«البدرشين»... واجهة السياحة الريفية في مصر

دليلك للاستمتاع بالطبيعة بعيداً عن ضجيج المدن

جمال الطبيعة والتاريخ (صفحة دهشور اليوم)
جمال الطبيعة والتاريخ (صفحة دهشور اليوم)
TT
20

«البدرشين»... واجهة السياحة الريفية في مصر

جمال الطبيعة والتاريخ (صفحة دهشور اليوم)
جمال الطبيعة والتاريخ (صفحة دهشور اليوم)

لا تعني إضافة الريف المصري لقائمة مقاصدك السياحية أنك ستخوض رحلة للطبيعة الخلابة كمتنفس هادئ بعيداً عن ضجيج المدن فقط، لكنك في الواقع تكون قد اخترت بجانب ما سبق أن تستمتع بأجواء استثنائية تمزج بين الجمال والفنون والثقافة والأصالة، فأياً كانت القرية التي قررت أن تتوجه إليها فإنك ستندهش لمحافظتها على عادات وتقاليد يومية مرتبطة بالحياة والعمل والاحتفالات.
في الريف المصري لن تشعر بالملل؛ حيث يمكنك ممارسة كثير من النشاطات غير التقليدية مثل الاستمتاع بإطعام المواشي والدواجن أو حلب الأبقار وأخذ ورش عمل في الحرف اليدوية المتوارثة عبر عقود، فضلاً عن ركوب الخيل والصيد في البحيرات.

موسم الحصاد يقصده كثير من السياح المحليين والعالميين

عندما يتعلق الأمر بالسياحة في الريف المصري، تنتظرك وجهات كثيرة، فلدى مصر الدولة الزراعية منذ آلاف السنين الكثير لتقدمه، بما يمكنك من كسر بعض عاداتك المرتبطة بالعطلات، دون تكلفة مرتفعة، فهي ستكون أوقات مستقطعة من إجازتك، إذ إنك في الغالب ستقضي يوماً واحداً أو أياماً قليلة؛ لأن معظم القرى الريفية لم تقدم بعد أماكن إقامة طويلة، باستثناء بيوت تقليدية، لكن في الوقت نفسه تقدم باقة من مقومات البيئة الجاذبة للسياح، وتساعدك على تقليل التنقل واستغلال الوقت لاكتشاف الثقافات المحلية، أو ما أصبح يُعرف عالمياً باسم «Slow Tourism» أو «السياحة البطيئة»، وهي ما يعتبرها الدكتور سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية جزءاً من عائلة أنماط السياحة المستدامة؛ فهي على حد تعبيره: «تعمل على تقليل مسافات السفر؛ واسترخاء العقل، والأكل في المطاعم المحلية؛ والتسوق مباشرة من المنتجين؛ وتعلم مهارات جديدة؛ والتقليل من الميكنة والتكنولوجيا؛ وتجربة الأصالة؛ وتقليل البصمة الكربونية».

جلسات بسيطة تجذب السياح
وتأتي «البدرشين» في مقدمة المقاصد الريفية في مصر، ستلحقها بالتأكيد قرى أخرى، لكن فضلت البداية منها ربما لتمتعها بكل مقومات الطبيعة والبيئة المصرية، ولقربها الشديد من العاصمة القاهرة؛ فلا يستغرق الأمر منك أكثر من نصف الساعة؛ إذ تقع على بعد نحو 18 كيلومتراً جنوب الجيزة على البر الغربي لنهر النيل، وتستطيع أن تأخذ سيارتك الخاصة أو المؤجرة إليها، أو أن تستقل حافلة نقل جماعي.

إقبال كبير على السياحة البيئية في مصر

إذا اخترت أن تتحرك بشكل جماعي فستكون وجهتك الأولى ميدان «عبد المنعم رياض» وسط القاهرة؛ حيث يتجمع المسافرون صباحاً. وإذا كنت معتاداً أن تتناول فطورك في وقت مبكر، فحاول أن تنزل من دون إفطار في هذا اليوم، لأنك ستبدأ يومك هناك بتناول «فطار فلاحي» محلي؛ فعلى «الدكة» التقليدية ستجد في انتظارك «فطيراً مشلتتاً» وعيشاً فلاحياً (بتاو) وجبناً بالزعتر وفولاً وطعمية وبطاطس وخضراوات طازجة مثل الجرجير والخيار.

تستطيع مشاركة السكان المحليين إعداد الطعام

بعد أن تتناول مشروبك المفضل تستطيع أن تبدأ جولة في الحقول ومزارع النخيل بصحبة مرشد من أهل البلد يشرح لك أنواع النباتات والمحاصيل المختلفة، وهناك لن تتمكن من المغادرة سريعاً؛ فأمام جمال الطبيعة والمساحات الخضراء الممتدة، وحتماً ستفعل مثل سكان المكان الذين يفترشون الأرض وسط المزارع ويشربون الشاي بالنعناع الأخضر في أكواب زجاجية صغيرة، في لحظات لن تغادر ذاكرتك بعد انتهاء الرحلة.


عودة للحياة البسيطة

وتتعدد النشاطات بعد ذلك، والتي تتنافس في توفيرها لك شركات السياحة ومنظمو الرحلات من أبناء المكان، تقول هبة رجب مديرة البرامج السياحية بشركة «أيكو ترافيل» لـ«الشرق الأوسط»: «ما عليك سوى الاختيار بحسب ميولك واهتماماتك». فإذا كنت من عشاق الهدوء والاسترخاء أو اليوغا يمكنك البقاء طويلاً في الحقول، وإذا كنت من محبي تذوق الطعام المحلي أنصحك بالتوجه لأحد بيوت الضيافة، وهي بيوت يفتحها أهل البدرشين للزوار تشجيعاً للسياحة الريفية، فتتناول طعامهم المكون من المحشي المشكل، والبط والدجاج، وطواجن الخضار، والخبز الفلاحي، والفواكه الطازجة، وأكثر ما سينال إعجابك أنك ستتناول الأكل المطهي على الحطب، بمذاقه المميز، وعند الانتهاء من الغداء يكون قد جاء وقت الاستمتاع بجلسة سمر وشاي تحت السماء في إطلالة رائعة.
أما إذا أردت أن تمزج يومك الريفي بنشاطات أخرى، فثمة مفاجأة تدهشك، وهي أنك من الريف تنتقل إلى قلب الصحراء، على حد تعبير رجب، التي تضيف: «تنظم لك رحلات في الصحراء، إذ يحدّ البدرشين من الغرب الصحراء الغربية»، وتضيف رجب قائلة: «ننظم رحلات (الهايكينج) في الصحراء؛ في هذه المنطقة الساحرة، وخلال ذلك يمكنك رؤية الشروق، مستمتعاً بالفضاء الواسع، وخلال ذلك أيضاً يمكنك الاستمتاع بـ(قعدة سمر) حول (راكية النار) بالصحراء والتقاط صور فوتوغرافية».
وسيجد هواة التاريخ أيضاً ضالتهم في البدرشين، الزاخرة بالمعالم الأثرية، فهي تضم قرية «ميت رهينة» وهي «منف القديمة» أقدم عاصمة في تاريخ مصر، وفي الجزء الجنوبي تقبع «دهشور» وهي من أهم المناطق الأثرية في مصر، وتضم كنوزاً أثرية، حيث عُثر بها على أكثر من اكتشاف أثرى من الذهب داخل مقابرها وأهراماتها، ومن أهمها الهرم الأصفر، والهرم المنحنى الخاص بالملك سنفرو، والهرم الأسود للملك أمنمحات الثالث، وهرم الملك سنوسرت الثالث، كما يضم مركز البدرشين متحف «ميت رهينة» الذي يحتوي على قطع أثرية هامة، منها تمثال رمسيس الثاني.
ولا تفوتك جلسات مشاهدة الغروب من أعلى بانوراما تظهر الأهرامات (أبوصير – دهشور - سقارة) والمنطقة المحيطة بها، كما تشير رجب، وهناك أيضاً نشاط ركوب الخيل في المكان. وفي هذه المنطقة من الريف ستجد أيضاً متاجر سياحية خاصة بالسجاد والأثاث العربي الأصيل، وهناك قرى سياحية ومطاعم وبازارات للحصول على منتجات محلية تذكارية وهدايا، وستمارس داخلها فنوناً تراثية، مثل صناعة الفخار والخبيز، من خلال مجموعة من الورش تنظم للزوار.
إذا قررت المبيت في البدرشين ومدّ إجازتك للاستمتاع بكل جوانب الجمال الموجودة فيها، تقول رجب: «من الممكن أن تقوم بالتخييم في سقارة، أو تقيم وسط النخل في البيت الذي تم فيه تصوير فيلم (شمس الزناتي) بإطلالة رائعة على الصحراء».
ينصح أهلها بزيارتها في الفترة من بداية شهر سبتمبر (أيلول) حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام؛ حيث يبدأ موسم حصاد البلح، ويقام له مهرجان سنوي، حافلاً بالفعاليات الفنية والنشاطات المختلفة؛ في المكان المعروف بأنه «بلد المليوني نخلة». وخلال هذه الفترة الزمنية يبدأ كل يوم أهالي القرية، على مدار أكثر من 60 يوماً، في حصاد البلح السيوي بعد تمام نضجه، ليقوموا بجمعه ثم نشره داخل مناشر تصنع خصيصاً في أيام الحصاد، وهي عبارة عن قطعة أرض تحاط بالخوص ويتم نثر البلح بعد جمعه، تحت أشعة الشمس حتى يتحول لتمر. وأثناء ذلك، يسمح لك بعض المزارعين بمشاركتهم صنع العجوة وتذوق الوصفات التي تدخل فيها، كما تشارك في رقصات فلكلورية وعروض فنية.
وفي سبتمبر أيضاً، ستلتقي بحصاد السمسم، ويمكنك المشاركة في إحدى مراحله الثلاث؛ «تربيط المحصول» على شكل هرمي لضمان ثبات السمسم داخل الزرع حين يجف، أو أن تشاهده في مرحلة تنقيته من الشوائب من خلال وضعه في الشمس مدة ما بين 20 إلى 25 يوماً، وتلتقط ما تريد من صور، أو أن تشاهده أثناء الغربلة وسقوطه متخذاً اللون الذهبي. أما في أغسطس (آب) ففي انتظارك حصاد المانغو بأنواعها المختلفة.
ستكون سعيد الحظ إذا زرت البدرشين أثناء إحدى فعاليات مبادرة «التراث الريفي» التي أطلقتها مزرعة «نوايا» لدعم مبادرات السيدات الريفيات في مجال سياحة الطعام، ومن ذلك فعالية «كيف تستمتع بالملوخية من دون لحوم؟» التي تقام في اليوم العالمي للبقول؛ وستشارك في تحضيرها بالفول النابت، وسط أجواء من الدفء والمرح.


مقالات ذات صلة

«الصحة العقلية ليست ثانوية»... 5 دروس من أسعد دولة في العالم

يوميات الشرق لقطة للواجهة البحرية في هلسنكي (رويترز)

«الصحة العقلية ليست ثانوية»... 5 دروس من أسعد دولة في العالم

قضت باتريس بولتزر، وهي منتجة برامج سابقة حائزة على جوائز، عطلة نهاية أسبوع واحدة في أسعد بلد بالعالم، فنلندا.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
يوميات الشرق راقصون يؤدون عروضاً خلال كرنفال في رييكا بكرواتيا (رويترز)

ليست إيطاليا أو إسبانيا ولا اليونان... ما وجهة السفر الأولى في أوروبا لعام 2025؟

أصبح لأوروبا وجهة سفر جديدة رائجة، وهي ليست إسبانيا أو إيطاليا أو اليونان.

«الشرق الأوسط» (زغرب)
يوميات الشرق منطقة الساحل الشمالي بمصر (الشرق الأوسط)

مصر تعول على «الساحل الشمالي» لزيادة الحركة السياحية في الصيف

تُعوِّل مصر على زيادة الحركة السياحية في الصيف إلى الساحل الشمالي، عبر تنظيم رحلات تعريفية لممثلي شركات السياحة العالمية.

محمد الكفراوي (القاهرة)
خاص جانب من مضيق هرمز الذي تطل عليه محافظة مسندم العمانية (الشرق الأوسط)

خاص مسندم العمانية تشهد تحولات تنموية تعزز مكانتها الاستراتيجية على مضيق هرمز

تشهد محافظة مسندم تحولات تنموية كبيرة تهدف إلى تعزيز مكانتها الاستراتيجية، وتحقيق نهضة اقتصادية وسياحية متكاملة.

آيات نور (مسندم)
سفر وسياحة ميغان ماركل مع ابنتها ليليبيت والشعار المثير للجدل في الخلفية (موقع أز إيفير)

«بوريريس»... تشهرها ميغان ماركل عن طريق الخطأ

قبل أسبوعين من عرض برنامجها المنتظر «With Love» على منصة «نتفلكس»، أعلنت ميغان ماركل، دوقة ساسيكس، عن تغيير اسم علامتها التجارية

جوسلين إيليا (لندن)

«بوريريس»... تشهرها ميغان ماركل عن طريق الخطأ

ميغان ماركل مع ابنتها ليليبيت والشعار المثير للجدل في الخلفية (موقع أز إيفير)
ميغان ماركل مع ابنتها ليليبيت والشعار المثير للجدل في الخلفية (موقع أز إيفير)
TT
20

«بوريريس»... تشهرها ميغان ماركل عن طريق الخطأ

ميغان ماركل مع ابنتها ليليبيت والشعار المثير للجدل في الخلفية (موقع أز إيفير)
ميغان ماركل مع ابنتها ليليبيت والشعار المثير للجدل في الخلفية (موقع أز إيفير)

قبل أسبوعين من عرض برنامجها المنتظر «With Love» على منصة «نتفلكس»، أعلنت ميغان ماركل، دوقة ساسيكس، عن تغيير اسم علامتها التجارية «أميريكان ريفييرا أورشارد» (American Riviera Orchard)، من خلال فيديو قصير نشرته على حسابها الخاص على «إنستغرام»، حيث قام زوجها الأمير هاري بتصويرها وهي تعلن الاسم الجديد «أز إيفير» (As Ever) مستخدمة صورة ابنتها الأميرة ليليبيت للترويج لموقع علامتها التجارية الإلكتروني الجديد.

ولسوء الحظ لم يلقَ إعلان ماركل عن اسم علامتها التجارية، المخصصة لبيع أدوات البستنة والمربى، الترحيب والإعجاب الذي كانت ترنو إليه، إنما تلقت انتقادات، تحصى ولا تعد، إضافة إلى تهديد بالملاحقة القانونية.

ولكن ما قصة الملاحقة القانونية؟ ما حصل هو أن ماركل اختارت شعاراً لعلامتها التجارية شبيهاً إلى حدّ بعيد بشعار إحدى القرى الصغيرة في جزيرة مايوركا الإسبانية، وهو عبارة عن شجرة نخيل مع طائرين على الجانبين، وهذا الأمر أثار حفيظة عمدة «بوريريس» (Porreres)، زيسكا مورا، التي عدّت الأمر غير مقبول، وأنها تفكر بملاحقة الدوقة قانونياً، لكنها غيّرت رأيها بعدها، مكتفية بمطالبة ماركل بحذف الشعار الذي استخدمته في موقعها الإلكتروني، قائلة: «بغضّ النظر عن النكات، نريدها حقاً أن تغير الشعار، لأن شعارنا خاص جداً بثقافتنا ومرتبط بمدينتنا منذ تأسيسها قبل مئات السنين».

طبق البايلا الاسباني الشهير (غيتي)
طبق البايلا الاسباني الشهير (غيتي)

وتابعت مورا: «كل مدينة في مايوركا لها رمزها الخاص أو شعار النبالة الخاص بها، وهو مهم جداً لهويتنا، والناس منزعجون من استخدام هويتنا لبيع منتجات مثل المربى في جميع أنحاء العالم. الحقيقة هي أنه على الرغم من أن هذا قد أعطى مدينتنا التي لم تكن معروفة من قبل بعض الدعاية في غضون ساعات قليلة، فإننا لا نحبّ استخدام شعار النبالة الخاص بنا، ونريدهم أن يسحبوا الشعار».

وأضافت العمدة : «إن رفع دعوى بتهمة الانتحال أمر معقد ومكلف، ومجلس مدينة صغير مثل مجلسنا ليس في وضع يسمح له بمحاربة التاج الإنجليزي».

ومن اللافت أيضاً أن الصورة التي تصدرت موقع ماركل الإلكتروني، وكما تقول عمدة بوريريس، التقطت من تلك البلدة الإسبانية، حيث أضافت: «لا أعرف إذا كانت قد زارت ميغان ماركل بعض مواقع السياحة الزراعية ورأت شعار النبالة، لأن الصورة الموجودة على موقعها على الإنترنت مأخوذة من مايوركا».

ميغان ماركل خدمت مصلحة تلك القرية الصغيرة، ووضعتها على الخريطة العالمية بعد الإقبال الشديد من متصفحي الإنترنت لمعرفة موقعها والمعلومات الخاصة بها، لتتحول في غضون ساعات قليلة إلى واحدة من أكثر الوجهات بحثاً على محرك «غوغل»، جاذبة إليها السياح الذين ينوون زيارتها قريباً.

تتميز بوريريس بأبنيتها الحجرية القديمة (إنستغرام)
تتميز بوريريس بأبنيتها الحجرية القديمة (إنستغرام)

لنتعرف على بوريريس في مايوركا

«بوريريس» هي مدينة وبلدية هادئة في قلب المناطق الريفية لجزيرة مايوركا. تقع في منطقة زراعية، يبلغ عدد سكانها 5 آلاف نسمة، توجد فيها مستوطنات يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، واحتلها كل من المسلمين والرومان. ولا تزال هناك آبار قديمة للري منتشرة في أنحاء البلدة تعود إلى فترة الوجود العربي. استعادت إسبانيا المدينة رسمياً عام 1300، وسميت على اسم الفارس الفاتح ويليام بورير. الحدث التاريخي الوحيد الملحوظ الآخر كان في وقت لاحق عام 1868، عندما تزامنت ثورة صغيرة تسمى «المجيدة» مع سقوط الملكة إيزابيلا الثانية، وأسفرت عن أعمال شغب وإحراق مبنى البلدية، الذي كان يحتوي للأسف على ما قيمته 600 عام من الوثائق التاريخية.

بوريريس في جزيرة مايوركا باسبانيا (غيتي)
بوريريس في جزيرة مايوركا باسبانيا (غيتي)

إذا كنت تنوي زيارة جزيرة مايوركا، وتريد زيارة العديد من البلدات الصغيرة النموذجية فيها، ننصحك بالتوجه إلى بوريريس التي تتميز بمبانيها الحجرية والساحات والشوارع المتعرجة التي تتمتع بسحر ريفي. لكن الروابط الوثيقة للمجتمع هي التي تجعل هذا المكان مميزاً للغاية. تجول في الشارع الرئيسي في «Avinguda Bisbe Campins»، الذي تم تخصيصه مؤخراً للمشاة، وستجد مقاهي هادئة ومبنى البلدية والكنيسة القوطية الشهيرة «Nostra Senyora del Consolacion» حيث يتجمع السكان المحليون. إحدى المفاجآت هي أن قاعة المدينة تستضيف معرضاً للفن الحديث، بما في ذلك أعمال سلفادور دالي. المفاجأة الأخرى هي الجودة العالية للطعام والشراب في الأماكن هنا.

تقع Porreres في وسط منطقة معروفة بالزراعة، لذا سوف تجد المنتجات المحلية بكثرة. قد يفسر الموقع والأجواء المريحة سبب كون ما يقرب من خمس المقيمين هنا هم من الأجانب.

إذا كنت مهتماً بشراء المنتجات المحلية الأصيلة فهذا مكان ممتاز لهذا الغرض. السوق المحلية ليست كبيرة مثل سوق سانتا ماريا في الغرب، ولكنها مليئة بالفواكه والخضراوات والعسل. وتشتهر هذه المنطقة بشكل خاص بزراعة الزيتون والمشمش واللوز ومحاصيل الحبوب.

هناك عدد من مستوطنات العصر البرونزي للمهتمين بعلم الآثار، بالإضافة إلى 36 طاحونة هواء، التي تعدّ شاهدة على الجذور الزراعية لبوريريس. تم بناء دير «سانتواري دي مونتي - زيون» الفرنسيسكاني عام 1551، ويقع على بعد كيلومترين من المدينة، كما توجد «محطات الصليب» التي تم بناؤها على طول الطريق التي تم تشييدها عام 1497. إنها كنيسة صغيرة للغاية، لكن على بعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام، على الرغم من أنها شاقة، وتوفر إطلالات مذهلة وبعيدة المدى على المناطق الريفية المحيطة.

إذا كنت ترغب في القيام بجولة موسعة في مايوركا، فإن Porreres هو موقع مركزي جيد. لا يوجد أي جزء من الجزيرة بعيد جداً، وعندما تعود إلى القاعدة يمكنك الاستمتاع بالهدوء في هذه المدينة الصغيرة، بعيداً عن جحافل السياح. يعدّ هذا أيضاً مكاناً جيداً لقضاء أمسيات مريحة مع السكان المحليين والمغتربين واكتشاف ريف مايوركا الأصيل.