- A Man Called Otto
- إخراج: مارك فورستر
- الولايات المتحدة
- وسط ★★
هناك فيلمان في فيلم واحد نتابعهما على نحو متبادل. الفيلم الأول هو حكاية أوتو (توم هانكس) في الزمن الحالي: رجل ماتت زوجته التي أحب، وأخلص واختار العزلة والقنوط سبيلاً للحياة. الفيلم الثاني، هو استعادة لكيف التقى بزوجته حينما كان شاباً. هذا الانتقال، في واقعه، من الحاضر إلى الماضي استرسال غير ذي دور فعّال للحكاية الأولى يأتي متقطّعاً يلجأ الفيلم إليه في أوقات يعتقد أنها مطلوبة.
«رجل اسمه أوتو» هو إعادة صنع لفيلم سويدي ظهر قبل سبع سنوات بعنوان A Man Called Ove حققه هانس هولم عن رواية بكائية لفردريك باكمان. لا الرواية (تمت قراءتها حين صدرت بالإنجليزية في 2017. العام الذي رُشح فيه الفيلم السويدي لأوسكار أفضل فيلم أجنبي) ولا الفيلم الأصلي ولا هذا الفيلم يحمل أي قيمة إنسانية على النحو الذي هدف إليه كل من هذه المنابر. الكتاب كان وصفاً عاطفياً مملاً والفيلم السويدي جاراه في ذلك.
نسخة مارك فورستر الحالية أضعفها شأناً. رغم أنه إعادة صنع لفيلم سابق، فإنه يذكّر أكثر بفيلم الأفضل (بكثير) Gran Toriino الذي حققه كلينت إيستوود سنة 2008. كلاهما عن الرجل المتذمر من حياته في كل تفاصيلها اليومية والذي تنقذه عائلة غير أميركية الولادة مما هو فيه. في فيلم إيستوود عائلة شرق آسيوية ينظر بطل الفيلم إليها من زاوية التغيير الذي أصاب باطراد الحي «الأبيض»، الذي عاش فيه منذ عقود. في فيلم فورستر هي عائلة لاتينية. الفارق هنا أن لدى «غران تورينو» تعليقاً اجتماعياً مثمراً حول رجل متمنع يقبل التغيير متفهماً قيمة جيرانه الجدد ومنفتحاً على عاداتها. بينما المسألة في «رجل اسمه أوتو» تبقى ذاتية منفصلة عن أي بعد مجتمعي. شخصية أوتو تبدو كاريكاتيرية أكثر منها حقيقية.
فيلم إيستوود أفضل من حيث إخراجه وكتابته كما من حيث تمثيله. مفاتيح التغيير والتأثير على شخصه تأتي طبيعية ومن خلال الحكاية. عند المخرج فورستر (الذي كتب السيناريو مع ديفيد ماكجي) يتم تقديم أمثلة كثيرة لحال أوتو تشبه تلقيم طفل صغير طعاماً غير مستساغ ومكرر. مثال وراء آخر ونشعر - ونحن لا زلنا في ربع الساعة الأولى - بالاكتفاء. هذا وحده يضع الممثل في إطار من الأداء المبالغ فيه.
لتفعيل الدراما أكثر نجد أن أوتو ينوي الانتحار، لكن ما هو مضاد لهذه الفكرة حقيقة أننا نعرف سلفاً أنه سوف لن يفعل. لو فعل لانتهى الفيلم بعد ربع ساعة. نعلم أيضاً أن القدر مرّة والجارة مرّة أخرى سينقذانه. نعلم أنه سيبقى حياً وأنه سيتغيّر صوب جار مثالي ولو بعد حين.
لا تخدم الحكاية الخلفية (أوتو حين كان شاباً ويؤديه ابنه ترومان) شيئاً يُذكر. تخلو من الأهمية لأن الفيلم لم يجعل من اللقاء وقصّة الحب الذي ربطته بالفتاة التي تزوّج منها لاحقاً حالة درامية ضرورية. هي بحد ذاتها تكشف، من البداية، عما سيحدث لاحقاً ولماذا أوتو (الحاضر) يشعر بالقنوط ويعيش حياة يريد الاستغناء عنها. لذا تدرك منذ البداية أن كل اللعبة هنا هي كيف سيتغير حال أوتو وكيف سيحب الحياة وينقلب إنساناً دافئاً يُثير الإعجاب.
ضعيف ★ وسط ★★ جيد ★★★
جيد جداً ★★★★ ممتاز ★★★★★