جوي الهاني لـ «الشرق الأوسط»: دراستي في علم النفس صقلت مشواري التمثيلي

قالت الراحل حاتم علي إنه المخرج الذي تأثرت به

مع جو صادر الذي تتقاسم معه بطولة «أسماء من الماضي»
مع جو صادر الذي تتقاسم معه بطولة «أسماء من الماضي»
TT

جوي الهاني لـ «الشرق الأوسط»: دراستي في علم النفس صقلت مشواري التمثيلي

مع جو صادر الذي تتقاسم معه بطولة «أسماء من الماضي»
مع جو صادر الذي تتقاسم معه بطولة «أسماء من الماضي»

مع أن عمرها لا يتجاوز الـ23 عاماً، إلا أن جوي الهاني استطاعت أن تخوض تجارب تمثيلية غنية من عربية ومحلية. أولى إطلالاتها كانت في مسلسل «جذور» ولتتبعها أخرى في «قلم حمرة» و«بنت الشهبندر» و«موجة غضب» و«حنين الدم» و«سرّ» وغيرها.
حالياً تلعب الهاني بطولة مسلسل «أسماء من الماضي» الذي تعرضه المؤسسة اللبنانية للإرسال «إل بي سي آي»، من إخراج إيلي المعلوف، وتجسد فيه دور الفتاة الهادئة، التي، كما ذكرت، لـ«الشرق الأوسط»، ستتحول، في الحلقات التالية، إلى عاشقة تخوض قصة حب رومانسية.
كالنسمة الناعمة تمر جوي الهاني على الشاشة الصغيرة بحيث تجذب مشاهدها بحضورها الأنيق، بالرغم من صغر سنّها. ولعلّ تخصصها في دراسة علم النفس، التي حصلت أخيراً على شهادة الماجستير فيها، أحدثت هذا الفرق بينها وبين غيرها من بنات جيلها.
وتعلِّق، لـ«الشرق الأوسط»: «تخصصي بعلم النفس أفادني كثيراً على صعيد التمثيل الذي أعتبره هواية أكثر منه مهنة. فمن خلاله استطعت أن أدرس الشخصية التي أجسدها بشكل أفضل، فأرسم لها خريطة طريق تُبلور خطوط شخصيتها والصورة الخاصتين بها، فلا شك أن دراستي هذه أصقلت مشواري التمثيلي».
بدأت جوي الهاني مشوارها بأدوار صغيرة عمرت عندها ركيزة تمثيلية لا يُستهان بها. «أعتز بصعودي السلم درجة درجة إلى حدّ زوّدني بنضج في الأداء، وحتى في عملية اختيار لأدواري. وبرأيي أن الممثل يجب أن يمشي ضمن خطوات صغيرة وثابتة، وإلا لما استطاع الوصول إلى ما يصبو إليه».
ترفض الممثلة الشابة القول بأنه لم يقدم لها الفرص المواتية بعد، وتشير، في سياق حديثها، إلى أنها وعلى العكس تماماً تجد أنها اجتازت مراحل عدة زادتها خبرة. «بالتأكيد تلقفت الفرص الكثيرة وأنا فخورة بذلك، ومن بينها تلك التي قدَّمها لي المخرج إيلي المعلوف، فهو آمن بموهبتي التمثيلية، وأعطاني أكثر من فرصة؛ وبينها بطولة المسلسل الذي يُعرَض اليوم (أسماء من الماضي). فعندما أسند لي دوراً في مسلسل (حنين الدم) كنت قد تخرجت حديثاً في مدرستي، وبعدها كرَّت سبحة العمل معه لغاية اليوم».
بموازاة دراستها الجامعية في علم النفس، لم توفر الهاني فرص القيام بورش عمل فنية تضيف الخبرة لمشوارها. وواحدة منها تابعتها مع الممثلة تقلا شمعون في معهدها التعليمي.
وعندما كانت في المدرسة تابعت دروساً في علم المسرح لسبع سنوات متتالية فاستفادت منها كثيراً.
تدور غالبية أدوار جوي الهاني في فلك الفتاة الساذَجة حيناً، والخاضعة والمهذبة حيناً آخر، وكذلك جسدت أكثر من مرة دور الفتاة المظلومة، فلماذا تحصر نفسها بها؟ تردّ: «في (أسماء من الماضي) ستشهدون تغييراً في شخصيتي في الحلقات التالية. ولكنني أعتقد أنني أقدم الأدوار التي تناسب عمري وشخصيتي فتشبهني وتوفر المصداقية عند المشاهد. لا أعتقد أنني حاضرة بعد لتقديم أدوار المرأة الشريرة في كل ما للكلمة من معنى، فلا يزال أمامي مشوار طويل كي أقوم بهذا النوع من الأدوار التي يلزمها خبرات وتحضيرات كبيرة».

مشهد من العرض المسرحي «هادي فالنتاين»

تستعد جوي لكل دور تلعبه من خلال قراءة دقيقة له: «الجميع يعرف مدى تنظيمي لعملية تحضير أي شخصية ألعبها. فأحمل أوراقي وأجندتي التي أدوِّن عليها الخطوط المطلوبة في الشخصية؛ إن في الأداء أو في شكلها الخارجي، فأكتب كل شاردة وواردة أحتاج إليها لتقمص الدور».
وقفت جوي الهاني إلى جانب عدد كبير من نجوم الشاشة اللبنانيين والعرب، وهي تحمل ذكريات لا تُنسى عن تجاربها هذه، لكن أكثر الممثلين الذين تكنُّ له الإعجاب منذ نعومة أظافرها هو فادي إبراهيم. «لطالما أُعجبت في أدائه وفي حضوره التمثيلي. وعندما شاءت الصدف أن أتعاون معه تعلمت منه الكثير فهو ممثل محترف من الطراز الرفيع، ويستطيع أن يتحول من شخصية إلى أخرى بين مشهد وآخر، وبلحظات قليلة».
تنتقد نفسها بقسوة وترفض أن تصفق لنجاحٍ أحرزته: «قد أشعر اليوم بأنه نجاح، ولكن في حال استرجعت لحظاته ألمس ملاحظات عدة كان عليّ تفاديها. فالممثل في حالة تطور مستمر، ولا يمكنه أن يتوقف عند محطة مضيئة؛ لأن المطلوب دائماً منه الأفضل».
لم تتابع الهاني أعمالاً درامية كثيرة أخيراً بفعل انشغالها بدراستها الجامعية وبتصوير مسلسلات عدة، ولكن من الأعمال التي لفتتها «عهد الدم». «هو مسلسل جميل وتابعته بحماس؛ لما تحمله قصته من منعطفات ومفاجآت».
ومن المخرجين الذين تأثرت بهم وتركوا لديها دروساً حفرت في ذاكرتها، السوري الراحل حاتم علي، خلال تعاونها معه في مسلسل «قلم حمرة». وتوضح، لـ«الشرق الأوسط»: «أتذكره بشكل مستمر عندما أقوم بتمثيل دورٍ ما، فهو من الأشخاص الملتزمين جداً بعملهم والمتعمقين بالإخراج. وفي حال كان يشرح محتوى مشهد ما، لا يمكن تفويت اللحظة لما يزود به الممثل بتفاصيل يحتاج إليها ويستفيد منها. كل ملاحظة كان يعطيني إياها لا تزال حتى اليوم تسكنني. هو مخرج لن يتكرر، وأنا فخورة؛ كوني قمت بتجربة تمثيلية معه، وهي فرصة لم تتسنّ لكثيرين من أبناء جيلي».
قريباً تطل جوي الهاني في مسلسل مختلط بعنوان «أقل من عادي» ستعرضه منصة «شاهد» الإلكترونية، وهو من إخراج نور أرناؤوط. وعن الدور الذي تلعبه فيه تقول: «إنه يحمل تحديات كثيرة للأحداث المختلفة التي أواجهها في سياق الحلقات. لا أستطيع التحدث كثيراً عن طبيعة الدور، ولكنه جديد عليّ وليس مركباً».
وعما إذا كانت تَعدّ نفسها، اليوم، بطلة درامية، تردّ: «قد أكون واحدة من اللاتي يلعبن البطولة بين أبناء جيلي، فلا أحبذ كثيراً هذه الكلمة مع أنني في (أسماء من الماضي) أجسدها بوضوح.
وبرأيي لا يزال الطريق طويلاً أمامي، ويلزمني الكثير كي أحقق ما أصبو إليه من بطولات أتمناها».


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».