصومالي يتهم إيران بالتورط في «أجندة تخريبية» عبر جهود إنسانية

مقتل عشرات من عناصر «الشباب»

صورة وزعتها حركة «الشباب» المتطرفة لغنائم عسكرية ادعتها أمس
صورة وزعتها حركة «الشباب» المتطرفة لغنائم عسكرية ادعتها أمس
TT

الرئيس الصومالي يتهم إيران بالتورط في «أجندة تخريبية» عبر جهود إنسانية

صورة وزعتها حركة «الشباب» المتطرفة لغنائم عسكرية ادعتها أمس
صورة وزعتها حركة «الشباب» المتطرفة لغنائم عسكرية ادعتها أمس

اتهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، إيران، بالتورط في بلاده، بينما أعلن الجيش الأميركي أنه قتل عنصرين من حركة «الشباب» المتطرفة، في غارة جوية على منطقة نائية بالقرب من حررطيري، على بعد 396 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة مقديشو.
ونقلت وسائل إعلام صومالية محلية عن شيخ محمود، أنه أبلغ مؤتمر علماء الصومال الذي دخل أمس يومه الثاني في العاصمة، رصد جهاز المخابرات الصومالية لما وصفه بـ«تحركات إيرانية لنشر التشيع خلال ولايته الرئاسية الأولى» التي انتهت عام 2017.
وكشف النقاب عن تغطية التحركات التي تضمنت «أجندة تخريبية» بجهود إغاثية لمساعدة الفقراء، لافتاً إلى تورط دبلوماسيين إيرانيين ومسؤولين بمنظمات إغاثية في القضية، وفقاً لما سماه «أدلة دامغة»؛ مشيراً إلى أنه قرر آنذاك منع الوجود الإيراني في البلاد، عبر إغلاق السفارة الإيرانية، وحظر أنشطة «الهلال الأحمر» الإيراني، ومؤسسة الخميني الخيرية.
وطالب شيخ محمود من وصفهم بمنتظري الرحمة من الإرهابيين، الاتعاظ بما جرى في الهجمات الإرهابية التي استهدفت مؤخراً مقر بلدية مقديشو، وتسببت في مقتل موظفين ومدنيين وجنود. وأوضح أن حرب الخوارج مستمرة منذ فترة طويلة، ودعا لإيجاد حل للقضاء على هذا الفكر المتطرف؛ مشيراً إلى تمسك الشعب الصومالي المسلم بدينه الحنيف. وقال إن الإرهاب هو من يقوم بافتراء الكذب على الدين.
وتابع في إشارة إلى حركة «الشباب»: «ميليشيات الخوارج الإرهابية قتلت علماء ومثقفين في البلاد، ومنعت الحياة والتطور في المناطق التي سيطرت عليها، مما تسبب في تمرد الشعب الصومالي لنبذ الإرهاب ومعارضة فكرهم الخبيث الذي يتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية»، وفقاً لما نقلته وكالة الصومال الرسمية للأنباء.
جاءت هذه التصريحات بينما قتل شخص على الأقل لدى انفجار سيارة عند تقاطع سيناء بالعاصمة مقديشو صباح أمس، بالتزامن مع سقوط عدة قذائف «هاون» بالقرب من مقرات الرئاسة الصومالية ووزارة الإعلام. وطبقاً لمصادر محلية، أصابت إحدى القذائف مدرسة ابتدائية بالقرب من مقر منطقة حمروين في مقديشو، ما أدى لإصابة 3 أشخاص. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم؛ لكن معظم الهجمات التي وقعت في العاصمة تبنتها حركة «الشباب».
من جهة أخرى، قالت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» في بيان لها أمس، إنها شنت بناءً على طلب الحكومة الصومالية، ودعماً لاشتباكات الجيش الوطني الصومالي ضد حركة «الشباب»، ضربة جوية، أسفرت عن مقتل اثنين من إرهابيي «الشباب»، مشيرة إلى أنه بالنظر إلى الموقع البعيد للعملية، فإن التقييم الأولي هو أنه لم يُصب ولم يُقتل مدنيون.
وكان الجنرال بيحي تهليل، قائد القوات البرية بالجيش الصومالي، قد أعلن أن قواته قتلت 39 من عناصر حركة «الشباب»، في عملية نفذها الجيش بالتعاون مع الشركاء الدوليين في المناطق الغربية من مديرية حررطيري التابعة لمحافظة مدغ؛ مشيراً إلى ضبط أسلحة كانت بحوزة الإرهابيين الذين فروا إلى منطقة جولي.
ولفت بيحي إلى مقتل 45 وإصابة 50 من عناصر الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيداً بدعم الشركاء الدوليين والشعب الصومالي لقوات الجيش للقضاء على الإرهاب.
وتفقد وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور، برفقة مسؤولي ولاية غلمدغ، أحياء مدينة حررطيري التابعة لمحافظة مدغ؛ حيث اطلع على سير عودة المدنيين إلى حياتهم العادية بعد تحرير المدينة.
في المقابل، وزعت حركة «الشباب» صوراً لأسلحة ومركبات عسكرية، زعمت أنها غنمتها في المعركة الأخيرة في منطقة هوادلي قرب منطقة بالكاد، والتي قتل فيها قائد محلي للجيش يدعى أبشير شطاقي.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».