قبل فوات الأوان... على وستهام أن يتخلص من ديفيد مويز

تصميم النادي على الوقوف إلى جانب مدرب الفريق مثير للإعجاب لكنه محفوف بالمخاطر

أحزان في وستهام وأفراح في برنتفورد بعد مواجهة الفريقين (أ.ب)
أحزان في وستهام وأفراح في برنتفورد بعد مواجهة الفريقين (أ.ب)
TT

قبل فوات الأوان... على وستهام أن يتخلص من ديفيد مويز

أحزان في وستهام وأفراح في برنتفورد بعد مواجهة الفريقين (أ.ب)
أحزان في وستهام وأفراح في برنتفورد بعد مواجهة الفريقين (أ.ب)

في البداية يجب تأكيد أن تصميم نادي وستهام على الوقوف إلى جانب المدير الفني للفريق ديفيد مويز مثير للإعجاب، لكنه محفوف بالمخاطر، وهناك شعور بأنه لا طائل من ورائه! لا يزال المدير الفني الأسكتلندي مصرّاً على أنه لا يزال قادراً على إعادة وستهام إلى المسار الصحيح، لكن هناك شعوراً داخل النادي بأن أيام مويز باتت معدودة، رغم الفوز الباهت على برنتفورد في الدور الثالث من مسابقة «كأس إنجلترا» بفضل هدف سعيد بن رحمة. لم يعد بإمكان الفريق المنافسة على أحد المراكز المؤهلة لـ«دوري أبطال أوروبا»، وأصبح الهدف الأساسي الآن هو تجنب الهبوط. وعلى الرغم من أنه يجب الإشادة بنادي وستهام الذي يفعل كل شيء من أجل الوقوف إلى جانب مويز ومنحه فرصة أخرى، فهناك خطر يتمثل في أن النادي ربما يضيع وقتاً ثميناً ويجعل الهبوط أكثر احتمالاً من خلال رفض إقالة المدير الفني الأسكتلندي.
ومن الملاحظ أن هبوط مستوى وستهام لم يكن مفاجئاً، لقد قام مويز بعمل جيد منذ عودته إلى وستهام قبل 3 سنوات، لكن من الواضح للجميع أن مستوى الفريق يتراجع منذ فترة من الوقت. لقد تفوّق إينتراخت فرانكفورت على وستهام بشكل تام في مباراة الدور نصف النهائي بـ«الدوري الأوروبي» خلال الربيع الماضي، وكان وستهام محظوظاً جداً بإنهاء الموسم في المركز الـ7 في «الدوري الإنجليزي الممتاز»، بعدما حقق الفوز في 6 مباريات من آخِر 19 مباراة. وبدا من الواضح للجميع أن مشروع مويز قد توقف عن العمل، فلم يعد اللاعبون قادرين على تنفيذ تعليمات المدير الفني، ولم يعد الفريق قادراً على تلبية متطلبات اللعب في كرة القدم الأوروبية، وتعرّض لإرهاق شديد بسبب قائمته الصغيرة التي لم تحتمل اللعب على أكثر من جبهة، وفقَد الفريق المرونة التي كان يتمتع بها في السابق، على الرغم من أنه كان ثالث أكثر أندية «الدوري الإنجليزي الممتاز» إنفاقاً على تدعيم صفوفه، الصيف الماضي.
في الحقيقة كان ينبغي أن يؤدي إنفاق حوالي 160 مليون جنيه إسترليني إلى تطور وتحسن الفريق، ولم يكن يجب أن يجد وستهام، الذي تعرّض لـ5 هزائم متتالية قبل التعادل أمام ليدز يونايتد بهدفين لكل فريق في المرحلة الماضية من مسابقة الدوري، نفسه بعيداً عن المراكز الـ3 الأخيرة في جدول الترتيب بفارق الأهداف فقط. فالفِرق القريبة منه في جدول الترتيب ليس لديها لاعب خط وسط بإمكانيات وقدرات ديكلان رايس! إن مويز محظوظ جداً لأن ناديه تمكّن من إنفاق 35.5 مليون جنيه إسترليني لضم المهاجم جيانلوكا سكاماكا، بالإضافة إلى إبرام صفقة قياسية في تاريخ النادي من خلال ضم لوكاس باكيتا مقابل 51 مليون جنيه إسترليني.
وبالمثل أشار بعض التقارير إلى حدوث توتر بين مويز ومسؤولي النادي، خلال الصيف الماضي. لقد أضاع مويز الوقت في محاولة التعاقد مع جيسي لينغارد، وفي محاولة غير مُجدية للتعاقد مع فيليب كوستيك، الذي كان قلبه معلقاً بيوفنتوس. لقد كان وستهام بحاجة ماسة إلى تدعيم صفوفه بشكل فوري، لكن مويز - المقرَّب من روب نيومان، رئيس لجنة التعاقدات بالنادي - انتظر أكثر من اللازم وأصرّ على لاعبين معيَّنين ولم ينجح في التعاقد معهم في نهاية المطاف.

هل باتت أيام ديفيد مويز في وستهام معدودة؟ (رويترز)

ولهذا لم يكن من الغريب أو المفاجئ أن يظهر وستهام بشكل متواضع في بداية الموسم. وبعدما كان مويز يعتمد على الاجتهاد والمثابرة، أصبح حذراً جداً، بل في بعض الأحيان كانت الاستراتيجية التي يلعب بها الفريق غير واضحة تماماً. وهناك خطأ آخر يتمثل في عدم تدعيم المراكز التي تعاني من ضعف واضح. ولم يتمكن إيمرسون بالمييري، الظهير الأيسر السابق لتشيلسي، من حجز مكان في التشكيلة الأساسية على حساب آرون كريسويل المتقدم في السن. كما لم يجرِ التعاقد مع لاعب جيد لتقديم مستويات أفضل من تلك التي يقدمها فلاديمير كوفال على الجهة الأخرى من الملعب. وفي الأمام، كانت محاولات منح توماس سوتشيك المزيد من الحرية للتقدم للأمام في وسط الملعب غريبة بشكل واضح. فما الداعي إذًا من التعاقد مع فلين داونز من سوانزي سيتي؟
هناك حالة من الفوضى في صفوف الفريق، لقد كان مويز يريد استبدال سوسيك، لكنه في نهاية المطاف اضطر لمواصلة الاعتماد على اللاعب التشيكي رغم تراجع مستواه. وانتظر مويز حتى الخسارة أمام برينتفورد في المرحلة قبل الماضية لكي يحاول القيام بشيء مختلف، عن طريق إعادة باكيتا للعب بجوار رايس. وقال مويز عن باكيتا، الذي لم يثبت حتى الآن أنه يمتلك السرعة والقوة البدنية والذهنية التي تؤهله للعب في «الدوري الإنجليزي الممتاز»: «سوف أفكر في الاعتماد عليه في العمق بشكل أكبر قليلاً».
ربما يؤدي هذا التغيير إلى تحسين مستوى وستهام بعض الشيء، وربما يساعد الفريق على الاستحواذ على الكرة لفترات أكبر ويجعل الفريق أكثر خطورة في النواحي الهجومية. لقد أحرز الفريق 15 هدفاً في 18 مباراة في الدوري، وهي حصيلة متواضعة جداً. لقد لعب الحظ السيئ دوره في بعض الأحيان، لكن جارود بوين ومانويل لانزيني وبابلو فورنالس وسعيد بن رحمة تراجع مستواهم بشكل واضح في خط الوسط الهجومي. أما بالنسبة للمهاجمين، فمن الواضح للجميع أن ميكيل أنطونيو بعيد تماماً عن مستواه منذ عام، كما يبدو سكاماكا، الذي كان هدفه في مرمى ليدز هو الأول في مبارياته الـ10 الماضية، غير قادر على التفاهم بشكل جيد مع زملائه في الفريق.
وهناك مشكلة واضحة فيما يتعلق بالتفاهم بين مهاجمي الفريق، الذي لا يلعب باستراتيجية واضحة وخطة مُحكَمة، وهو الأمر الذي يؤثر على نتائج الفريق في نهاية المطاف. ومن الواضح أن ثقة اللاعبين في مويز بدأت تتراجع. لقد دخل المدير الفني الأسكتلندي في صدام مع عدد من اللاعبين الكبار، هذا الموسم، وهناك شعور بأن طريقة اللعب المتحفظة تحدُّ كثيراً من قدرات اللاعبين. وكانت الأجواء متوترة بشكل خاص في أعقاب هزيمة وستهام على ملعبه أمام كريستال بالاس بهدفين مقابل هدف وحيد في نوفمبر (تشرين الثاني)، وأشارت تقارير عدة إلى أن وستهام كان يفكر في التعاقد مع المدير الفني الإسباني أوناي إيمري قبل رحيله من فياريال إلى أستون فيلا في أكتوبر (تشرين الأول).
ومن ثم لا يمكن أن يستمر هذا الوضع إلى الأبد. والآن يفكر وستهام في التعاقد مع بديل لديكلان رايس، الذي يُعتقد أنه سيرحل عن الفريق، الصيف المقبل، لكن الحقيقة هي أن وستهام يجب عليه التفكير أولاً في مصير المدير الفني نفسه! من المؤكد أن مويز لم يكن محظوظاً عندما فقَد خدمات ماكسويل كورنيه في خط الهجوم، وعندما ضعف خط دفاعه بسبب إصابات كورت زوما ونايف أكرد. لقد وجد مويز صعوبة في الاعتماد على ثنائي دفاعي لفترة طويلة وثابتة، كما يقدم ثيلو كهرر أداء مخيباً للآمال منذ انضمامه للفريق قادماً من باريس سان جيرمان.
ولهذا بدأ وستهام ينهار بشكل سريع، لقد تقدّم الفريق على أرسنال في الشوط الأول في 26 ديسمبر (كانون الأول)، لكنه استقبل 3 أهداف في الشوط الثاني. وغيَّر مويز طريقة اللعب ليعتمد على 5 لاعبين في الخط الخلفي أمام برينتفورد، لكنه استقبل هدفين ساذجين من رميتيْ تماسّ! لقد منحه «كأس العالم» فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الصفوف، لكن بعد استئناف الدوري عاد الفريق لتقديم نفس كرة القدم المُملّة والعقيمة. لقد أصبح الفرق يواجه خطر الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
وفي الحقيقة لا يقدم وستهام المستويات التي تجعله لا يستحق الهبوط، ومن ثم فمن الغريب جداً أن يظل مويز في منصبه، حتى نهاية الشهر على الأقل، في ظل المنحنى التنازلي للفريق. وبعد تعادل وستهام مع ليدز يونايتد بهدفين لكل فريق، يتعين على الفريق أن يحقق نتائج إيجابية أمام وولفرهامبتون وإيفرتون قبل نهاية الشهر إذا كان يريد حقاً الخروج من هذه الكبوة.
إن الحجج التي تشير إلى عدم وجود بديل واضح لمويز غير منطقية. صحيح أن المديرين الفنيين غير المرتبطين بعقود مع أي ناد في الوقت الحالي، مثل مارسيلو بيلسا، وشون دايك، ورالف هاسينهوتل، وبرونو لاغ لا يحظون بقبول، لكن الاستعداد للمستقبل هو جزء أساسي من مهمة النادي. من المؤكد أنه من الصعب التعاقد مع توماس توخيل أو ماوريسيو بوكيتينو، لكن هل سيرفض لويس إنريكي، مثلاً، فرصة العمل في «الدوري الإنجليزي الممتاز»؟ وهل التعاقد مع المدير الفني لسلتيك أنغي بوستيكوغلو لن يكون جيداً؟
في الواقع هناك شيء يجب أن يتغير في وستهام، لقد أكد مويز مراراً أن وستهام بحاجة إلى بعض الراحة فقط، وقد تحدّث بإيجابية مؤخراً، ومن المؤكد أنه لا يستحق الرحيل عن النادي بشكل غير لائق بعد كل الذي قدمه للنادي، لكن يجب أن يكون مجلس إدارة النادي واقعياً إذا لم تكن هناك مؤشرات واضحة على التحسن في القريب العاجل، خصوصاً أن وستهام ليس في وضع يساعده على الانتظار طويلاً!


مقالات ذات صلة

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كيران ماكينا مدرب إبسويتش (رويترز)

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

ربما كان إبسويتش تاون يتساءل عن مدى صعوبة الأمور بعد فشله في الفوز خلال أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه يتحمل مسؤولية إعادة مسار موسم فريقه للطريق الصحيح بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».