جدل في تونس حول مصير حكومة الصيد.. والسبسي و{النهضة} ضد إسقاطها

وزير شؤون الرئاسة التونسي لـ«الشرق الأوسط»: رئيس البرلمان في لندن للتنسيق الأمني وإرجاع السياح

صورة ترجع إلى يوم 8 يوليو الحالي لرئيس الحكومة التونسية الصيد لدى حضوره جلسة مجلس النواب لتوضيح أسباب اتخاذ الحكومة لقانون الطوارئ (أ.ب)
صورة ترجع إلى يوم 8 يوليو الحالي لرئيس الحكومة التونسية الصيد لدى حضوره جلسة مجلس النواب لتوضيح أسباب اتخاذ الحكومة لقانون الطوارئ (أ.ب)
TT

جدل في تونس حول مصير حكومة الصيد.. والسبسي و{النهضة} ضد إسقاطها

صورة ترجع إلى يوم 8 يوليو الحالي لرئيس الحكومة التونسية الصيد لدى حضوره جلسة مجلس النواب لتوضيح أسباب اتخاذ الحكومة لقانون الطوارئ (أ.ب)
صورة ترجع إلى يوم 8 يوليو الحالي لرئيس الحكومة التونسية الصيد لدى حضوره جلسة مجلس النواب لتوضيح أسباب اتخاذ الحكومة لقانون الطوارئ (أ.ب)

أورد رضا بالحاج وزير شؤون الرئاسة وكبير مستشاري الرئيس التونسي أن رئيس البرلمان التونسي وزعيم حزب الأغلبية الحاكمة (نداء تونس) محمد الناصر يقوم بزيارة عمل اليوم إلى لندن برفقة وفد كبير من البرلمانيين ورجال الأعمال والسياسيين والإعلاميين ومسؤولي القطاع السياحي، بهدف عقد لقاءات مع البرلمانيين والرسميين ومؤسسات المال والأعمال والسياحة والرحلات في بريطانيا، في محاولة «لاحتواء المضاعفات السلبية لعملية منتجع سوسة السياحي يوم 26 من الشهر الماضي والتي تسببت في سقوط 38 قتيلا بينهم 30 سائحا بريطانيا وإصابة 40 آخرين بجراح.
وكان رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أجرى قبل أيام مكالمة هاتفية مع نظيره البريطاني كامرون لتعزيته باسم تونس عن الضحايا البريطانيين ولدعوة لندن إلى تطوير تعاونها مع تونس في المجالين الأمني والسياسي في سياق الحرب العالمية على الإرهاب والتنظيمات المسلحة المتشددة. كما أعلن الحبيب الصيد خلال تصريحات لعدد من وسائل الإعلام التونسية والبريطانية أن تونس تحترم قرار بريطانيا ترحيل سياحها من تونس مؤقتا، لكنها تدعوها إلى عدم الوقوع في فخ استراتيجية الإرهابيين الذين يريدون توجيه ضربة استراتيجية للسياحة والاقتصاد التونسيين.
وبشأن الجدل حول إقالة رئيس الحكومة، واحتمال إعلان رئيس الجمهورية التونسي الباجي قائد السبسي عن تغيير الحبيب الصيد أو طاقم كبير من وزرائه، استبعد وزير شؤون الرئاسة في تونس رضا بالحاج لـ«الشرق الأوسط» هذا السيناريو وأطنب في التنويه بخبرة الحبيب الصيد. وأورد أنه «يكاد يكون رجل الدولة الوحيد في تونس حاليا القادر على تفعيل عمل الإدارة مركزيا وجهويا ومحليا وعلى فهم الشواغل التنموية للتونسيين في المدن والمناطق المهمشة التي عمل به وخبرها مطولا، فضلا عن خصاله باعتباره مسؤولا سابقا عن وزارة الداخلية ومستشارا أمنيا لرئاسة الحكومة، وسبق له أن تولى حقائب وزارية تنموية وسياسية كثيرة، من بينها الزراعة والبيئة والتنمية الجهوية». كما نوه رضا بالحاج بقدرة الحبيب الصيد على التعاون مع كل الفرقاء في الأطراف الوطنية الحزبية والسياسية من النداء إلى النهضة وبقية الشركاء في الائتلاف الحاكم والمعارضة والنقابات.
واعتبر رضا بالحاج أن «من بين نقاط القوة في رئيس الحكومة الحالي الحبيب الصيد التوافق التام مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس البرلمان زعيم حزب الأغلبية الحاكمة محمد الناصر.. أي أن التوافق بين الرؤساء الثلاثة متميز». وذكر بالحاج بكون الدستور الحالي يعطي صلاحيات كبيرة جدا لرئيس الحكومة وللبرلمان وأخرى لرئيس الجمهورية ومن بين أكبر المخاطر التي قد تشل البلاد في صورة مغادرة الحبيب الصيد لرئاسة الحكومة أن تتعرض مؤسسات الدولة لنوع من الشلل بسبب تضارب النفوذ والخيارات والتوجهات بين رأسي السلطة التنفيذية في قرطاج والقصبة. كما تحتاج تونس إلى ما لا يقل عن 6 أشهر لتتوصل الأحزاب الكبرى في البرلمان والمعارضة إلى توافق على شخصية جديدة ترأس الحكومة بعد توافقها على الحبيب الصيد الذي اختاره حزب الباجي قائد السبسي وسبق أن عمل وزيرا في حكومة الترويكا بزعامة حمادي الجبالي فضلا عن كونه تولى حقائب وزارية تنموية في عهد زين العابدين بن علي.
على صعيد آخر نوه الوزير بالحاج في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» بمشروع رئاسي للمصالحة الاقتصادية والمالية الشاملة، صادق عليه مجلس الوزراء التونسي مؤخرا، من بين أهدافه وقف المحاكمات والتتبعات لآلاف من كبار المسؤولين السابقين في الدولة والإدارة ورجال الأعمال المتهمين بـ« الفساد». وأوضح بالحاج أن رئاسة الجمهورية والحكومة يتوقعان أن يساهم هذا القانون الجديد في تشجيع آلاف المواطنين على تسوية قضاياهم المالية وعلى جلب مدخراتهم من العملة الصعبة خارج الوطن، «وهو ما سوف يساهم في عودة كمية هائلة من أموال التونسيين في الخارج بما يضمن مصالح كل الأطراف مع تحسين السيولة في تونس والتشجيع على الادخار والاستثمار والحد من مضاعفات الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تونس، والتي توشك أن تستفحل بعد الهجمات الإرهابية».
وأوضح بالحاج إلى كون الأمر لا يتعلق بـ«قضايا عائلات الرئيس الأسبق بن علي ولا بالأملاك المصادرة والأموال المهربة ولكن بقضايا الموظفين السامين والوزراء من جهة ورجال الأعمال من جهة ثانية».
وأوضح بالحاج بكون المقصود بقانون المصالحة الوطنية تنفيذ التزامات سابقة من قبل الرئيس الباجي قائد السبسي مع ناخبيه، ومع الرأي العام الوطني في ما يتعلق بالمصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي.
وأشار الوزير مدير الديوان الرئاسي إلى كون الرئيس الباجي قائد السبسي وغالبية كبار الساسة في الائتلاف الحاكم وخارجه أصبحوا مقتنعين أن تونس خسرت فرصا كبيرة للتنمية والاستثمار وتشغيل الشباب ومعالجة معضلات المناطق المهمشة بسبب «الهرسلة» التي يتعرض لها آلاف الموظفين ورجال الأعمال والمواطنين منذ الثورة والتي يمكن أن يمكن أن تمتد أكثر مع ما يعنيه ذلك من بقاء مشتبه فيهم بالجملة عرضة للتتبعات العدلية والمحاكمات والمضايقات وبينها الحرمان من جواز السفر على الرغم من عدم حصول غالبية المتهمين على منافع مادية شخصية لكن مخالفتهم الكبرى هي «تطبيق تعليمات» رؤسائهم في الشغل وبينها تعليمات رئاسية غير قانونية وغير موثقة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».