«القاهرة الدولي للكتاب» يحتفي بالأردن

ينطلق الأربعاء المقبل بمشاركة 1047 ناشراً من 53 دولة و500 فعالية

الكيلاني متحدثة ويبدو رئيس «هيئة الكتاب» أحمد بهي الدين
الكيلاني متحدثة ويبدو رئيس «هيئة الكتاب» أحمد بهي الدين
TT

«القاهرة الدولي للكتاب» يحتفي بالأردن

الكيلاني متحدثة ويبدو رئيس «هيئة الكتاب» أحمد بهي الدين
الكيلاني متحدثة ويبدو رئيس «هيئة الكتاب» أحمد بهي الدين

تحدثت وزيرة الثقافة المصرية د. نيفين الكيلاني عن أبرز ملامح الدورة الـ54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، التي تنطلق 25 يناير المقبل، وتستمر حتى 6 فبراير، تحت شعار «على اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع». وجرى اختيار الشعر صلاح جاهين شخصية المعرض، والكاتب كامل كيلاني شخصية معرض كتاب الأطفال، كما وقع الاختيار على دولة الأردن لتكون ضيف شرف الدورة الجديدة التي تقام تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويفتتحها رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي.
ووصفت الوزيرة، في المؤتمر الصحافي الذي عُقد بهذه المناسبة، معرض القاهرة الدولي للكتاب بأنه «تاريخ من الثقافة، ويحظى بمكانة عظيمة في قلوب القراء والكُتاب على السواء، فالاجتماع تحت سقفه بمثابة عيد ننتظره سنوياً؛ لما له من دور فعال في الحركة الثقافية، وإثراءً للوعي، وبناء الإنسان، من خلال الإصدارات والمؤلفات التي يضمّها للمبدعين من كل أنحاء العالم». وشددت على أن الدورة الجديدة تأتي متسقة مع توجه الدولة المصرية في بناء الوعي وترسيخ الهوية، معتبرة أن «المعرض هو الحدث الثقافي الضخم الذي يجمع الأدباء من مصر والوطن العربي، بل العالم، ويزوره مئات الآلاف من القراء الذين تنصبّ اهتماماتهم على الاطلاع على كل ما هو جديد، ويكون المشهد أشبه بكرنفال احتفالي كبير ومبهج».
ونوّهت الكيلاني بأن المعرض يتمتع بتاريخ حافل ورحلة عطاء منذ دورته الأولى التي انطلقت عام 1969 بالجزيرة «دار الأوبرا المصرية حالياً»، والذي واكب وقتها احتفالات مرور ألف عام على إنشاء مدينة القاهرة، مروراً بأرض المعارض في مدينة نصر، والتي انطلق إليها عام 1982، وصولاً إلى موقعه الحالي في دورته الخمسين «اليوبيل الذهبي» والتي أقيمت في 2019. وأوضحت أن البرنامج الثقافي للدورة الجديدة للمعرض يضم قرابة الـ500 فعالية ثقافية متنوعة، كما بلغ عدد دُور النشر المشارِكة 1070 ناشراً مصرياً وعربياً وأجنبياً، وبمشاركة 53 دولة؛ من بينها دول تشارك لأول مرة مثل المجر، وجمهورية الدومينيكان، وعدد من المؤسسات العربية.
من جانبه قال أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، التي تتولى تنظيم المعرض، إن الدورة 54 تُقام على مساحة 80 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 5 صالات للعرض، مشيراً إلى أن عدد الناشرين ينقسم إلى 707 توكيلات وناشرين مصريين، و340 توكيلاً وناشراً أجنبياً.
ولفت بهي الدين إلى أنه التزاماً بخطة الدولة؛ متمثلة في وزارة الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب لدعم صناعة النشر، والناشرين المصريين بشكل عام، جرى تخصيص جناح لدُور النشر الناشئة المتقدمة للمشاركة بالدورة الحالية، ولم تستوفِ شروط الاشتراك من حيث عدد الإصدارات، وتبلغ مساحة الجناح 45 متراً، ويضم 9 دُور نشر مصرية.
وأشار إلى أنه جرت مشاركة أغلب المتقدمين الجُدد على منصة المعرض، ومن المشاركات الجديدة لمؤسسات مصرية لأول مرة المجلس القومي للمرأة، والهيئة العامة للرقابة المالية. ومن المؤسسات المصرية التي استأنفت المشاركة في المعرض بعد غياب «هيئة سكّ العملة» التي تتبع وزارة المالية، وجهاز شئون البيئة، فضلاً عن استئناف بعض الدول والجهات الحكومية الدولية المشاركة في المعرض بعد انقطاع سنوات مثل إريتريا، والهند، وغانا، والكويت، والمغرب، واتحاد الناشرين الأفارقة.
وأضاف رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أنه اتساقاً مع التطور التقني والرقميات الجديدة، استحدث المعرض، هذا العام، محور صُناع المحتوى «اليوتيوبرز»، والذي يستضيف، طوال أيام المعرض، مجموعة من الشباب الذين حققوا نجاحات إيجابية من خلال تجاربهم عبر السوشيال ميديا، لوضعها بين يدي الحضور من جماهير المعرض، بوصفها خطوة لمن يريد صناعة مشروعه الخاص بمحتوى مفيد للبشرية.
وذكر بهي الدين أنه تحقيقاً لـ«رؤية مصر 2030»، في دور الشراكات المؤسسية والمجتمعية، جرى إطلاق مبادرات ومشروعات عدة مع مؤسسات رسمية ضمن فعاليات المعرض؛ مثل مبادرة «دويّ» مع المجلس القومي للمرأة؛ بهدف تمكين الفتيات وتوصيل أصواتهن وحصولهن على المهارات والخدمات الرئيسية، ومبادرتي «حياة كريمة» و«ريحانة» مع وزارة الشباب والرياضة، ومشروع «وعي» مع دار الإفتاء المصرية الذي يتضمن توفير «دليل مرجعي لمواجهة التطرف».


مقالات ذات صلة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
TT

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة من خلال حديث مطول أدلى به لمحرر المذكرات ومؤلف الكتاب الصحافي سيد محمود سلام. ورغم أن حديث الذكريات هنا يشمل محطات مختلفة، فإن الكتاب يركز بشكل خاص على مرحلة النشأة والطفولة وما اكتنفها من اكتشاف الفنان في سنوات التكوين الأولى لعالم الأدب وخصوصية مدينته بورسعيد، مسقط رأسه.

ويشير محمود ياسين إلى أن الطفولة مفتاح كل بوابات العمر، وقد عاش طفولته في أسرة محافظة مثقفة محبة للفن ولتراب الوطن حيث أثرت كثرة الحروب التي خاضتها المدينة على تعميق الحس الوطني لأبنائها. ويرى أنه كان طفلاً محظوظاً لأنه نشأ في أسرة تعد الثقافة جزءاً مهماً من تكوين أبنائها، وكان ترتيبه السادس بين أشقائه العشرة، وقد تأثر في طفولته بشقيقه الأكبر فاروق: «إذ فتح عيني على شيء اسمه الكتاب بمعناه الواسع. كان يتسلم الكتب ويذهب إلى المدرسة، لكن فاروق كانت له في البيت مكتبة خاصة عبارة عن خزانة كبيرة في الحائط صُممت على الطراز الفرنسي تضع فيها الوالدة الفخار وقطع الخزف الصيني وكؤوس الزجاج وأشياءها الخاصة، فصنع منها مكتبة بعرض الحائط بعد أن أقنعها بذلك حيث كانوا يقطنون في فيلا من دورين تابعة لشركة قناة السويس التي كان يعمل بها والده، وعاشوا فيها ما يزيد على 25 عاماً».

ظل فاروق يشتري الكتب باستمرار مثل سلسلة «اقرأ» التي كانت تصدر ملخصات لعيون الأدب العربي والعالمي والسير الذاتية مثل السيرة الذاتية لطه حسين ودوستويفسكي ومكسيم غوركي وأنطون تشيخوف، فضلاً عن عيون الأدب الفرنسي مثل مؤلفات غي دي موباسان. كانت السلسلة تصدر كتيبات لكل كتّاب ومفكّري العالم، فالتراث الإنساني كله أنتجته سلسلة «اقرأ»، وقد جمعه فاروق في مكتبته وأيضاً سلسلة أخرى بعنوان «كتابي» جمعها أيضاً في المكتبة.

قرأ محمود ياسين في صغره معظم دواوين الشعراء العرب وعبقريات العقاد في مكتبة شقيقه، فضلاً عن كتب سلسلة «الكتاب الذهبي» التي تعرّف فيها على محمد عبد الحليم عبد الله ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي. كما كان الشقيق الأكبر فاروق شغوفاً باقتناء الكتب والمطبوعات الثقافية مثل مجلة «الهلال» حتى إنه يشتري الكتب بمصروفه الشخصي المحدود. ولم يكن الطفل محمود يشغل نفسه بشراء الكتب، لكن يده بدأت تمتد إلى مكتبة شقيقه، فغضب بشدة من استعارته كتبه؛ وذلك خوفاً من ألا تلقى الاحترام ذاته الذي تلقاه عنده تلك المكتبة التي كوّنها واشتراها من مصروفه. لكن عندما اطمأن لشقيقه، بدأ يشجعه مع بعض النصائح خوفاً على هذه الكتب. وبدأ الشقيق الأصغر في متابعة المسرحيات المترجمة بشكل خاص، لا سيما أعمال وليام شكسبير وهو ما أثار دهشة وإعجاب فاروق حين رأى شقيقه لا يفوّت نصاً للكاتب العالمي، سواء في سلسلة «كتابي» أو نظيرتها «اقرأ».

ويشير محمود ياسين إلى أن أبناء بورسعيد يتشابهون في ملامحهم وتكوينهم؛ لأن هذه المدينة تترك بصماتها على أبنائها، فهي بلد مفتوح على الدنيا ويُطل على أوروبا، فهناك شاطئ بحر وفي الأفق عالم آخر يجب أن تحلم به. إنها مدينة وسط جزر من المياه، فتأثر بهذه الخصوصية الجغرافية وما أكسبته لسكانها من حس حضاري لافت.

يقول محمود ياسين في مذكراته إن الطفولة مفتاح كل بوابات العمر وقد عاش طفولته في أسرة محافظة مثقفة محبة للفن ولتراب الوطن حيث أثرت كثرة الحروب التي خاضتها المدينة على تعميق الحس الوطني لأبنائها.

امتزجت شخصية محمود ياسين بالبحر المتوسط الذي تطل عليه مدينته، فهو مثله تراه شديد الهدوء تارة، شديد الصخب تارة أخرى. يقول: «إن أخلاقي كأخلاق البحر وطبيعتي تشبهه، فأنا في شهري سبتمبر وأكتوبر أكون هادئاً هدوءاً غريباً وعندما تنظر إليّ تشاهد ما في أعماقي، وإذا تحدثت إليّ يمكنك أن تكتشف كل شيء. أما الشخص الصاخب العصبي فهو أيضاً أنا ولكن في شهر يناير، وكذلك البحر بـ(نواته) وأمواجه المتلاطمة. لا أحب شهر يناير، قد يكون لأنه بداية عام لا أعلم ما يخبئه، وحين راقبت نفسي وجدت أنني في مواسم أكون هادئاً وأخرى أكون صاخباً وهذا هو حال البحر».

كانت حياة الصبي محمود ياسين قبل التمثيل غير مستقرة، كأنه يبحث عن شيء يسعده. كان يراقب شقيقه فاروق، الممثل العظيم بقصور الثقافة، وتعلم منه كيف يحب الريحاني. يشاهده فيشعر بأنه يمتلك عالم التمثيل بين عينيه، نظراته، تأمله، صوته حتى وهو يغني بصوتٍ أجش تستسيغ غناءه من هذه الحالة التي لاحظها وتأثر بها. أحبَّ التمثيل وشعر بأنه الشيء الذي يبحث عنه، إنه عالمه المفقود، به ستكتمل حياته.

اللافت أن التمثيل منذ البدايات الأولى بالنسبة لمحمود ياسين «حالة»، إنه بمثابة «عفريت» يتجسد في الشخص المحب له، فكان يسعد بالمشاهد التي يمثلها في نادٍ يسمى «نادي المريخ» ببورسعيد وهو طفل. وكوّن هو وزملاؤه فرقة مسرحية، مع عباس أحمد الذي عُرف بأشهر مخرجي الثقافة الجماهيرية، وله باع طويل وأثر في حياته كصديق ورفيق رحلة كفاح، هو والسيد طليب، وكانا أقرب صديقين له، سواء على مستوى هواية التمثيل أو الحياة.

ويروي كيف كان يقدم مسرحية على خشبة مسرح صنعوه بأنفسهم من مناضد وكراسي متراصة، وفي قاعة تسع 100 شخص، فلمح والده، وكانت المرة الأولى التي يمثل فيها ويشاهده أبوه، وإذا به يبتسم له ابتسامة هادئة، اعتبرها أول تصريح رسمي منه بموافقته على دخوله هذا المجال. ويذكر أيضاً أن من بين العمال الذين تأثر بهم محمود عزمي، مهندس الديكور العبقري، الذي لم يحصل على أي شهادات دراسية ولم يلتحق بالتعليم، لكنه كان يهوى الرسم ويصمّم ديكورات أي نصوص سواء عربية أو عالمية ببراعة مدهشة.