ضربات روسية على كييف... وتحذير من «هجوم كبير» محتمل

العاصمة الأوكرانية كييف اليوم السبت (رويترز)
العاصمة الأوكرانية كييف اليوم السبت (رويترز)
TT

ضربات روسية على كييف... وتحذير من «هجوم كبير» محتمل

العاصمة الأوكرانية كييف اليوم السبت (رويترز)
العاصمة الأوكرانية كييف اليوم السبت (رويترز)

نفذت روسيا، اليوم السبت، هجوما صاروخيا على مرافق البنية التحتية في كييف، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» عن مسؤول أوكراني.
وقال نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية كيريلو تيموشنكو على تلغرام إن «هجوما صاروخيا على منشآت بنى تحتية حيوية» في كييف مستمر.
من جهته، قال الحاكم الإقليمي لميكولايف الأوكرانية إن 17 قاذفة روسية من طراز «توبوليف» أقلعت، في وقت حذّر حاكم منطقة تشيركاسي من احتمال وقوع هجوم صاروخي روسي كبير في وقت لاحق اليوم.
وتحدث رئيس بلدية العاصمة، فيتالي كليتشكو، عن انفجارات في منطقة دنيبروفسكي، وحضّ السكان على «البقاء في الملاجئ!». وسقطت شظايا صاروخ في منطقة غولوسيفسكي من دون أن تسبب إصابات، كما قال كليتشكو.
وقال حاكم منطقة خاركيف (شمال شرقي)، إن «العدو شن هجوماً صاروخياً جديداً على البنية التحتية الأساسية». وأضاف أن انقطاع التيار الكهربائي الطارئ يمكن أن يحدث في ثاني مدن أوكرانيا.
وسُجلت هجمات في الجنوب في منطقة زابوريجيا.
وقال إيغور تابوريتس، رئيس منطقة تشيركاسي (وسط)، إن «العدو يهاجم مرة أخرى أراضي أوكرانيا»، موضحاً أنه يتوقع إنذارات واسعة في منتصف النهار.
ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) وبعد سلسلة من النكسات في أوكرانيا، تقصف موسكو بشكل منهجي البنية التحتية الحيوية للبلاد، مما يجبر شركات الطاقة على إصلاح الشبكة بسرعة مع حلول فصل الشتاء.
وعلى خط الجبهة، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقريرها المسائي، إن «القتال من أجل سوليدار مستمر»، من دون أن تضيف مزيداً من التفاصيل.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن «تحرير» مدينة سوليدار «استكمل (...) في 12 يناير (كانون الثاني) مساء».
بعد ذلك حيا الجيش الروسي «الأعمال الشجاعة» لمقاتلي مجموعة «فاغنر» التي نفذ مقاتلوها «الهجوم المباشر على الأحياء السكنية في سوليدار»، في اعتراف نادر بين هاتين القوتين اللتين تنافستا في أغلب الأحيان على الأرض في أوكرانيا.
وكان الناطق باسم القيادة الشرقية للجيش الأوكراني، سيرغي تشيريفاتي، صرح بأن قواته «تسيطر على الوضع في ظروف صعبة»، في مواجهة «أفضل الوحدات في (فاغنر) وقوات روسية خاصة أخرى».
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، غانا ماليار، إن «هذه مرحلة صعبة من الحرب»، معترفة بـ«هجوم (روسي) مكثف جداً».
ورأى معهد دراسات الحرب «آي إس دبليو»، الهيئة المتمركزة في الولايات المتحدة، أنه «من غير المرجح أن يمهد» الاستيلاء على سوليدار البلدة الصغيرة التي كان عدد سكانها يبلغ نحو 10 آلاف نسمة قبل النزاع، لـ«تطويق وشيك لباخموت»؛ الهدف الرئيسي للجيش الروسي الذي يبعد 15 كيلومتراً جنوب غربي سوليدار.
وأشار في نشرته اليومية، إلى أن ذلك «لن يسمح للقوات الروسية بفرض سيطرتها على خطوط الاتصال الأرضية الأوكرانية المهمة باتجاه باخموت».
وتستعر المعارك منذ أشهر داخل باخموت وحولها، لكنها أصبحت أعنف في الأيام الأخيرة.
وكان رئيس مجموعة «فاغنر»، يفغيني بريغوجين، أعلن (الأربعاء) استيلاء قواته على سوليدار، قبل أن تنفي ذلك كييف، ثم الجيش الروسي نفسه.
وفي نشرته اليومية، قال المعهد نفسه، إنه يعتقد أن «القوات الروسية استولت (في الواقع) على سوليدار في 11 يناير على الأرجح»؛ أي (الأربعاء).
ولدعم ملاحظاته، أشار خصوصاً إلى «صور لمواقع جغرافية نشرت في 11 و12 يناير (...) تكشف أن القوات الروسية تسيطر على الأرجح على الجزء الأكبر من سوليدار، إن لم يكن على المدينة بكاملها، ودفع القوات الأوكرانية إلى خارج الضواحي الغربية للمنطقة على الأرجح».
وفي سيفرسك الواقعة على مسافة 25 كيلومتراً شمال سوليدار، سُمع دوي القصف المدفعي (الجمعة). وفي الشوارع المغطاة بطبقة رقيقة من الثلج، كان عدد قليل من السكان والجنود يتجولون، في حين تعصف رياح جليدية.
وقال أولكسندر سيرينكو (55 عاماً) متسائلاً: «نحن خائفون، لكن أين نذهب؟». وأضاف لوكالة «الصحافة الفرنسية» (فرانس برس)، أن «ما نأمله هو ألا يتراجع الجيش الأوكراني».
ولمواجهة الجيش الروسي، دعت كييف حلفاءها الغربيين مرة أخرى إلى تزويدها بمزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة.
وأكد أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، في رسالة على «تلغرام»: «للفوز في هذه الحرب نحتاج إلى مزيد من المعدات العسكرية والمعدات الثقيلة»، في حين تدعو أوكرانيا بلا كلل إلى مدّها بدبابات ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى.
وقالت أوكرانيا (الجمعة)، إنها أصبحت عضواً بـ«حكم الأمر الواقع» في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، لشبكة «بي بي سي»: «هذا صحيح. إنها حقيقة». وأكد ثقته في «أننا سنصبح في المستقبل القريب عضواً في (ناتو) بحكم القانون»، مكرراً طلب كييف الرسمي في هذا الشأن.
وأعلن الحلف (الجمعة) نشر طائرات استطلاع من طراز «أواكس» في رومانيا اعتباراً من (الثلاثاء) لدعم وجوده المعزز في المنطقة، و«مراقبة النشاط العسكري الروسي».
من جهته، أكد رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، خلال زيارة للولايات المتحدة (الجمعة)، أن مشاركة بلاده في الإجراءات ضد روسيا «جددت المعركة ضد العدوان الروسي في أوكرانيا، ونقلتها من صراع عبر (الأطلسي) إلى صراع عالمي».
وعقد مجلس الأمن الدولي (الجمعة) اجتماعاً جديداً لمناقشة الوضع في أوكرانيا بعد 11 شهراً تقريباً من بدء الغزو الروسي.
وقالت روزماري ديكارلو، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، إن «أوكرانيا وروسيا والعالم لا يمكن أن تسمح باستمرار هذه الحرب».
وأضافت أن «المنطق العسكري يهيمن حالياً مع مساحة صغيرة جداً للحوار، إن وُجدت»، مشيرة إلى أنها لا ترى «أي مؤشر على انتهاء القتال».


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.