هل تُخفف مبادرات توزيع المواد الغذائية من تبعات الغلاء بمصر؟

إحاطة برلمانية لدعم بطاقات التموين... وفتاوى تُحذر من احتكار السلع المدعمة

علي المصيلحي وزير التموين المصري (وزارة التموين بمصر)
علي المصيلحي وزير التموين المصري (وزارة التموين بمصر)
TT

هل تُخفف مبادرات توزيع المواد الغذائية من تبعات الغلاء بمصر؟

علي المصيلحي وزير التموين المصري (وزارة التموين بمصر)
علي المصيلحي وزير التموين المصري (وزارة التموين بمصر)

تتواصل الجهود الحكومية في مصر لتخفيف تبعات أزمة الغلاء، وسط فتاوى دينية تحذر من احتكار السلع المدعمة، ومطالب برلمانية بدعم بطاقات التموين بمبالغ إضافية. بعد ساعات من إعلان الحكومة المصرية البدء في توفير الخبز المُدعم بسعر حر لغير المشمولين في منظومة دعم الخبز، وذلك من خلال توفير كروت ذكية مدفوعة مُسبقاً يحق لحاملها الحصول على ما يعادل 10 إلى 20 رغيف خبز بسعر التكلفة.
وأطلقت مبادرة «حياة كريمة»، الأربعاء، المرحلة الرابعة من قوافل مبادرة «وصل الخير»، التي تستهدف توزيع 200 ألف صندوق مواد غذائية على عدد من المحافظات المصرية، في إطار خطة الحماية الاجتماعية للمؤسسة وتقديم الدعم الغذائي في مختلف المحافظات، وذلك بتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بدعم الفئات الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقاً. وتستهدف المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» تطوير 4584 قرية مصرية، وتحسين جودة حياة نحو 60 في المائة من سكان مصر، بتكلفة تتجاوز قيمتها 700 مليار جنيه.
وعلى الصعيد البرلماني، دعا طلب إحاطة لكل من رئيس الوزراء المصري ووزير التموين والتجارة الداخلية ووزير المالية في مصر، تقدمت به النائبة سناء السعيد إلى «زيادة الدعم النقدي على بطاقة التموين إلى 150 جنيهاً بدلاً من قيمته الحالية المحددة بـ50 جنيهاً».
وأفادت النائبة، في طلب إحاطتها، بأن «الحكومة قامت بتحويل الدعم العيني إلى نقدي على بطاقة التموين وتم تحديده بـ50 جنيهاً لكل مستفيد، وكان هذا المبلغ، قبل الارتفاع الأخير للأسعار، يمكنه شراء بعض السلع الأساسية، لكن بعد موجة التضخم وتحرير سعر الصرف وارتفاع الأسعار بشكل كبير، تناقصت قيمة هذا المبلغ الفعلية».
في السياق ذاته، حذرت دار الإفتاء المصرية من «الاستيلاء على السلع المدعمة واحتكارها وبيعها في السوق السوداء». وقالت، في فتوى لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن «الحصول على السلع المدعمة بغير استحقاق، أو الاستيلاء عليها بطريقة غير مشروعة، أو بيعها في السوق السوداء، أو احتكارها حرام شرعاً، وكبيرة من كبائر الإثم».
واعتبرت دار الإفتاء أن «الاستيلاء على السلع المدعمة واحتكارها وبيعها في السوق السوداء يعد إضراراً واعتداء على أموال المستحقين، وعلى المال العام، وأكلاً لأموال الناس بالباطل». وتابعت: «مَن يقم بالاستيلاء على السلع المدعمة واحتكارها وبيعها في السوق السوداء، يستحق العقوبة القانونية المقررة».
مدحت إسماعيل، الخبير الاقتصادي في مصر، يعتبر أن «التحركات والمبادرات وفتاوى تحريم الاحتكار، جزء من الحلول للتصدي لموجة الغلاء، لكن لا بد من حلول ملموسة على الأرض، بضبط الأسواق في ظل الغلاء المتصاعد»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الغلاء سوف يأخذ دورته لحين استقرار سعر الصرف، لكن علينا مواصلة الرقابة على الأسواق وضبط الأسعار، وتغليظ العقوبات على المخالفين من التجار».



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.