«الجهاز اللمفاوي» صاحب دور في التئام العظام

الباحثون وجدوا أن الأوعية اللمفاوية في العظام تزداد أثناء الإصابة (غيتي)
الباحثون وجدوا أن الأوعية اللمفاوية في العظام تزداد أثناء الإصابة (غيتي)
TT

«الجهاز اللمفاوي» صاحب دور في التئام العظام

الباحثون وجدوا أن الأوعية اللمفاوية في العظام تزداد أثناء الإصابة (غيتي)
الباحثون وجدوا أن الأوعية اللمفاوية في العظام تزداد أثناء الإصابة (غيتي)

نجح فريق بحثي من جامعة أكسفورد البريطانية، في تحديد موقع الأوعية اللمفاوية داخل نسيج العظام، والكشف عن دورها في تجديد العظام وخلايا الدم، والكشف عن التغييرات المرتبطة بها في الشيخوخة، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث كان من المفترض سابقاً أن العظام تفتقر إلى «الجهاز اللمفاوي».

و«الجهاز اللمفاوي»، عبارة عن شبكة من الأوعية الدموية التي تتفرع في أنحاء الجسم جميعها، وتلعب دوراً مهماً في تصريف السوائل الزائدة من الأنسجة، وإزالة الفضلات، ودعم الاستجابات المناعية.

وتمتد الشبكة الدقيقة للأوعية اللمفاوية في أنحاء الجسم جميعها، وكان يُفترض سابقاً أن عدداً قليلاً من المواقع مثل الدماغ والعين والعظام تفتقر إلى الأنسجة اللمفاوية، غير أن الباحثين بوحدة المناعة البشرية في مركز البحوث الطبية بجامعة أكسفورد، استخدموا نهجاً جديداً ساعدهم في اكتشافها بالعظام.

واستخدم الباحثون في الدراسة الجديدة، المنشورة الجمعة في دورية «سيل»، التصوير بالصفائح الضوئية للتغلب على الأنسجة الصلبة للعظام، وتحديد وتصوير الأوعية اللمفاوية بها في صورة ثلاثية الأبعاد عالية الدقة.

واكتشف الباحثون شبكة نشطة من الأوعية اللمفاوية داخلها.
وحددوا أيضاً بعض الإشارات الرئيسية التي تحدث بين الأوعية اللمفاوية وخلايا الدم الجذعية والخلايا الجذعية العظمية.

ويقول لينكولن بيسواس، باحث ما بعد الدكتوراه في وحدة المناعة البشرية بمركز البحوث الطبية بجامعة أكسفورد، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «من المثير للاهتمام بعد الإصابة، أن الأوعية اللمفاوية في العظام تظهر تداخلاً ديناميكياً مع الخلايا الجذعية للدم ومع الخلايا المحيطة بالأوعية الدموية المتخصصة لتسريع التئام العظام، ومثل هذه التفاعلات بين الخلايا اللمفاوية والخلايا الجذعية العظمية يمكن تسخيرها لتعزيز التئام العظام مثل إصلاح الكسور».

ووجد الباحثون أن الأوعية اللمفاوية في العظام تزداد أثناء الإصابة عبر جزيء إشارات يسمى «IL6»، ويؤدي إلى توسع الخلايا السلفية للعظام عن طريق إفراز إشارة مختلفة تسمى «CXCL12».

ويقول جون وتشن، الباحث المشارك بالدراسة، إن «الشيخوخة مرتبطة بتضاؤل القدرة على إصلاح العظام، وتُظهِر النتائج التي توصلنا إليها أن الإشارات اللمفاوية تضعف في العظام المسنة».


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

طريقة بسيطة لإبعاد الأطفال عن الشاشات

المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
TT

طريقة بسيطة لإبعاد الأطفال عن الشاشات

المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)

توصلت دراسة أميركية إلى أن توفر المساحات الخضراء في الأحياء طريقة بسيطة يمكن أن تسهم بشكل كبير في تقليل وقت الشاشة لدى الأطفال.

وأوضح الباحثون من جامعة ميتشغان أن البرامج الهادفة لإبعاد الأطفال عن الشاشات تكون أكثر فاعلية في الأحياء التي تحتوي على مساحات خضراء مثل الغابات، والحدائق العامة، والمناطق المفتوحة، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Health and Place).

وأصبحت زيادة وقت الشاشة لدى الأطفال مشكلة شائعة تؤثر سلباً على صحتهم البدنية والعقلية. ويقضي العديد من الأطفال ساعات طويلة يومياً في مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية؛ ما يؤدي إلى تقليل نشاطهم البدني وزيادة فرص الإصابة بالسمنة. كما أن هذه العادة تؤثر على نوعية النوم، حيث يعاني الأطفال الذين يفرطون في استخدام الشاشات من صعوبة في النوم أو نوم غير مستقر.

وعلاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن زيادة وقت الشاشة يمكن أن تؤدي إلى تأخر في النمو الاجتماعي والمعرفي للأطفال، بالإضافة إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب.

واعتمدت الدراسة على بيانات من «دراسة المجتمعات الصحية» في الولايات المتحدة التي تركز على سلوكيات الأطفال المتعلقة بالسمنة، حيث قام الباحثون بتحليل معلومات عن الأحياء المجتمعية للأطفال ودرسوا الوصول إلى المساحات الخضراء في تلك المناطق.

وتمت مقارنة فاعلية البرامج التي تهدف إلى تقليل وقت الشاشة بين الأحياء التي تحتوي على مساحات خضراء والأحياء التي تفتقر إليها. كما تم قياس تأثير هذه البرامج على سلوكيات الأطفال فيما يتعلق بوقت الشاشة والنشاط البدني.

وفقاً للدراسة، فإن نحو ثلثي الأطفال بين 6 و17 عاماً يتجاوزون الحد الموصى به أقل من ساعتين يومياً لوقت الشاشة. وتهدف بعض البرامج لتقليل وقت الشاشة من خلال توفير برامج تعليمية قائمة على المجتمع وتطوير المهارات للآباء، أو فرص النشاط البدني المجانية للأطفال.

الأطفال الذين يفرطون في استخدام الشاشات يعانون من صعوبة النوم (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب النتائج، يعد الوصول إلى هذه المساحات عاملاً مهماً في نجاح برامج تقليل وقت الشاشة، حيث توفر هذه الأماكن للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات.

وقالت الباحثة الرئيسة للدراسة من جامعة ميتشغان، الدكتورة إيان مارشال لانغ، إن عدم توفر المساحات الخضراء قد يؤدي إلى بيئة غير مشجعة تقلل من فاعلية البرامج الهادفة للحد من وقت الشاشة.

وأضافت عبر موقع الجامعة أن هذه النتائج تبرز أهمية اتخاذ خطوات لمعالجة الفجوات في الوصول إلى المساحات الخضراء بين المناطق المختلفة، مع ضرورة العمل على توفير بيئات أكثر عدلاً وصحة للأطفال من خلال الاستثمار في المساحات الخضراء في جميع الأحياء.

وأشارت إلى أن تحسين البيئة المحيطة بالأطفال عبر توفير المساحات الخضراء يمكن أن يكون حلاً فعالاً لتقليل وقت الشاشة وتعزيز الأنشطة البدنية؛ ما يعود بالفائدة على صحة الأطفال.