العليمي يحذر المجتمع الدولي من خطورة الإذعان لابتزاز الحوثيين

أكد التزام اليمن نهج السلام العادل والشامل والشراكة في السلطة

العليمي يلتقي سفير الاتحاد الأوروبي في الرياض أمس (سبأ)
العليمي يلتقي سفير الاتحاد الأوروبي في الرياض أمس (سبأ)
TT

العليمي يحذر المجتمع الدولي من خطورة الإذعان لابتزاز الحوثيين

العليمي يلتقي سفير الاتحاد الأوروبي في الرياض أمس (سبأ)
العليمي يلتقي سفير الاتحاد الأوروبي في الرياض أمس (سبأ)

جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الثلاثاء، التزام بلاده نهج السلام العادل والشامل والشراكة في السلطة والثروة، محذراً المجتمع الدولي من خطورة الإذعان لابتزاز الميليشيات الحوثية، مع تشديده على أهمية دعم الحكومة الشرعية والضغط على الميليشيات للانخراط في مسار السلام.
تصريحات العليمي جاءت خلال استقباله في الرياض سفير الاتحاد الأوروبي لدى بلاده، وغداة إحاطة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ أمام مجلس الأمن، حيث أبدى المبعوث تفاؤلاً بالتوصل إلى اختراق قريب لإنعاش مسار السلام اليمني المتعثر.
وبحسب مصادر رسمية، فإن العليمي أكد التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بنهج السلام العادل والشامل الذي يضمن شراكة جميع اليمنيين في السلطة والثروة، والانعتاق مما وصفه بـ«خرافات الماضي الإمامي المتخلف»، في إشارة إلى ما تكرسه الجماعة الحوثية الانقلابية في مناطق سيطرتها من أفكار طائفية.
وبحسب ما ذكرته وكالة «سبأ» رحب العليمي لدى لقائه، سفير الاتحاد الأوروبي جابريل فيناليس، بـ«المساعي الحميدة في دعم جهود الأمم المتحدة لإحياء العملية السياسية في اليمن على أساس مرجعيات الحل الشامل المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً، وعلى وجه الخصوص القرار 2216». وقال: «إن تشارك الجهود والضغوط القصوى على الميليشيات الحوثية الإرهابية، ودعم الحكومة الشرعية، هي الطريق الأمثل لجلب الجماعة المدعومة من النظام الإيراني إلى مسار السلام، ودفعها لتقديم التنازلات لمصلحة الشعب اليمني وإنهاء معاناته الإنسانية، واحترام هويته الوطنية والعربية».
وطبقا للوكالة، نبه العليمي «الوسطاء الإقليميين والدوليين إلى خطورة الإذعان لابتزاز الميليشيات الحوثية، وتجاهل انتهاكاتها الفظيعة لحقوق الإنسان، وأفكارها العقائدية المتطرفة وارتباطاتها المدمرة بالمشروع الإيراني التخريبي العابر للحدود، وما يتطلبه ذلك من إجراءات عقابية رادعة، وفي المقدمة تصنيف الجماعة منظمة إرهابية دولية». وقال إنه يتطلع إلى انتقال الأوربيين من إطار الدعم الفني لبلاده إلى التدخلات الاقتصادية والإنمائية الأكثر استدامة والتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم.
وفي الوقت الذي تطمح الأوساط الأممية والدولية إلى أن تقود الجهود الدبلوماسية إلى إقناع الحوثيين بمسار السلام، كان مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي اتهم الجماعة بأنها «مستمرة في تعميق حجم المعاناة الإنسانية لليمنيين من خلال التلاعب بالسوق السوداء للوقود، وعرقلة عمل البنوك والمؤسسات المالية، وخلق اقتصاد موازٍ من خلال منع تداول أوراق العملة الوطنية في مناطق سيطرتها».
وقال السعدي في بيان بلاده الذي ألقاه في جلسة مجلس الأمن: «إن الأخطر من كل ذلك هو إصرار تلك الميليشيات الإرهابية على رفض خيار السلام والدفع نحو إشعال فتيل العنف والعودة إلى مربع الصراع من خلال تصعيدها الإرهابي الذي يستهدف المدنيين والنازحين». وأضاف: «وإذ تقدر حكومة بلادي الصوت الموحد للمجلس في إدانة الهجوم الإرهابي الحوثي في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في البيان الصادر عن المجلس، لكن البيانات لم تعد تكفي ولا بد من إظهار التزام أكبر تجاه السلام في اليمن من خلال استخدام جميع أدوات الضغط على الميليشيات الحوثية الإرهابية والنظام الإيراني الداعم لها».
وأكد المندوب اليمني أن «السلام لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلى عن خيار الحرب ويؤمن بالحقوق المتساوية لجميع أبناء الشعب اليمني، ويتخلى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية».
وجدد السعدي التذكير بتجارب الحكومة في بلاده مع الميليشيات الحوثية وآخرها جهود الهدنة. وقال إن ذلك «يثبت وبالدليل القاطع ما حذرت منه الحكومة اليمنية مرارا وتكرارا من أن الميليشيات الحوثية لا تملك أي رغبة في السلام، وإنما تعمل على استغلال جهود الأمم المتحدة كغطاء لممارسة سلوكها الإرهابي بحق المدنيين والمنشآت المدنية في اليمن والمنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية والتهرب من أي استحقاقات ضمن جهود السلام».
وأشار مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة إلى أن جهود مجلس الأمن والأمم المتحدة «ستظل بعيدة المنال» إذا استمر تدخل النظام الإيراني المارق في شؤون اليمن، متهما طهران بأنها تواصل «دعم الميليشيات الحوثية لإطالة أمد الحرب وإزهاق أرواح آلاف اليمنيين وتعريض السلم والأمن الإقليميين والدوليين للخطر»، وذلك من خلال «عمليات نقل الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية من صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، في انتهاك سافر للقرارات الدولية وفي مقدمها قرارا مجلس الأمن رقم 2216 (2015)، و2624 (2022)».


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.