يتطلع مانشستر يونايتد إلى اقتناص المركز الثالث بجدول الدوري الممتاز الانجليزي عندما يحل بمعنويات مرتفعة على كريستال بالاس اليوم في مباراة مؤجلة بينهما بسبب كأس العالم التي أقيمت بقطر ما بين نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) 2022.
ويحتل نيوكاسل المركز الثالث بفارق الأهداف عن مانشستر يونايتد ولكل منهما 38 نقطة بفارق نقطة واحدة عن سيتي الثاني وتسع نقاط عن أرسنال المتصدر.
ويدخل يونايتد مباراة اليوم منتشيا بالانتصار الذي حققه السبت على غريمه سيتي حامل اللقب في ديربي مدينة مانشستر 2-1، لكن المهمة لن تكون سهلة أمام كريستال بالاس الذي يحتل المركز الثاني عشر برصيد 22 نقطة والذي اعتاد على تشكيل خطر على فرق القمة بالمسابقة.
وينتظر أن يمنح إريك تن هاغ المدير الفني الهولندي ليونايتد الفرصة اليوم لمواطنه الوافد الجديد فوت فيغورست على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي، وربما يكون ذلك على حساب مهاجمه المتألق ماركوس راشفورد مسجل هدف الفوز في مرمى سيتي، لإراحته بعد أن خرج قبل نهاية مباراة الديربي وهو يعاني من إصابة عضلية.
وهز راشفورد الشباك للمباراة التاسعة على التوالي على أرض يونايتد بجميع المسابقات ليؤكد أنه المهاجم الأبرز والأهم بالفريق هذا الموسم، لكن ربما لا يغامر تن هاغ بإشراكه اليوم تحسبا للمواجهة الصعبة المقبلة أمام أرسنال متصدر الترتيب.
وضم يونايتد فيغورست الجمعة على أمل أن يكون حلا مؤقتا في خط الهجوم بعد فك الارتباط مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قبل نهائيات كأس العالم. وقال المهاجم الهولندي الدولي البالغ من العمر 30 عاما: «لقد لعبت ضد يونايتد في الماضي ومن الرائع أن تتاح لي الفرصة الآن لارتداء قميصه الأحمر الشهير... لقد رأيت التقدم الذي طرأ على الفريق تحت قيادة (المدرب) تن هاغ هذا الموسم، ولا أطيق الانتظار لبدء أداء دوري في دفع الفريق لتحقيق أهدافه. مهما حدث في الأشهر القليلة المقبلة يمكنني أن أعد ببذل أقصى ما لدي للنادي».
وقضى فيغورست النصف الأول من الموسم مع بشيكتاش معارا من بيرنلي الإنجليزي، حيث سجل تسعة أهداف في 18 مباراة في كافة المسابقات، وكشف النادي التركي أنه حصل على 2.83 مليون يورو (3.06 مليون دولار) من صفقة إعارته المهاجم الهولندي إلى يونايتد.
وانضم فيغورست إلى بيرنلي في يناير (كانون الثاني) 2022 مقابل 12 مليون جنيه إسترليني (14.68 مليون دولار) لكنه لم يمنع الفريق من الهبوط من الدوري الممتاز في مايو (أيار) الماضي. ويبدو أن مانشستر يونايتد بقيادة إريك تن هاغ تعلم كيف يتغلب على أوقات المعاناة الصعبة بعد سنوات من الاستسلام للهزيمة، وهناك اعتقاد بأن الفريق يمكن أن يكون أفضل ويصل إلى مستويات أعلى في حال استغلال القدرات الحقيقية للاعبين من خلال اللعب الجماعي والتعاون الكبير بينهم.
وفي مباراة الديربي أمام مانشستر سيتي، كان لاعبو يونايتد منظمين للغاية وأظهروا انضباطا غير مسبوق لمدة 90 دقيقة ليحققوا الفوز على حامل اللقب الذي لم يسدد سوى كرة وحيدة فقط على المرمى، وهي الكرة التي أحرز منها جاك غريليش هدفهم الوحيد في الدقيقة 60. صحيح أن مانشستر سيتي لم يكن في أفضل حالاته، لكن يونايتد هو الذي حد كثيرا من خطورته من خلال الدفاع المحكم.
وأثبت دفاع يونايتد صلابته بعدما نجح في عزل المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند، الذي سجل 21 هدفا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، حيث أوقفوا خطورته تماما فلم يحدث أي تهديد للحارس ديفيد دي خيا. وعاد لخط وسط يونايتد التماسك بفضل البرازيليين كاسيميرو وفريد اللذين بذلا مجهودا خرافيا ولم يتوقفا عن الركض طوال فترات اللقاء، فلم يجد منافسوهما في سيتي أي مساحات للاختراق. وفي خط الهجوم، كان يونايتد يضغط كوحدة واحدة مكونة من أربعة لاعبين لمنع مدافعي سيتي من التقدم للأمام أو بناء الهجمات بشكل جيد من الخلف. وعلاوة على ذلك، فإن المجهود الخرافي الذي بذله كل من ماركوس راشفورد، والبرتغالي برونو فرنانديز، والفرنسي أنطوني مارسيال، والدنماركي كريستيان إريكسن وعودتهم لمساندة خط الدفاع وخط الوسط منحا يونايتد الكثير من الخيارات للضغط على منافسهم واختراق صفوفه بسهولة.
في السابق، كان لاعبو يونايتد يحبون أو يكرهون مديرهم الفني، لكن نادرا ما كنا نرى احتراما متبادلا بين الطرفين. وتحت قيادة المديرين الفنيين السابقين، فإن التأخر في النتيجة بهدف واحد كان من الممكن أن يجعل اللاعبين يشعرون بالاستسلام، لكن تحت قيادة تن هاغ أصبح الفريق لديه ثقة حقيقية في إمكاناته وقدراته، وقبل كل شيء في مدربهم.
وقال لوك شو: «في المباريات الكبيرة ضد مانشستر سيتي، يعلم الجميع أنهم سيعانون لفترات طويلة، لأن لاعبي المنافس يجيدون الاحتفاظ بالكرة بشكل جيد للغاية. لكننا كنا مستعدين لذلك، وكان يتعين على الجميع أن يكونوا جاهزين بنسبة 100 في المائة، حتى أولئك الذين كانوا يجلسون على مقاعد البدلاء. لقد أوضح المدير الفني ذلك قبل بداية المباراة. لقد تعلمنا الكثير من مباراة الذهاب التي لعبناها أمامهم في أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي حين استقبلت شباكنا ثلاثة أهداف في 10 دقائق، الفوز عليهم يُظهر أننا نسير في الاتجاه الصحيح».
ويعد لوك شو نفسه خير مثال على التقدم الذي طرأ على مستوى مانشستر يونايتد تحت قيادة تن هاغ، ففي بداية الموسم لم يكن يشارك في التشكيلة الأساسية، حتى في مركزه الأصلي كظهير أيسر، لكنه منذ ذلك الحين أثار إعجاب تن هاغ بسلوكه وأدائه، وقدم مستويات رائعة في مركز قلب الدفاع، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني الهولندي يدفع به إلى جانب الفرنسي رفائيل فاران أمام مانشستر سيتي، على حساب لاعبين دوليين آخرين مثل هاري ماغواير، والأرجنتيني ليساندرو مارتينيز، والسويدي فيكتور لينديلوف. ويرى تن هاغ أن شو كان أفضل من يستطيع مراقبة المهاجم النرويجي العملاق إيرلينغ هالاند.
وعلى مدار فترات طويلة جدا، كان مانشستر يونايتد يعتمد على المهارات الفردية لأبرز نجومه لحسم نتائج المباريات، لكن تن هاغ أعطى أولوية قصوى للعب الجماعي، بالإضافة إلى أن الصلابة الدفاعية في الخلف تجعل المهاجمين يلعبون بثقة كبيرة في الأمام، فعندما يعرف المهاجم أن خط الدفاع من خلفه قوي وآمن، فإن ذلك يزيل الكثير من الضغوط من على كاهله.
وعلى الرغم من أن ماركوس راشفورد، الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة، قد تعرض للإصابة في الشوط الأول، فإنه فضل الاستمرار في الملعب حتى الدقائق الأخيرة، في مشهد يعكس وجود مستوى إضافي من الالتزام، لم يكن موجودا في السابق.
كما أن يونايتد بات يعد لكل مباراة خطة تختلف عن سابقتها حسب قوة المنافس، ففي المباراة السابقة على ملعب «أولد ترافورد» التي فاز فيها على بورنموث بثلاثية نظيفة، كان هو المتحكم تماما في إيقاع اللقاء، وسدد لاعبوه 18 كرة على المرمى، ولم يتمكن المنافس من التعامل مع خط الهجوم الخطير للشياطين الحمر. ويُظهر هذا أن تن هاغ لديه خطط مختلفة لكل مباراة، بناء على نقاط القوة والضعف لدى الفريق المنافس.
لقد تمكن مانشستر يونايتد من تحقيق الفوز على ليفربول في أغسطس (آب)، وعلى أرسنال في سبتمبر (أيلول) على ملعب «أولد ترافورد»، على الرغم من أن ليفربول وأرسنال كانا هما الأكثر استحواذا على الكرة. لكن يونايتد أصبح يشعر براحة أكبر، ولم يعد يحاول تقليد أو محاكاة المفهوم التاريخي المتمثل في «اللعب بنفس طريقة السير أليكس فيرغسون». وكلما تمكن مانشستر يونايتد من تحقيق الفوز على الأندية التي تنافس على المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للمشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا، اقترب من المنافسة على لقب الدوري، ومن الواضح للجميع أن الفريق الآن يجيد اللعب أمام الكبار. خلال الموسم الماضي، خسر يونايتد أمام مانشستر سيتي وليفربول بسهولة على ملعب «أولد ترافورد»، وهو الأمر الذي كان يعكس الفجوة الهائلة مع هذين الناديين. لكن خلال الموسم الجاري، كان برايتون هو الفريق الوحيد الذي تمكن من الحصول على ثلاث نقاط من ملعب «مسرح الأحلام»، وكان ذلك في الجولة الافتتاحية للموسم، قبل أن يغرس تن هاغ فلسفته التدريبية في نفوس لاعبيه.
وخلال الموسم الماضي بالكامل حقق مانشستر يونايتد 20 انتصارا، لكنه تجاوز هذا العدد من الانتصارات الآن، ومن الواضح للجميع أن هناك تقدما ملحوظا في أداء ونتائج الفريق بفضل الانضباط الذي فرضه تن هاغ على اللاعبين والذي يأمل الرجل الهولندي في تكريسه خلال فترة ولايته ليضع النادي على الطريق الصحيح.
يونايتد يواجه كريستال بالاس اليوم متطلعاً للانفراد بالمركز الثالث
تن هاغ فرض الانضباط فعادت الثقة بإمكانية المنافسة على قمة الدوري الإنجليزي مجدداً
يونايتد يواجه كريستال بالاس اليوم متطلعاً للانفراد بالمركز الثالث
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة