تشعر البولندية إيغا شفيونتيك المصنفة أولى عالمياً بالصدمة والمرارة لتوديعها بطولة أستراليا المفتوحة للتنس إثر سقوطها أمام الكازاخستانية إيلينا ريباكينا بطلة ويمبلدون أمس في ثمن النهائي، الذي شهد انتصاراً مثيراً لليوناني ستيفانوس تسيتيباس، الرابع عالمياً، على الإيطالي يانيك سينر بعد مباراة ماراثونية من 5 مجموعات.
وقالت شفيونتيك إنها بحاجة لإعادة اكتشاف بعض من الروح القتالية التي أظهرتها العام الماضي، لتجاوز هزيمتها 6 - 4 و6 - 4 أمام ريباكينا.
وتفوقت ريباكينا، المصنفة 25 عالمياً، على بطلة رولان غاروس والولايات المتحدة المفتوحة (فلاشينغ ميدوز) العام الماضي 6 – 4 و6 - 4 حارمة البولندية من مسعاها لأول لقب في ملبورن.
وتلتقي ريباكينا مع اللاتفية يلينا أوستابينكو، بطلة رولان غاروس 2017، التي حققت مفاجأة أخرى بإسقاطها الأميركية كوكو غوف السابعة عالمياً 7 - 5 و6 - 3.
وقالت ريباكينا بعد الفوز: «إذا لعبت بهذا المستوى بشكل منتظم، بالطبع سأقول إنه بإمكاني أن أكون الأولى عالمياً... بإمكاني الفوز على أي لاعبة».
من جهتها، أكدت شفيونتيك المتوجة بـ3 ألقاب كبرى: «إيلينا كانت الأكثر صلابة. هي من وضعت الضغط الأكبر منذ بداية المباراة، وفعلت ذلك بشكل جيد. إذا أردت الفوز ببطولة فعليك أن تكون أفضل من الجميع، وهي كانت أفضل».
وأوضحت: «شعرت أنني تراجعت خطوة إلى الخلف فيما يتعلق بالطريقة التي أتعامل بها مع مثل هذه البطولات، لم يكن باستطاعتي القتال أكثر. شعرت بالضغط، وكانت رغبتي في عدم الخسارة أكبر من عزيمتي لتحقيق الفوز. سأحاول التعلم من الهزيمة، وأركز على تصحيح الأمور في الأسبوعين المقبلين».
وحققت شفيونتيك سلسلة انتصارات بلغت 37 مباراة متتالية العام الماضي قبل أن تخسر في الدور الثالث ببطولة ويمبلدون. وعادت للانتصارات في فلاشينغ ميدوز، لكن في طريقها إلى ملبورن أهدرت كثيراً من الطاقة في القلق. وعلقت قائلة: «هذه المرة، أعتقد أن ما حدث سيكون دافعاً لي، ومتأكدة من أنني سأخوض البطولات المقبلة بشيء من التركيز، سأواصل المضي قدماً».
ومع خروج شفيونتيك، وقبلها المصنفة ثانية التونسية أنس جابر، تبدو الأميركية جيسيكا بيغولا الثالثة عالمياً اللاعبة الأكثر تألقاً مؤخراً، وبلغت ربع النهائي بفوزها على التشيكية باربورا كرايتشيكوفا بطلة رولان غاروس 2021 بنتيجة 7 - 5 و6 - 2.
ولم يسبق لبيغولا أن تجاوزت الدور ربع النهائي في بطولة كبرى، وستحاول تحقيق ذلك لأول مرة، لكن الأميركية حذّرت بعد الفوز من أن «الطريق لا يزال طويلاً» للفوز بأول لقب كبير، وقالت: «انظر في النتائج، لا تزال هناك مصنفات كبيرات بالبطولة، لست المفضلة. أعتقد أنه إحصاء جميل. أشعر أن الطريق لا يزال طويلاً صراحة».
ونجح تسيتيباس في بلوغ الدور ربع النهائي في ملبورن للعام الثالث توالياً، بعد أن أحبط انتفاضة سينر المصنف السادس عشر عالمياً، ليخرج فائزاً 6 - 4 و6 - 4 و3 - 6 و4 - 6 و6 - 3 مبقياً على آماله في الفوز بأول لقب بالبطولات الأربع الكبرى.
وقال تسيتيباس، بعد اللقاء الذي استمر أكثر من 4 ساعات: «لقد كانت مباراة طويلة. أشعر وكأنني أمضيت دهراً داخل الملعب. كانت منافسة رائعة ضد منافس رائع، كما يقولون هنا... بقيت هادئاً كما كان يفعل السيد رود لايفر (الأسترالي الحاضر في المدرجات) في أيامه... أشعر أن وجهي يحترق من الجهد الذي قمت به». ولا يزال اليوناني يبحث عن أول لقب كبير، بعد أن بلغ نهائي غراند سلام مرة واحدة في رولان غاروس 2021 عندما أهدر تقدماً بمجموعتين أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش.
ويُعتبر تسيتيباس أعلى مصنف لا يزال في المنافسة، بغياب الإسباني الأول كارلوس ألكاراس، وخروج كل من مواطنه رافائيل نادال الثاني والنرويجي كاسبر رود الثالث.
ومني سينر بخيبة قاسية أخرى بعد أن سقط أيضاً بـ5 مجموعات في ربع نهائي الولايات المتحدة المفتوحة أمام ألكاراس العام الماضي، بعد 5 ساعات و15 دقيقة في إحدى أجمل المباريات على الإطلاق، في طريق الإسباني إلى اللقب.
ويلتقي تسيتيباس تالياً مع التشيكي غير المصنف جيري ليتشكا، الذي حقق مفاجأة جديدة بانتصاره على المصنف السادس الكندي فيلكس أوجيه – ألياسيم، وفاز 4 - 6 و6 - 3 و7 - 6 و7 - 6 في يوم تواصل فيه سقوط المصنفين.
كما خرج البولندي هوبرت هوركاش (11 عالمياً)، لكن سقوطه لم يكن مفاجأة كبيرة، ربما بعد أن حدث على يد الأميركي المتألق مؤخراً سيباستيان كوردا في مباراة ماراثونية 3 - 6 و6 - 3 و6 - 2 و1 - 6 و6 - 7 (7 - 10) ليبلغ الدور ربع النهائي من بطولة كبرى للمرة الأولى في مسيرته. وسبق لكوردا أن أطاح الروسي دانييل مدفيديف، وصيف النسختين السابقتين، من الدور الثالث.
وبلغ كوردا، المصنف 31 عالمياً، نهائي دورة أديلايد منذ أسبوعين، وأتيحت له فرصة حسم اللقب أمام ديوكوفيتش، قبل أن يعود الأخير ليخطف المباراة. ويأمل كوردا السير على خطى والده بيتر الذي فاز ببطولة أستراليا المفتوحة عام 1998.
ويلعب الأميركي في ربع النهائي مع الروسي كارن خاتشانوف، الذي فاز بـ14 شوطاً متتالياً في طريقه للإطاحة بالياباني يوشيهيتو نيشيوكا 6 - صفر و6 - صفر و7 - 6 (7 - 4).
ولم يخيب الأميركي سيباستيان كوردا التوقعات إذ قطع خطوة أخرى نحو تكرار إنجاز والده بيتر بالفوز بـ«أستراليا المفتوحة» بعدما تغلب على البولندي هوبرت هوركاش (11 عالمياً) 3 - 6 و6 - 3 و6 - 2 و1 - 6 و7 - 6 في مباراة ماراثونية.
وقال كوردا، الذي فاز والده باللقب في 1998 عندما كان يلعب باسم التشيك: «شعوري رائع. لم يكن لديّ قدر كبير من الطاقة في المجموعتين الرابعة والخامسة، لكن تشجيع الجماهير دعمني». ويواجه كوردا في الدور المقبل الروسي كارين خشانوف المصنف 18، والفائز بسهولة على الياباني يوشيهيتو نيشيوكا 6 - صفر و6 - صفر و7 - 6.