ليس بالميداليات والبطولات وحدها يمكن الحكم على موهبة هاري كين

المهاجم صانع ألعاب من الطراز الرفيع... وسيصبح قريباً هداف توتنهام التاريخي

قدما كين دائماً ما تعرفان الطريق إلى شباك آرسنال... فهل يهزها غداً (غيتي)
قدما كين دائماً ما تعرفان الطريق إلى شباك آرسنال... فهل يهزها غداً (غيتي)
TT

ليس بالميداليات والبطولات وحدها يمكن الحكم على موهبة هاري كين

قدما كين دائماً ما تعرفان الطريق إلى شباك آرسنال... فهل يهزها غداً (غيتي)
قدما كين دائماً ما تعرفان الطريق إلى شباك آرسنال... فهل يهزها غداً (غيتي)

ما هي الطريقة المثالية لهاري كين ليصبح الهداف التاريخي لتوتنهام؟ أعتقد أن أفضل سيناريو لذلك هو حصوله على ركلة جزاء أمام آرسنال في الوقت المحتسب بدل الضائع، وأن يسجل منها هدفاً يقود به فريقه للفوز في ديربي شمال لندن غداً الأحد. والأفضل أن يحصل كين على ركلة الجزاء هذه «بذكائه»، بعد دفعة بسيطة من غابرييل ماغالهايس من الخلف، لكن يكون لدى كين الحق تماماً في السقوط. ويكون الحكم كريس باوسون قريباً من اللعبة، ويحتسب ركلة الجزاء، وهو يحاول الظهور بمظهر الواثق بنفسه ويمشي إلى الوراء لتجنب الصراخ في وجهه من قبل لاعب آرسنال غرانيت تشاكا. بحلول هذا الوقت، ينظر بول تيرني إلى الشاشة للتأكد من ركلة الجزاء عبر تقنية الفار، ويتفق معه بيتر والتون، ويقول إن باوسن كان محقاً عندما احتسب ركلة الجزاء.
ومن حسن حظ هاري كين أن حارس المرمى الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز، الذي تألق بشكل لافت في نهائيات كأس العالم الأخيرة، خصوصاً في ركلات الجزاء، رحل عن آرسنال منذ عامين ونصف تقريباً، وإلا كان هاري كين سيتراجع بضع خطوات إلى الوراء ويتلعثم ويرتبك ويضع الكرة عالياً فوق الشباك! لكنه في هذا السيناريو المثالي، يسجل هذا الهدف من ركلة جزاء في مرمى آرون رامسدال، لتعم الاحتفالات في ملعب توتنهام هوتسبير، وتصبح النتيجة تقدم السبيرز بهدفين مقابل هدف وحيد. ويكون هاري كين هو الذي سجل هدفي توتنهام، ليخرج من حالة الإحباط التي كان عليها بعدما أهدر ركلة الجزاء أمام فرنسا في كأس العالم، ويضعف آمال آرسنال في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ويقود توتنهام للوصول إلى المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، ويتجاوز جيمي غريفز ليصبح الهداف التاريخي لتوتنهام.
قد يرى البعض أن السيناريو الذي أشرنا إليه أعلاه متفائل أكثر من اللازم في أحسن الأحوال، نظراً لأن آرسنال يقدم كرة قدم هجومية ممتعة لا يستطيع توتنهام تقديمها في الوقت الحالي. وبغض النظر عما سيحدث بنهاية هذا الموسم، فقد أثبت المدير الفني للمدفعجية، ميكيل أرتيتا، أن الكثيرين كانوا مخطئين تماماً عندما شككوا في قدراته، ويجب أن نشيد أيضاً بمسؤولي آرسنال الذين وثقوا في هذا المدير الفني الشاب وفي مشروعه. ويقوم أرتيتا بعمل رائع للغاية، وقاد آرسنال لصدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق خمس نقاط عن حامل اللقب مانشستر سيتي.
وحتى لو لم ينجح كين في هز شباك آرسنال غداً الأحد، فسوف يحطم قريباً الرقم القياسي المسجل باسم غريفز، الذي سجل 266 هدفاً في 379 مباراة. لقد سجل هاري كين 265 هدفاً في 412 مباراة، لكن ليس من الضروري المقارنة الآن بين لاعبين من جيلين مختلفين تماماً. بالنسبة لي، كان غريفز لاعباً جيداً، لكن بالنسبة لأولئك الذين رأوه وهو يلعب في تلك الفترة فقد كان لاعباً عظيماً. وقال عنه ديفيد راشدين، الذي شاهده من مدرجات ملعب «وايت هارت لين» عندما كان شاباً في الستينيات من القرن الماضي: «لقد كان جيمي غريفز لاعباً عظيماً، ولم أر أحداً بهذه السرعة من قبل. لم يكن أي مدافع قادراً على استخلاص الكرة من بين أقدامه. كانت الملاعب موحلة والكرة موحلة وكانت ملابس جميع اللاعبين متسخة بالطين، لكن قميصه كان نظيفاً دائماً. كان ينظر دائماً إلى المرمى، وكان قادراً على إحراز الأهداف من زوايا مستحيلة. إنه اللاعب المفضل بالنسبة لي».


أحزان كين بعد الهزائم يجب ألا تنسي كم هو رائع حقاً (رويترز)

إن أي شخص شاهد فيلم غريفزي الوثائقي الممتاز، أو شاهد مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» لفريق توتنهام في الستينات من القرن الماضي سوف يعرف على الفور أن غريفز كان لاعباً عظيماً يمتلك قدماً يسرى ساحرة، وقادراً على مراوغة لاعبي الفرق المنافسة بكل أناقة ورشاقة وتوازن، وكان قادراً على تقديم لمحات فنية مذهلة من خلال مراوغة حراس المرمى بشكل ممتع ووضع الكرة في الشباك بكل سهولة.
إننا نبسط الأمور أكثر من اللازم عندما نقول إن هناك لاعبين موهوبين بالفطرة مثل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وهناك لاعبين صنعوا تاريخهم من خلال العمل الجاد فقط مثل كريستيانو رونالدو، نظراً لأن كل هؤلاء اللاعبين جيدون للغاية ويتدربون جميعاً كل يوم، لكن ليس هناك أدنى شك في أن هاري كين قام بعمل كبير من أجل الوصول إلى مستويات النخبة. وبعد كل هذه السنوات من مشاهدته، فهو أكثر سرعة ومهارة ودهاء وذكاء مما يعتقده الكثيرون. وعلاوة على ذلك، فإنه يمتلك قدرة استثنائية على إنهاء الهجمات ووضع الكرة داخل الشباك، وهو ما يتضح تماماً من خلال تلك اللمسة الساحرة في الهدف الذي أحرزه في مرمى كريستال بالاس الأسبوع الماضي. بالإضافة إلى ذلك، يتميز هاري كين عن غريفز في أنه ليس هدافاً فقط، وإنما صانع ألعاب من الطراز الرفيع أيضاً، وكثيراً ما نرى ذلك عندما يعود إلى الخلف ويمرر تمريرات سحرية إلى سون هيونغ مين.
ومع ذلك، يمكنك أن تشعر في بعض الأحيان بالإحباط من هاري كين عندما يقف على الكرة كثيراً، ويتسبب في إبطاء وتيرة اللعب. لكن مرة أخرى لا يمكن إجراء مقارنة بين هاري كين وغريفز في هذا الأمر، لأنه من الصعب العثور على لقطات فيديو على موقع «يوتيوب» لنقاط ضعف غريفز أو الفرص التي أهدرها أو المباريات التي لعب فيها بشكل سيئ. وفي غضون أشهر قليلة، قد يصبح كين الهداف التاريخي للمنتخب الإنجليزي أيضاً. ويكمل هاري كين عامه الثلاثين خلال الصيف المقبل، ومن المحتمل أن يكون في مفترق طرق أخير في مسيرته الكروية، حيث تشير بعض التقارير إلى أن أندية مانشستر يونايتد وريال مدريد وبايرن ميونيخ مهتمة بالحصول على خدماته. من المؤكد أن فرص انتقال كين لأحد أندية القمة ستقل بمرور الوقت، خصوصاً بعدما أغلق مانشستر سيتي الباب أمام التعاقد معه قبل بضعة أشهر.
ولو كانت كرة القدم منصفة، فيجب أن يحصل هاري كين أخيراً على بطولة ويضع ميدالية الفوز حول عنقه بدلاً من الاكتفاء بالمشي في الملعب وهو يصفق لمشجعي فريقه بعد الخسارة! هناك الكثير من لقطات الفيديو بالصورة البطيئة لكين وهو يبدو حزيناً بعد صافرة النهاية، فهل يمكن أن يتغير هذا الأمر قبل أن يعلق حذاءه ويعتزل كرة القدم؟ وبالتالي، ربما قد حان الوقت لكي يرحل هاري كين عن توتنهام وينضم إلى ناد آخر من أجل الحصول على البطولات والألقاب.
من المؤكد أن الأمر سيكون أفضل وأكثر إثارة ومتعة لو تمكن هاري كين من الفوز ببطولة مع توتنهام. هل من الممكن أن يحصل على لقب دوري أبطال أوروبا هذا العام؟ وهل يمكن أن يفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة مع المنتخب الإنجليزي؟ وهل سينتقم ويحرز ركلة جزاء في مرمى المنتخب الفرنسي ويطيح به من المسابقة؟ ربما يكون كل هذا غير محتمل، لكن في عام 2011 عندما كان هاري كين يلعب في صفوف ليتون أورينت على سبيل الإعارة، كان تحطيمه لكل هذه الأرقام القياسية يبدو مستحيلاً أيضاً، وبالتالي لا يجب أن يتوقف المرء عن الأحلام! إن مشجعي كرة القدم الذين يدعمون الفرق التي لا تفوز بالبطولات يشيرون إلى أن الميداليات والجوائز ليست مهمة، وأن الأمر يتعلق بما هو أكثر من ذلك بكثير، فهل هذا صحيح؟



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟