الانقلابيون يواصلون ابتكار الفعاليات ذات الصبغة الطائفية

إطلاق حملة جبايات لتمويلها

حوثيون يقيمون فعالية ذات صبغة طائفية في أحد المساجد اليمنية (إعلام حوثي)
حوثيون يقيمون فعالية ذات صبغة طائفية في أحد المساجد اليمنية (إعلام حوثي)
TT

الانقلابيون يواصلون ابتكار الفعاليات ذات الصبغة الطائفية

حوثيون يقيمون فعالية ذات صبغة طائفية في أحد المساجد اليمنية (إعلام حوثي)
حوثيون يقيمون فعالية ذات صبغة طائفية في أحد المساجد اليمنية (إعلام حوثي)

بدأت الميليشيات الحوثية في صنعاء وبقية المناطق اليمنية الخاضعة للانقلاب، حملة جباية جديدة لتمويل احتفال بمناسبة ذات صبغة طائفية، تواصلاً لعشرات الحملات التي تنفذها على مدار السنة للاحتفال بالمناسبات التي تبدد خلالها الأموال على عناصرها؛ من أجل تكريس أحقية زعيمها وسلالته بحكم اليمنيين وحشد المزيد من المجندين.
فلم تكد الجماعة الانقلابية تنتهي من الاحتفالات بما تسميه «ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء» حتى بدأت في صنعاء وبقية المناطق تدشين الاحتفالات بما تسميه «جمعة رجب» بالتوازي مع شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعيشون أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم.
وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام الميليشيات، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات، في اجتماع لها بصنعاء إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يسمى ذكرى «جمعة رجب»، حيث تستبق الجماعة كل مناسبة لها، بتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، وكمكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.
وشمل برنامج الجماعة الاحتفالي التشديد على تكثيف إقامة عديد من الندوات وورش العمل والأمسيات والمحاضرات التعبوية على مستوى الأحياء والمساجد والمؤسسات والجامعات والمعاهد والمدارس الحكومية والخاصة في العاصمة وبقية المدن تحت سيطرتها؛ تنفيذاً للتعليمات الصادرة من زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي.
وفي ظل تجاهل الميليشيات الحوثية أوجاع اليمنيين في مدن سيطرتها، تحدث عدد من السكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن ارتفاع مستويات الفقر والجوع والبطالة والأسعار، مع انعدام أبسط الخدمات في ظل ما قالوا، إنه «استمرار لنهب الجماعة للمرتبات وتقاعسها عن القيام بواجباتها كسلطة انقلابية».
وشنّ السكان في صنعاء هجوماً حاداً ضد كبار قادة الجماعة الحوثية، واستنكروا في الوقت ذاته استمرار انشغالهم بابتكار وإحياء الفعاليات ذات الصبغة الطائفية، والإنفاق عليها دون النظر إلى اتساع رقعة الجوع وانهيار الخدمات. ويشير موظف حكومي في صنعاء خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى بعض معاناته جراء بحثه المضني لمدة أيام عن أسطوانة غاز الطهي لأسرته بسبب الأزمة التي اختلقتها الميليشيات.
واتهم القيادات الحوثية في صنعاء بقيامهم منذ أكثر من أسبوع بوقف عملية بيع تلك المادة الحيوية للسكان عبر مسؤولي الأحياء الموالين لهم، مع ضخها بكميات كبيرة إلى السوق السوداء بزعم أنه «غاز تجاري» وبيعه بأسعار مضاعفة.
وقال «رغم معاناة سكان صنعاء المستمرة بسبب مزيد من تدهور الأوضاع المعيشية وغياب الخدمات وانقطاع المرتبات وافتعال مزيد من الأزمات، تفاجئنا الميليشيات كعادتها كل مرة بإعلان تدشين فعالية جديدة، حيث تسخّر لها الأموال مع تجاهل حاجة السكان للخدمات».
وبينما يكثف الانقلابيون الحوثيون من إجراءاتهم في طمس هوية المجتمع اليمني وابتكارهم مناسبات ذات صبغة طائفية وتحويلها إلى مواسم للتعبئة وتحشيد المقاتلين ولجباية ونهب الأموال، يؤكد السكان، أن قادة الميليشيات الحوثية يفتقدون المسؤولية الأخلاقية والوطنية التي توجب عليهم توفير ولو حتى أقل الخدمات الأساسية من مياه الشرب والغاز المنزلي والصحة والتعليم، وغيرها. يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت أقرّت العديد من المناسبات على مدار العام للاحتفال بها وتسخيرها للحشد والتعبئة وجباية الأموال، وهي المناسبات التي باتت تمثل واقعاً مرعباً بالنسبة لملايين السكان؛ نظراً لما يرافقها من عمليات ابتزاز وفرض إتاوات.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».