مصر تعزز علاقتها الاقتصادية بإيطاليا بعد استهداف لمصالحها في القاهرة

وزير الصناعة والتجارة لـ «الشرق الأوسط»: روما على قناعة برؤيتنا لأمن دول حوض المتوسط

مصر تعزز علاقتها الاقتصادية بإيطاليا بعد استهداف لمصالحها في القاهرة
TT

مصر تعزز علاقتها الاقتصادية بإيطاليا بعد استهداف لمصالحها في القاهرة

مصر تعزز علاقتها الاقتصادية بإيطاليا بعد استهداف لمصالحها في القاهرة

قال وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، منير فخري عبد النور، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن بلاده «ستوقع عقودا في مجالي التنقيب عن البترول، والارتقاء بكفاءة محطات توليد الكهرباء»، خلال زيارة رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، للعاصمة الإيطالية روما مقرر لها الأربعاء المقبل، بعد نحو أسبوعين على استهداف مصالح إيطالية في القاهرة، في عملية إرهابية قالت السلطات المصرية إن «هدفها توتير العلاقات بين البلدين». وأشار عبد النور إلى أن إيطاليا من بين أكثر الدول قناعة برؤية بلاده للأمن القومي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط.
واستهدف تنظيم متشدد مبنى القنصلية الإيطالية في العاصمة المصرية في 11 يوليو (تموز) الجاري، بسيارة مفخخة في أول عملية إرهابية ضد مصالح غربية في البلاد. وأسفرت العملية الإرهابية عن مقتل مواطن وإصابة آخرين. وقالت السلطات المصرية إن العملية جاءت في مسعى لقطع الطريق على تطور العلاقات بين القاهرة وروما. وزار باولو جينتيلوني وزير خارجية إيطاليا، القاهرة، بعد أيام من حادث تفجير القنصلية الإيطالية، وأكد وقوف بلاده إلى جانب مصر في حربها على الإرهاب.
وقال عبد النور إنه «من الزاوية السياسية علينا أن نتذكر أن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي كان أول سياسي غربي يحضر إلى مصر (بعد ثورة 30 يونيو قبل عامين) لتأييدها سياسيا، كما حرص أيضا على المشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ في مارس (آذار) الماضي».
وأضاف وزير الصناعة والتجارة أن زيارة محلب «تكتسب أهمية كبيرة حيث تأتي في توقيت هام تحرص فيه مصر وإيطاليا على اتخاذ خطوات جدية في دفع سبل تعزيز مجالات التعاون التجاري والاقتصادي المشترك بين البلدين».
ومن المقرر أن تستغرق زيارة محلب لإيطاليا ثلاثة أيام، حيث يعقد لقاءات مع كبار المسؤولين بالحكومة وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإيطالي، والرئيس سيرجيو ماتاريلا، ووزيرة الدفاع روبيرتا بينوتي، ووزير الخارجية.
وأوضح عبد النور أن أول زيارة يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة غربية كانت إيطاليا، مشيرا إلى أن السيسي طرح في تلك الزيارة رؤية مصر للأمن القومي لأوروبا لا يقبل الانفصال عن الأمن القومي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط.. و«إيطاليا كانت على قناعة بتلك الرؤية».
وأضاف عبد النور أنه «بالإضافة للأهمية السياسية للعلاقات بين مصر وإيطاليا هناك أيضا أهمية اقتصادية، فإيطاليا تعد الشريك التجاري الثالث لمصر بعد الصين والولايات المتحدة الأميركية، وهي بوابة صادراتنا إلى أوروبا، خاصة الصادرات الزراعية».
وأشار عبد النور أيضا إلى أن بلاده، التي تعاني من أزمات في مجالات الطاقة، تسعى للاستفادة من الخبرات الإيطالية في مجال التنقيب عن البترول وتطوير كفاءة محطات توليد الكهرباء، مؤكدا أن مصر ستوقع عقودا في المجالين خلال الزيارة المرتقبة.
وأضاف الوزير أنه من المقرر أن يشهد رئيس الوزراء المصري توقيع إعلان نوايا بين كل من الحكومة المصرية والإيطالية بشأن سبل تطوير التعاون بين البلدين، من خلال إمداد الشركات الصغيرة والمتوسطة بالتدريب والمساعدات التقنية وتبادل الخبرات الفنية بما يسهم في تطوير التجمعات الصناعية المصرية وتسهيل شراكاتها مع نظيراتها الإيطالية على أن يتضمن قيام الجانب الإيطالي بإنشاء مركز تكنولوجي متخصص في تصميم وإنتاج الأثاث «مدينة الأثاث الجديدة بدمياط» والمجهز بأحدث التقنيات الإيطالية ليكون إحدى الوسائل الفاعلة في تقديم الخدمات والتسهيلات اللازمة لتعزيز الصناعات الصغيرة والمتوسطة في مصر.
وأشار الوزير المصري إلى أن محلب سيعقد اجتماعا مع نحو 15 من كبار مسؤولي الشركات الإيطالية العاملة في قطاع السيارات ومكوناتها لاستعراض الاستراتيجية الجديدة لقطاع السيارات ومكوناتها في مصر، كما سيترأس اجتماع مجلس الأعمال المصري الإيطالي لدراسة فرص الاستثمار في مصر.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».