رحيل الشاعر الغنائي المصري ناصر الجيل يصدم الوسط الفني

توفي عن 48 عاماً... وتعاون مع راغب علامة وأصالة وأنغام

ناصر الجيل أثناء تسجيل أغنية «ملك الرومانسية» مع راغب علامة
ناصر الجيل أثناء تسجيل أغنية «ملك الرومانسية» مع راغب علامة
TT

رحيل الشاعر الغنائي المصري ناصر الجيل يصدم الوسط الفني

ناصر الجيل أثناء تسجيل أغنية «ملك الرومانسية» مع راغب علامة
ناصر الجيل أثناء تسجيل أغنية «ملك الرومانسية» مع راغب علامة

صُدم الوسط الفني والغنائي العربي، يوم أمس الاثنين، بوفاة الشاعر المصري ناصر الجيل، عن عمر ناهز 48 عاماً، إثر أزمة قلبية تعرَّض لها في الساعات الأولى من الصباح.
وبدأ ناصر الجيل رحلته في مجال الشعر الغنائي في نهاية تسعينات القرن الماضي، وتعاون، خلال مسيرته مع عدد كبير من نجوم الغناء في الوطن العربي، على رأسهم الفنان اللبناني راغب علامة الذي كتب له أربع أغنيات هي:«بعشقك»، و«بوعدك»، و«اللي بعيد»، و«أنا مبهزرش»، كما تعاون الجيل أيضاً مع الفنانين: أصالة نصري، وهاني شاكر، ونوال الكويتية، ونبيل شعيل، وصابر الرباعي.
وقال الفنان راغب علامة، لـ«الشرق الأوسط»: «استفقتُ، اليوم، على خبر حزين للغاية، فالشاعر ناصر الجيل من أقرب الشعراء لقلبي، وقدَّم معي مجموعة من الأغنيات الجميلة، التي كان أوّلها أغنية بعشقك التي حين ما استمعت لها منذ أكثر من 10 سنوات، اخترتها على الفور عنواناً لألبومي».
وتابع: «كان ناصر شاعراً رائعاً في الرومانسية، ولديّ معه أغنية لم تبصر النور بعدُ بعنوان (ملك الرومانسية)، ويقول مطلعها (مابستسلمش أنا غيرهم عشان في الحب أنا كبيرهم، وياما اتعلموا مني، عشان كده يقولوا عليا أنا ملك الرومانسية)».
كما نعَت الفنانة الكويتية نوال الشاعر المصري، عبر صفحتها الرسمية بموقع التغريدات القصيرة «تويتر»، قائلة: «اللهم ارحم الصديق الشاعر ناصر الجيل، واغفر له وألهِم ذويه الصبر والسلوان، إنّا لله وإنّا إليه راجعون».
ووصفت الفنانة السورية أصالة نصري الفنان بالشاعر الشاطر، فغرّدت، عبر صفحتها، قائلة: «شاعر وإنسان شاطر وطيّب ولسّه من ساعات بنتواصل لتعاون جديد حيكون بيننا، وراح للدّنيا الثانية، الله يرحمه، ادعوا له أرجوكم حبايبي، الله يحفظكم».
وركزت جمعية المؤلفين والملحّنين المصرية الثنائي الفني الذي شكّله ناصر الجيل مع الملحّن محمود الخيامي، في نعْيها فوصفته بأنه واحد من أفضل الثنائيات الغنائية في القرن الـ21، وقالت: «شكّل الراحل ثنائياً غنائياً مع الملحّن محمود الخيامي فقدَّما سوياً عدداً من الأغنيات الشهيرة؛ منها (بعشقك)، و(ما بهزرش) مع الفنان راغب علامة، و(سؤال بسيط) مع الفنانة أصالة نصري، و(كل ليلة) مع الفنان هاني شاكر، و(متلخبطة) مع الفنانة أنغام».
يُذكر أن الشاعر ناصر الجيل كان يترقب قبل رحيله صدور أغنيتين من كلماته لم يبصرا النور هما: «ملك الرومانسية» بصوت الفنان راغب علامة، و«محطة مصر» بصوت الفنانة الإماراتية أحلام، حين قال، في تصريحات سابقة: «حين كتبتُ أغنية (ملك الرومانسية) لم أرَ أمامي سوى راغب علامة، فهو ملك الرومانسية الذي تربيتُ على أغنياته منذ شبابي، ولذلك أتمنى أن أسمع الأغنية بصوته وهي من ألحان الموسيقار محمد ضياء الدين، وتوزيع باسم منير، كما أن هناك أغنية أخرى بصوت الفنانة الإماراتية أحلام بعنوان (محطة مصر)، وهي أول أغنية تشدو فيها باللهجة المصرية، من ألحان صديقي محمود الخيامي».
يُذكر أن ناصر الجيل من مواليد مارس (آذار) عام 1975، وحاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة، وطرح أول دواوينه الشعرية عام 1994 بعنوان «كلام الناس»، وكان أول إنتاجاته الغنائية أغنية «الدنيا حتستمر» مع الفنان التونسي صابر الرباعي.



محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
TT

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

في جلسة حوارية مع المخرج المصري محمد سامي، استضافها مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» في دورته الرابعة، تحدَّث عن مسيرته الإبداعية التي أسهمت في تجديد الدراما التلفزيونية العربية، مستعرضاً دوره، مخرجاً ومؤلّفاً، في صياغة أعمال تلفزيونية لاقت نجاحاً واسعاً. أحدث أعماله، مسلسل «نعمة الأفوكاتو»، حصد إشادة جماهيرية كبيرة، ما عزَّز مكانته واحداً من أبرز المخرجين المؤثّرين في الساحة الفنّية.

في بداية الجلسة، بإدارة المذيعة جوزفين ديب، وحضور عدد من النجوم، مثل يسرا، ومي عمر، وماجد المصري، وأحمد داش، وشيماء سعيد، وبشرى؛ استعرض سامي تجربته مع بدايات تطوُّر شكل الدراما التلفزيونية، موضحاً أنّ المسلسلات في تلك الفترة كانت تُنتج بطريقة كلاسيكية باستخدام كاميرات قديمة، وهو ما رآه محدوداً مقارنةً بالتقنيات السينمائية المتاحة.

التجديد في الدراما

وبيَّن أنّ أول تحوُّل حدث بين عامي 2005 و2008، عندما برزت مسلسلات أثَّرت فيه بشدّة، من بينها «بريزن بريك» و«برايكينغ باد». ومع إطلاق كاميرات «رِدْ وان» الرقمية عام 2007، اقترح على المنتجين تصوير المسلسلات بتقنيات سينمائية حديثة. لكنَّ الفكرة قوبلت بالرفض في البداية، إذ ساد اعتقاد بأنّ الشكل السينمائي قد يتيح شعوراً بالغرابة لدى الجمهور ويُسبِّب نفوره.

رغم التحفّظات، استطاع سامي إقناع بطل العمل، الفنان تامر حسني، بالفكرة. وبسبب الفارق الكبير في تكلفة الإنتاج بين الكاميرات التقليدية وكاميرات «رِدْ»، تدخَّل حسني ودعم الفكرة مادياً، ما سرَّع تنفيذ المشروع.

وأشار المخرج المصري إلى أنه في تلك الفترة لم تكن لديه خطة لتطوير شكل الدراما، وإنما كان شاباً طموحاً يرغب في النجاح وتقديم مشهد مختلف. التجربة الأولى كانت مدفوعة بالشغف والحبّ للتجديد، ونجحت في تَرْك أثر كبير، ما شجَّعه على المضي قدماً.

في تجربته المقبلة، تعلَّم من أخطاء الماضي وعمل بوعي أكبر على تطوير جميع عناصر الإنتاج؛ من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي. هذه الرؤية المُبتكرة ساعدت في تغيير نظرة الصناعة إلى التقنيات الحديثة وأهميتها في تطوير الدراما.

وأكمل سامي حديثه بالتطرُّق إلى العلاقة بين المخرج والممثل: «يتشاركان في مسؤولية خلق المشهد. أدائي بوصفي مخرجاً ركيزته قدرتي على فهم طاقة الممثل وتوجيهها، والعكس صحيح. بعض الممثلين يضيفون أبعاداً جديدة إلى النصّ المكتوب، ما يجعل المشهد أكثر حيوية وإقناعاً».

متى يصبح المخرج مؤلِّفاً؟

عن دورَيْه في الإخراج وكتابة السيناريو، تحدَّث: «عندما أتحلّى برؤية واضحة للمشروع منذ البداية، أشعر أنّ الكتابة تتيح لي صياغة العمل بما يتوافق تماماً مع ما أتخيّله. لكن هذا لا يعني إلغاء دور الكاتب؛ إنه تعاون دائم. عندما أكتب وأُخرج، أشعر بأنني أتحكّم بشكل كامل في التفاصيل، ما يمنح العمل تكاملاً خاصاً».

ثم تمهَّل أمام الإشارة إلى كيفية تحقيق التوازن بين التجديد وإرضاء الجمهور: «الجمهور هو الحَكم الأول والأخير. يجب أن يشعر بأنّ العمل له، وأنّ قصصه وشخصياته تعبِّر عن مشاعره وتجاربه. في الوقت عينه، لا بدَّ من جرعة ابتكار لتحفيز عقله وقلبه».

وبيَّن سامي أنّ صناع السينما حالياً يواجهون تحدّياً كبيراً بسبب تطوُّر جودة الإنتاج التلفزيوني، ولإقناع الجمهور بالذهاب إلى السينما، ينبغي تقديم تجربة مختلفة تماماً، وفق قوله، سواء على مستوى الإبهار البصري أو القصة الفريدة.

في ختام الحوار، عبَّر عن إعجابه بالنهضة الثقافية والفنّية التي تشهدها السعودية: «المملكة أصبحت مركزاً إقليمياً وعالمياً للإبداع الفنّي والثقافي. مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، على سبيل المثال، يعكس رؤية طموحة ومشرقة للمستقبل، وأشعر بالفخر بما تحقّقه من إنجازات مُلهمة».

محمد سامي ليس مخرجاً فحسب، وإنما مُبتكر يعيد تعريف قواعد الدراما التلفزيونية، مُسلَّحاً برؤية متجدِّدة وجرأة فنّية. أعماله، من بينها «نعمة الأفوكاتو»، تُثبت أنّ التجديد والإبداع قادران على تغيير معايير النجاح وتحقيق صدى لا يُنسى.