هل يثبت جواو فيليكس موهبته الحقيقية في تشيلسي أم يعود كما رحل؟

المهاجم البرتغالي ترك أتلتيكو مدريد معاراً ومحبطاً بعدما فشل في تقديم أفضل ما لديه

المدير الفني لأتلتيكو مدريد سيميوني يتمنى أن يعود فيليكس بمستوى مختلف بعد إعارته إلى تشيلسي (غيتي)
المدير الفني لأتلتيكو مدريد سيميوني يتمنى أن يعود فيليكس بمستوى مختلف بعد إعارته إلى تشيلسي (غيتي)
TT

هل يثبت جواو فيليكس موهبته الحقيقية في تشيلسي أم يعود كما رحل؟

المدير الفني لأتلتيكو مدريد سيميوني يتمنى أن يعود فيليكس بمستوى مختلف بعد إعارته إلى تشيلسي (غيتي)
المدير الفني لأتلتيكو مدريد سيميوني يتمنى أن يعود فيليكس بمستوى مختلف بعد إعارته إلى تشيلسي (غيتي)

من المؤكد أن النجم البرتغالي جواو فيليكس يمتلك قدرات وفنيات هائلة، لكن اتضح أن هذا اللاعب الفنان لم يكن في المكان المناسب في أتلتيكو مدريد، وقد انتقل الآن إلى تشيلسي على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر. المباراة الأولى لفيليكس مع تشيلسي انتهت بنكسة مزدوجة إثر خسارة فريقه أمام مضيفه فولهام 1 - 2 في مباراة مؤجلة من المرحلة السابعة للدوري الإنجليزي، إضافة إلى طرده قبل أقل من ساعة من عمر اللقاء. وغاب فيلكس عن مواجهة كريستال بالاس، ضمن ثلاث مباريات في الدوري لحصوله مباشرة على البطاقة الحمراء.
إن انتقال فيليكس إلى «البلوز» على سبيل الإعارة، وعدم وجود أي خيار للشراء بعد نهاية هذه المدة، يعكس حالة عدم اليقين المحيطة بمستقبل هذا اللاعب. وكان المهاجم البرتغالي قد رأى أنه لا يمكنه الاستمرار مع أتلتيكو مدريد بهذه الطريقة، وطلب الرحيل. وقال الرئيس التنفيذي لأتلتيكو مدريد، ميغيل أنخيل غيل مارين على الملأ، إنه من الأفضل لفيليكس أن يرحل. وبعد مرور ما يقرب من أربع سنوات على انتقال فيليكس إلى أتلتيكو مدريد، فإن هذا اللاعب الموهوب لم يقدم المستويات المتوقعة منه، ولم يمتعنا بمهاراته الفذة إلا في لحظات نادرة.

المباراة الأولى لفيليكس مع تشيلسي شهدت طرده (إ.ب.أ)

انضم فيليكس إلى أتلتيكو مدريد في عام 2019 في صفقة قياسية بلغت قيمتها 126 مليون يورو، وقيل آنذاك إنه جاء لكي يصنع التاريخ. ومؤخرا، رحل النجم البرتغالي الشاب عن إسبانيا، بعدما فشل في تقديم الأداء الذي يتناسب مع هذا المبلغ الفلكي الذي دفعه أتلتيكو مدريد للتعاقد معه. وفي آخر مباراة له مع النادي الإسباني، خرج فيليكس مستبدلا، وسط بعض صافرات وصيحات الاستهجان، في مشهد يعكس تماماً مستوى اللاعب هذا الموسم، خاصة وأنه لم يكمل 90 دقيقة في الدوري الإسباني الممتاز سوى مرة واحدة فقط هذا الموسم.
وعندما وصل فيليكس إلى إسبانيا قال إنه يريد أن يترك بصمة كبيرة ويقدم مستويات جيدة، لكن الحقيقة أنه رحل الآن دون أن يقدم ما كان متوقعا من لاعب بهذه القدرات والإمكانيات. هذا لا يعني أنه كان سيئا للغاية، أو أنه هو من يتحمل اللوم على ذلك. يوجه الكثيرون أصابع الاتهام إلى المدير الفني لأتلتيكو مدريد دييغو سيميوني، الذي كان يتعين عليه رعاية موهبة هذا اللاعب الشاب ومساعدته على تقديم أفضل ما لديه داخل المستطيل الأخضر، وهناك عوامل أخرى تؤثر على كل شيء، وتجعل من الصعب للغاية الإجابة عن السؤال الذي يطرحه الجميع في الوقت الحالي وهو: هل سيقدم فيليكس مستويات جيدة مع تشيلسي؟ ربما سيفعل ذلك، وربما لا. لكن في حقيقة الأمر يجب أن يكون السؤال المطروح هو: هل جواو فيليكس لاعب جيد حقاً؟
إنه لاعب جيد بالطبع، لكن من الطبيعي أن تكون هناك بعض الشكوك. وإذا كان هذا اللاعب موهوباً بالفعل، فماذا عن حالته المزاجية مع أتلتيكو مدريد؟ هناك لحظة التقطتها كاميرات التلفزيون خلال لقاء أتلتيكو مدريد أمام سالزبورغ في دوري أبطال أوروبا عام 2020 تلخص هذا الأمر تماما، حيث كان ساؤول نيغيز ويان أوبلاك يتجهان إلى نفق الملعب بين شوطي المباراة عندما قال نيغيز عن فيليكس: «يا له من لاعب. إنه قادر على تغيير نتيجة أي مباراة عندما يريد ذلك. احصل على الكرة وانطلق واستمتع بما تقدمه». رد أوبلاك بكلمات قليلة، لكنها لخصت كل شيء، حيث قال «إنه جيد للغاية».
لكن هذه المحادثة القصيرة تلقي باللوم على فيليكس في حقيقة الأمر، وبالتحديد عبارة «عندما يريد»، وهو ما يعني أن فيليكس يمتلك قدرات وفنيات هائلة لكنه لا يستغلها كما ينبغي. قد يكون من السهل إلقاء اللوم على فيليكس أو على سيميوني، لكن الحقيقة أن هناك عناصر أخرى قد أثرت بالسلب على مسيرة النجم البرتغالي الشاب مع أتلتيكو مدريد، وجعلت المدير التنفيذي للنادي جيل مارين يعلن على الملأ في أوائل ديسمبر (كانون الأول) أن فيليكس متاح في سوق الانتقالات. وقال مارين: «جواو فيليكس هو أكبر رهان لهذا النادي في تاريخه. لديه موهبة تجعله لاعباً من طراز عالمي، لكن العلاقة بينه وبين المدير الفني والدقائق التي لعبها ودوافعه في الوقت الحالي تجعلنا نعتقد أن أفضل شيء يتعين علينا القيام به هو دراسة العروض المقدمة له. أنا شخصيا أفضل أن يستمر معنا، لكنني أعتقد أن اللاعب لديه أفكار أخرى الآن».
وكانت رغبة اللاعب هي الرحيل عن أتلتيكو مدريد والتحرر من الضغوط وتجربة شيء جديد، وربما تتغير الأمور عندما يعود مرة أخرى. احتمالية ألا يكون سيميوني موجوداً في النادي بعد الآن ليست بعيدة عن أذهان الكثيرين الآن. لكن الشيء المؤلم حقا هو أنه لم يكن هناك شعور بالحزن داخل النادي على رحيل فيليكس، بل هناك شعور بأن رحيله أصبح شيئا حتميا. لقد أصبح رحيل اللاعب البرتغالي الشاب هو الحل الأمثل للجميع، وهو ما يعكس ما وصل إليه وضع اللاعب داخل النادي الإسباني. ومع ذلك، لا يمكننا أن نصف رحلة فيليكس مع أتلتيكو مدريد بأنها فاشلة، حتى لو لم يقدم المستويات التي تتناسب مع قيمة الصفقة القياسية.
من المؤكد أن التعاقد مع لاعب يبلغ من العمر 19 عاما ولم يلعب سوى موسم واحد فقط في الدوري الممتاز مقابل 126 مليون يورو يضع ضغوطا هائلة على هذا اللاعب، ويجعل الجميع ينتظرون منه تقديم مستويات استثنائية، ولا يكون هناك الكثير من الصبر عليه. لقد وعد خورخي مينديز، وكيل أعمال فيليكس، مسؤولي أتلتيكو مدريد بأن قيمة اللاعب ستزيد، لكن اللاعب الآن يرحل على سبيل الإعارة، لأن هذا هو الخيار الوحيد المتاح للنادي. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن فيليكس لعب مع أتلتيكو مدريد 131 مباراة، سجل خلالها 34 هدفا وصنع 16 هدفا، وهي حصيلة جيدة، لكنها لا تناسب لاعبا من طراز عالمي.
وتشير الإحصاءات أيضا إلى أن فيليكس لم يسجل أو يصنع أكثر من عشرة أهداف في أي موسم بالدوري الإسباني الممتاز، وهي الأرقام التي لا تتناسب على الإطلاق مع اللاعب الذي وصفه النادي عند التعاقد معه بأنه حامل لواء جيل جديد، ونجم لجيل كامل. وهكذا يعود الأمر بأكمله إلى قيمة الصفقة، فما إن تسأل أي شخص عن رأيه فيما قدمه فيليكس مع أتلتيكو مدريد، فإنه سيحكم على ذلك بناء على المبلغ الذي دفعه النادي للتعاقد معه.
ويجب أن نشير إلى أن سيميوني قد دفع بفيليكس في المركز الذي يفضله، وكان يطلب منه أن يلعب بالطريقة التي يريدها، حتى لو لم يكن ذلك في جميع الأحيان. ومن أصل 134 مباراة كان متاحا للمشاركة فيها، شارك اللاعب البالغ من العمر 23 عاما في 131 مباراة، من بينها 84 مباراة في التشكيلة الأساسية. ويعني هذا أن اللاعب البرتغالي قد حصل على فرصته كاملة، ولعب في أكثر من مركز، حيث دفع به سيميوني في الناحية اليسرى والناحية اليمنى ووسط الملعب، على الرغم من أنه غالبا ما كان يشعر بأنه بعيد جدا عن المرمى. لكن كان هناك شعور دائما بأن هناك شيئا معا يعيق تقدم اللاعب، الذي غاب عن 35 مباراة بسبب الإصابة أو المرض أو الإيقاف.
وفي النصف الأول من الموسم الذي فاز فيه أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني الممتاز، لعب فيليكس في المقدمة بجوار لويس سواريز، الذي أدى التعاقد معه إلى تغيير شكل الفريق، ويمكن القول إنه كان أفضل لاعب في إسبانيا، لكنه تعرض بعد ذلك لإصابة في الكاحل. وبحلول نهاية الموسم، كان بإمكانك اختيار أربعة أو خمسة لاعبين في أتلتيكو مدريد فقط كانوا أفضل منه وأكثر أهمية منه للفريق. وفي الربيع الماضي، لعب فيليكس بشكل رائع، وبدأ يحافظ على مستواه الجيد لفترات طويلة، وبدأ هذا الموسم بثلاث تمريرات حاسمة أمام خيتافي، بعد أن أنهى الموسم الماضي بقوة.
وقال سيميوني خلال الربيع الماضي بتفاؤل حذر: «إنه يفعل كل ما نطلبه منه، ويستغل موهبته جيدا ويعمل بكل قوة. سوف يغضب مني، لكنه سيقدر ذلك بمرور الوقت». وقال سيميوني في بداية هذا الموسم: «تعد أفضل لحظة في مسيرته الكروية. إنه يمتلك موهبة كبيرة، ويرى أشياء لا يراها غيره من اللاعبين، وآمل أن يتمكن من الحفاظ على ذلك. لا يمكنك أن تجبره على إظهار موهبته، لكن يجب أن يأتي هذا بشكل طبيعي، وهو يعمل من أجل ذلك».
لكن بعد ديربي مدريد، لم يعد فيليكس يشارك في التشكيلة الأساسية للفريق، وشعر بأنه تعرض للظلم. وعندما عاد للمشاركة في المباريات، سجل في خمس مباريات متتالية حتى نهاية هذا الأسبوع، عندما تم استبداله مبكرا. وبحلول ذلك الوقت كان قد اتخذ قراره بالرحيل عن النادي. وفي الخريف، عندما كان يشارك لفترات محدودة وبدأ يشعر بالغضب الشديد، وعندما بدأت علاقته بالجمهور تتدهور - احتفل بعد إحراز هدف بوضع إصبعه على شفتيه - كانت النتيجة واضحة، وهي أن هذا اللاعب الموهوب بحاجة للرحيل إلى مكان آخر. وقال سيميوني ساخرا: «كل شيء سيئ يفعله نتيجة لأنني أفعل ما هو أسوأ منه! وكل الإحباط الذي يشعر به يعني أنني لم أتمكن من منحه ما يحتاجه لإظهار الموهبة التي يمتلكها!».



أولمبياد باريس: تحذير من انهيار الرياضيين بسبب الحرارة الشديدة

الحلقات الأولمبية على برج «إيفل» التاريخي خلال بروفة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس على نهر السين يوم 17 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
الحلقات الأولمبية على برج «إيفل» التاريخي خلال بروفة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس على نهر السين يوم 17 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
TT

أولمبياد باريس: تحذير من انهيار الرياضيين بسبب الحرارة الشديدة

الحلقات الأولمبية على برج «إيفل» التاريخي خلال بروفة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس على نهر السين يوم 17 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
الحلقات الأولمبية على برج «إيفل» التاريخي خلال بروفة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس على نهر السين يوم 17 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

حذّر تقريرٌ جديدٌ مدعومٌ من علماء مناخ ورياضيين، الثلاثاء، من مخاطر درجات الحرارة المرتفعة للغاية في أولمبياد باريس هذا العام، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأفاد تقرير «حلقات النار» (رينغز أوف فاير) وهو تعاون بين منظمة غير ربحية تُدعى «كلايمت سنترال» وأكاديميين من جامعة بورتسموث البريطانية، و11 رياضياً أولمبياً، بأن الظروف المناخية في باريس قد تكون أسوأ من الألعاب الأخيرة في طوكيو عام 2021.

وحذّر التقرير من أن «الحرارة الشديدة في أولمبياد باريس في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) 2024 قد تؤدي إلى انهيار المتسابقين، وفي أسوأ السيناريوهات الوفاة خلال الألعاب».

ويُضاف هذا التقرير إلى عددٍ كبيرٍ من الدعوات من رياضيين لضبط الجداول الزمنية ومواعيد الأحداث، لمراعاة الإجهاد البدني الناجم عن المنافسة في درجات حرارة أعلى بسبب الاحتباس الحراري.

ومن المقرّر أن يُقام أولمبياد باريس في الفترة التي عادة ما تكون الأشدّ حرارة في العاصمة الفرنسية، التي تعرّضت لسلسلة من موجات الحر القياسية في السنوات الأخيرة.

وتوفي أكثر من 5 آلاف شخص في فرنسا نتيجة للحرارة الشديدة في الصيف الماضي، عندما سُجّلت درجات حرارة محلية جديدة تجاوزت 40 درجة مئوية في جميع أنحاء البلاد، وفقاً لبيانات الصحة العامة.

وتُشكّل الأمطار حالياً مصدر قلقٍ أكبر للمنظّمين؛ حيث تؤدي الأمطار في يوليو وأغسطس إلى تيارات قوية غير عادية في نهر السين، وتلوّث المياه.

ومن المقرّر أن يحتضن نهر السين عرضاً بالقوارب خلال حفل الافتتاح في 26 يوليو، بالإضافة إلى سباق الترايثلون في السباحة والماراثون، في حال سمحت نوعية المياه بذلك.

يقول المنظّمون إن لديهم مرونة في الجداول الزمنية، ما يمكّنهم من نقل بعض الأحداث، مثل الماراثون أو الترايثلون لتجنّب ذروة الحرارة في منتصف النهار.

لكن كثيراً من الألعاب ستُقام في مدرجات موقتة تفتقر إلى الظل، في حين بُنيت قرية الرياضيين من دون تكييف، لضمان الحد الأدنى من التأثير البيئي السلبي.

وأشار التقرير إلى قلق الرياضيين من اضطرابات النوم بسبب الحرارة؛ خصوصاً بالنظر إلى عدم وجود تكييف في القرية الأولمبية.

وعُرِضت فكرة إمكانية تركيب وحدات تكييف الهواء المحمولة في أماكن إقامة الرياضيين على الفرق الأولمبية، وهي فكرة وافقت فرق كثيرة عليها.