علاج للعمى باستخدام تقنية للقاحات «كورونا»

رسم توضيحي علمي يظهر الكرات النانوية الدهنية باللون البيج بعد حقنها في العين (الفريق البحثي)
رسم توضيحي علمي يظهر الكرات النانوية الدهنية باللون البيج بعد حقنها في العين (الفريق البحثي)
TT

علاج للعمى باستخدام تقنية للقاحات «كورونا»

رسم توضيحي علمي يظهر الكرات النانوية الدهنية باللون البيج بعد حقنها في العين (الفريق البحثي)
رسم توضيحي علمي يظهر الكرات النانوية الدهنية باللون البيج بعد حقنها في العين (الفريق البحثي)

وظف فريق بحثي أميركي تقنية «الرنا مرسال» التي استُخدمت في إنتاج لقاحات لفيروس «كورونا» (فايزر وموديرنا)، وذلك لإنتاج علاج جيني للعمى الوراثي، تم الإعلان عنه الأربعاء في دورية «ساينس أدفانسيس».
وتعتمد تلك التقنية في لقاحات «كورونا» على استخدام الحمض النووي الريبوزي المرسال المعدل وراثياً لإعطاء الخلايا تعليمات بكيفية إنتاج البروتين الشوكي (بروتين سبايك) الموجود على سطح فيروس «كوفيد - 19» بحيث تبدأ خلايا العضلات في إنتاج قطع البروتين ثم توزيعها على سطح الخلايا، ويؤدي ذلك إلى جعل الجسم يكوِّن أجساماً مضادة، تكون قادرة على توفير الحماية عند الإصابة بالفيروس.
وباستخدام الطريقة نفسها، قام فريق بحثي مشترك من جامعة أوريغون للصحة والعلوم وجامعة ولاية أوريغون، بتطوير جسيمات نانوية دهنية (كرات صغيرة من الدهون)؛ لإيصال الحمض النووي الريبوزي المرسال داخل العين؛ لإعطاء الخلايا تعليمات بإنتاج البروتين الفلوري الأخضر، الذي يعمل على تعديل الطفرات الجينية التي تضر بالرؤية.
وتم تحديد أكثر من 250 طفرة جينية مرتبطة بأمراض الشبكية الموروثة، لكن واحدة فقط لديها علاج جيني معتمد، وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية في عام 2017، ويباع تحت الاسم التجاري «Luxturna»، ويستخدم نسخة معدلة من أحد الفيروسات الغدية يعرف باسم «A.A.V»، لتوصيل الجزيئات المعدلة للجينات، إلى داخل العين.
ويقول رينيه ريالز، أستاذ مساعد طب العيون، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة أوريغون للصحة والعلوم، بالتزامن مع نشر الدراسة، «تعتمد معظم العلاجات الجينية اليوم بشكل كبير على فيروس (A.A.V) لتوصيل الجزيئات المعدلة للجينات، لكن له بعض القيود، منها أنه صغير نسبياً، ولا يمكن أن يحتوي فعلياً على آلات تعديل الجينات لبعض الطفرات المعقدة، مثل تلك المتعلقة بالبروتين الفلوري الأخضر، وفي المقابل تعتبر الجسيمات النانوية الدهنية بديلاً واعدا لأنها لا تعاني من قيود على الحجم مثل فيروس (A.A.V)».
ويضيف: «في هذه الدراسة أوضحنا أن غلاف الجسيمات النانوية الدهنية المغطاة الذي يحتوي على تعليمات لصنع البروتين الفلوري الأخضر، يمكن توجيهه نحو الخلايا المستقبلة للضوء في شبكية العين، وهي نسيج في مؤخرة العين يتيح الرؤية».
وبعد حقن نموذج العلاج الجيني، القائم على الجسيمات النانوية، في عيون الفئران والرئيسيات غير البشرية، استخدم فريق البحث مجموعة متنوعة من تقنيات التصوير لفحص العين المعالجة.
ووفق ريالز فقد «تم رصد توهج أنسجة شبكية الحيوانات باللون الأخضر، مما يدل على أن قشرة الجسيمات النانوية الدهنية وصلت إلى مستقبلات ضوئية، وأن الرنا مرسال الذي تنقله دخل بنجاح إلى شبكية العين، وأنتج بروتيناً مضيئاً أخضر».



«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.