الراعي يدعو السياسيين لإخراج البلاد من أزمتها عبر انتخاب رئيس

الاتفاق النووي الإيراني يعمّق التباعد بين القوى السياسية في لبنان

الراعي يدعو السياسيين لإخراج البلاد من أزمتها عبر انتخاب رئيس
TT

الراعي يدعو السياسيين لإخراج البلاد من أزمتها عبر انتخاب رئيس

الراعي يدعو السياسيين لإخراج البلاد من أزمتها عبر انتخاب رئيس

لا تزال قراءات القوى السياسية اللبنانية لنتائج الاتفاق النووي الإيراني وانعكاساته على لبنان، متباعدة، سواء المتحفّظ منها أو المؤيد لهذا الاتفاق، وبدل أن يؤسس هذا الاتفاق إلى تقارب بين القوى المتخاصمة، عمّق من التباعد بينها في ظل غياب أي مؤشر إيجابي له، أقلّه بما يتعلّق بالاستحقاق الملحّ جدًا، وهو انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء شغور موقع الرئاسة المتمادي منذ نحو 14 شهرًا.
المقاربات المتباينة من الاتفاق النووي الإيراني، لا تزال على حالها؛ إذ رأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية، النائب نضال طعمة، أن «الاتفاق الأميركي - الإيراني، لن يقدم أو يؤخر شيئًا في المعادلة اللبنانية». وقال في تصريح له: «إذا كان البعض يجتهد ليصور نفسه المنتصر من خلال الاتفاق، والبعض الآخر يسوق ليظهر عدم خسارته من جراء إبرام الاتفاق، فإن الساحة اللبنانية لا تحتاج إلى اتفاق الغرباء، بقدر ما تحتاج إلى اتفاق أبنائها، كما أنها لا تتأثر بمكاسب هذا أو ذاك، لأن الكل لا ينظر إلى مصالحها قبل مصالحه، وهم يعتبرون البلد برمته، ورقة يقامرون بها هنا، ويراهنون عليها هناك».
بدوره اعتبر السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي، أن الاتفاق النووي للجمهورية الإسلامية يعتبر «انتصارًا لكل دول المنطقة، ولكن ليس من جهة وصول الشعب الإيراني لحقوقه في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية، بل من خلال تسجيل سابقة وموقف، وهو أن الشعوب والدول إذا ثابرت وتابعت مقاومتها وتمسكها بحقوقها، فإنها سوف تصل إلى أهدافها المرجوة والمطلوبة». وقال السفير الإيراني في تصريح له، إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية كعضو في منظمة دول العالم الإسلامي وعضو في دول الشرق الأوسط تعتبر هذا الانتصار سابقة وسببًا لافتخار كل المنطقة». وشدد على أن «الاتفاق يرفع العقوبات الاقتصادية المجحفة وغير العادلة بحق إيران، وهذا الأمر يمكن أن يكون له تداعيات إيجابية على التبادلات الاقتصادية بين إيران ودول المنطقة، ولا شك أن تقوية الاقتصاد في المنطقة يصب في مصلحة دولها وشعوبها».
السفير الإيراني لفت إلى أن «المباحثات لحل المشكلة النووية بين إيران ودول الـ(5+1)، التي كانت بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ليس لها أي علاقة بالمسائل الأخرى العالقة بين الطرفين، فإيران لا ترى أي تغيير في العلاقة مع الولايات المتحدة، وأي تحسن أو تغيير لاحق لا يمكن أن يكون إلا بعد أن تتخلى أميركا عن أنانيتها في التعامل مع إيران وتعترف بكامل حقوقها وتحترمها وتتعامل مع الدول على قاعدة الاحترام المتبادل».
من جهته، لفت «حزب الله» على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي، الشيخ نبيل قاووق، أنه (حزب الله) بعد الاتفاق النووي الإيراني، وعلى الرغم من كل حروب التكفيريين، هو نفسه اليوم كما كان بالأمس، وسيكون غدًا وبعد كل يوم حزب المقاومة ونصرة فلسطين وحماية لبنان من كل خطر أكان إسرائيليًا أو تكفيريًا على السواء».
ومع استمرار الفراغ الرئاسي وانعكاساته السلبية على كل المؤسسات الدستورية في لبنان، رفع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الصلاة إلى الله، لأن «يلهم المسؤولين السياسيين في لبنان، القرار الجريء والشجاع والمتجرد، فيخرجوا البلاد من أزمتها السياسية بانتخاب رئيسٍ للجمهورية لكي تعود للمؤسسات الدستورية حياتها». وفي عظته التي ألقاها خلال قداس الأحد أمس دعا الراعي أن «يتم وضع حد للحروب والأزمات وموجات العنف والإرهاب، الحالية في فلسطين والعراق ومصر وسوريا واليمن وليبيا، وسواها، وأن يصل المسؤولون الإقليميون والدوليون إلى إيجاد الحلول السياسية والدبلوماسية، من أجل إحلال سلام عادل وشامل ودائم».



بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

TT

بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)

نفى الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أن يكون قد غادر سوريا «بشكل مخطَّط له كما أُشيع»، مؤكداً: «بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)».

وأوضح الأسد، في بيان منسوب إليه نشرته حسابات تابعة للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي: «مع تمدد (الإرهاب) داخل دمشق، انتقلتُ بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها».

وأضاف: «عند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبيَّن انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش. ومع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسيّر، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر».

وتابع: «مع سقوط الدولة بيد (الإرهاب)، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارغاً لا معنى له، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه».

وأضاف الأسد في البيان: «لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل عددت نفسي صاحب مشروع وطني أستمدّ دعمه من شعب آمنَ به».

وأعلنت المعارضة السورية، يوم الأحد 8 ديسمبر، أنها حررت دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد الذي امتد 24 عاماً. وورد في بيان المعارضة على شاشة التلفزيون الرسمي: «تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد».

وأضافت المعارضة أنه جرى إطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما كشف ضابطان كبيران بالجيش السوري عن أن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، قبل أن يعلن الكرملين أن «الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو»، مضيفاً: «منحتهم روسيا اللجوء لدواعٍ إنسانية».

وشكَّلت المعارضة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكومة انتقالية مؤقتة برئاسة محمد البشير، حتى الأول من مارس (آذار) 2025.