أوكرانيا تقترب من الحصول على دبابات «ليوبارد» الألمانية

زيلينسكي يطلب تسريع إمدادات الأسلحة من الغرب

دبابة ليوبارد (رويترز)
دبابة ليوبارد (رويترز)
TT

أوكرانيا تقترب من الحصول على دبابات «ليوبارد» الألمانية

دبابة ليوبارد (رويترز)
دبابة ليوبارد (رويترز)

اقتربت أوكرانيا اليوم (الثلاثاء)، من الحصول على أسطول من الدبابات القتالية الغربية تأمل في أن يحول مسار الحرب، بعد أن قالت ألمانيا إن الدبابات ستكون البند الأول في جدول أعمال وزير دفاعها الجديد.
وفي مدينة دنيبرو بوسط أوكرانيا، انتُشلت جثة طفل اليوم من تحت أنقاض مبنى سكني أصابه قصف صاروخي روسي، لترتفع حصيلة القتلى إلى 44 في الهجوم الأكثر دموية بالنسبة للمدنيين في حملة القصف الصاروخي الروسي المستمرة منذ ثلاثة أشهر.
ولا يزال العشرات من الأشخاص في عداد المفقودين. ووفق مسؤولين محليين، أصيب 79 وتم إنقاذ 39 من تحت الأنقاض.
وبعد مرور نحو 11 شهراً من بدء الغزو الروسي، تقول كييف إن حصولها على أسطول حديث من الدبابات القتالية الغربية سيعطي قواتها القوة النارية التي تحتاجها لطرد القوات الروسية من أراضيها بمعارك حاسمة في عام 2023.
ويُنظر إلى دبابات ليوبارد القتالية الألمانية الصنع، وهي العمود الفقري للجيوش في أنحاء أوروبا، على نطاق واسع، على أنها الخيار الوحيد المعقول لتزويد أوكرانيا بقوة كبيرة من الدبابات تحتاج إليها. لكن لا يمكن تسليمها من دون إذن من برلين التي لم تتخذ القرار بعد.
ومع اجتماع الحلفاء الغربيين في قاعدة جوية أميركية بألمانيا يوم الجمعة، للتعهد بتقديم دعم عسكري لأوكرانيا، تتعرض برلين لضغوط شديدة للتخلي عن اعتراضاتها هذا الأسبوع، فيما سيكون واحداً من أهم التحولات في المساعدات الغربية حتى الآن.
واستقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبريشت أمس (الاثنين)، ما يمهد الطريق أمام برلين لتعيين وزير جديد يمكنه اتخاذ القرار سريعاً.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك لمحطة «دويتشلاند فونك» الإذاعية اليوم: «عندما يتم الإعلان عن الشخص، وزير الدفاع، فإن هذه هي أول مسألة يتم البت فيها بشكل ملموس».
وظلت ألمانيا حذرة في الموافقة بشأن الدبابات، قائلة إنها تخشى أن يُنظر إلى مثل هذه الخطوة على أنها تصعيد. ويقول كثير من الحلفاء إن القلق في غير محله، إذ إن روسيا لا تبدي أي علامة على التراجع عن هجومها على جارتها.
وتخلت بريطانيا عن التحفظات المتعلقة بإرسال الدبابات الثقيلة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فتعهدت بعدد من دبابات تشالنجر لأوكرانيا. لكن العدد قليل بدرجة لا يمكن أن تشكل أساساً لقوة أوكرانية. كما يُنظر إلى دبابات أبرامز في واشنطن على أنها غير مناسبة لاستخدامها بأعداد كبيرة، لأنها تعمل بمحركات نفاثة تحرق كثيراً من الوقود بشكل يجعلها غير عملية بالنسبة لأوكرانيا.
ويجعل هذا دبابات ليوبارد، التي أنتجت ألمانيا آلافاً منها خلال الحرب الباردة وتنشرها الآن الجيوش في أنحاء أوروبا، مناسبة بشكل أكبر. وقالت بولندا وفنلندا بالفعل إنهما سترسلان دبابات من هذا النوع إذا وافقت برلين.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس أمس: «كل هذا يتوقف حالياً على قرارات الحكومة الألمانية، ليس فقط على ما إذا كان الألمان سيوفرون دبابات ليوبارد الخاصة بهم، وإنما على ما إذا كانوا سيسمحون للآخرين بذلك. أدعو زملائي الألمان إلى فعل ذلك».
ومن المتوقع أن يستضيف وزير الدفاع الألماني الجديد نظيره الأميركي لويد أوستن يوم الخميس، قبل الاجتماع الكبير للحلفاء يوم الجمعة، في قاعدة رامشتاين الجوية، حيث من المتوقع تقديم تعهدات كبيرة بدعم عسكري جديد لأوكرانيا.
وقُتل عشرات الآلاف وشُرد الملايين من ديارهم منذ أن شنت روسيا ما تسميه «عملية عسكرية خاصة» بأوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي.
وصدت القوات الأوكرانية قوات روسيا لتتراجع خلال النصف الثاني من عام 2022، لكن على مدار الشهرين الماضيين، ظل الوضع متجمداً على الخطوط الأمامية إلى حد بعيد، على الرغم من تكبد الجانبين خسائر فادحة في هجمات مستمرة. ويقول مسؤولون أوكرانيون إن الدبابات ستكون عاملاً رئيسياً في كسر الجمود.
وكانت روسيا قد قالت الأسبوع الماضي، إنها استولت على بلدة سوليدار الصغيرة التي تقع على مشارف مدينة باخموت شرق أوكرانيا، فيما أكدت كييف أنها لا تزال تقاتل هناك.
وفي غضون ذلك، تحولت موسكو منذ أكتوبر (تشرين الأول)، إلى أسلوب إسقاط وابل من الصواريخ على المدن الأوكرانية البعيدة عن الجبهة، واستهداف البنية التحتية للكهرباء في المقام الأول.
وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمداً، وألقت باللوم على الدفاعات الجوية الأوكرانية في إطلاق الصاروخ الذي أصاب المبنى السكني في دنيبرو. وتقول كييف إنه تعرض لصاروخ روسي مضاد للسفن معروف بأنه غير دقيق ولا تمتلك أوكرانيا دفاعات ضده.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مسائي مصور مساء الاثنين، إن الهجوم على دنيبرو ومحاولات روسيا لامتلاك اليد العليا في الحرب أبرز حاجة الغرب «لتسريع اتخاذ القرار» في توريد الأسلحة.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.