برازيليا تعزز تدابيرها الأمنية بعد تهديد مناصري بولسونارو بمظاهرات جديدة

عناصر من الجيش البرازيلي يحرسون قصر بلانالتو في برازيليا (رويترز)
عناصر من الجيش البرازيلي يحرسون قصر بلانالتو في برازيليا (رويترز)
TT

برازيليا تعزز تدابيرها الأمنية بعد تهديد مناصري بولسونارو بمظاهرات جديدة

عناصر من الجيش البرازيلي يحرسون قصر بلانالتو في برازيليا (رويترز)
عناصر من الجيش البرازيلي يحرسون قصر بلانالتو في برازيليا (رويترز)

عززت برازيليا تدابيرها الأمنية في وقت تعهد فيه مناصرو الرئيس السابق، اليميني المتطرف جايير بولسونارو، تنظيم احتجاجات جديدة بعد أيام قليلة على أعمال شغب هزّت العاصمة البرازيلية.
وكانت المظاهرات التي دُعي إليها، أمس (الأربعاء)، في مدن برازيلية عدة خجولةً بعض الشيء. وعلى الرغم من ذلك، فإن عناصر من شرطة مكافحة الشغب انتشرت، وهُيّئت مروحيات؛ تحسّباً لحصول أي تعبئة كبيرة.
ولوحظ، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، غياب شبه تام للمتظاهرين في برازيليا وريو دي جانيرو وساو باولو، في مشهد يتعارض تماماً مع الوعد بمسيرة «عملاقة» من أجل «استعادة السلطة» من خَلَف بولسونارو، الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وقال طالب الحقوق لويس أوغوستو غوميز ماشادو (20 عاماً)، وهو أحد المتظاهرَين الوحيدَين في ساو باولو، إنه لبّى الدعوة للتظاهر «من أجل الدفاع عن حرية التعبير، وهي حق دستوري».
وأضح أنه على الرغم من معارضته للولا، فإنه لا يؤيّد اقتحام الآلاف من مناصري بولسونارو، الأحد، مقر الرئاسة ومبنى الكونغرس والمحكمة العليا في برازيليا.
وفي محاولة لتجنّب تكرار سيناريو الاقتحام، قطعت السلطات، الأربعاء، الطرقات المؤدية إلى ساحة الوزارات في العاصمة؛ تحسّباً لتجدّد الاضطرابات. وفي هذه الساحة مقرات الوزارات جميعاً، بالإضافة إلى المقرات الثلاثة التي استُهدفت الأحد.
وفي دعوة انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، دُعي مناصرو بولسونارو إلى الخروج لشوارع برازيليا ومدن أخرى، في بلد يشهد انقسامات عميقة بعد انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) التي تقدّم فيها لولا بفارق ضئيل على بولسونارو.
ومنذ إعلان هزيمة بولسونارو، يطالب أشدّ مناصريه الجيش بالانقلاب على لولا. والأحد، اقتحم مئات من مناصري بولسونارو المقرات الرمزية للسلطة، متشحين بأعلام البرازيل. ووصفهم لولا بـ«الفاشيين»، وأوقف المئات بعد اشتباكات مع الشرطة وضرب صحافيين وإلحاق أضرار بالمقرات التي اقتحموها.
وساد الهدوء برازيليا مذ ألقت الشرطة، الاثنين، القبض على مؤيدين لبولسونارو كانوا يخيمون في العاصمة منذ أكتوبر.
وفي استطلاع نشرته الأربعاء مؤسسة «أطلس إنتيليجنس (Atlas Intelligence)» لجمع البيانات ومقرها في ساو باولو، عبّر 20 في المائة من البرازيليين المستطلعين عن تأييدهم الفوضى التي هزّت العاصمة برازيليا، الأحد.
وقال نائب وزير العدل ريكاردو كابيلي لصحافيين: «قوات الأمن العام جميعها تمت تعبئتها» لحماية برازيليا من تكرار ما حصل الأحد.

وأضاف: «لن يكون هناك سيناريو تتكرر فيه الأحداث غير المقبولة التي حصلت في الثامن» من يناير (كانون الثاني).
وعُيّن لولا كابيلي لقيادة قوات الأمن في برازيليا عقب أعمال الشغب.
وبدت هذه الأحداث النسخة البرازيلية لاقتحام الكابيتول الأميركي في واشنطن في 6 يناير 2021 من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب حليف بولسونارو، إذ مزّق أنصار لهذا الأخير لوحات ودمّروا أثاثاً وحطّموا نوافذ واقتحموا مكاتب قضاة ومشرّعين، بالإضافة إلى مكتب الرئاسة.
ولا يزال عدد كبير من أنصار بولسونارو مقتنعين بأن الفوز سرق منه تماماً مثل أنصار ترمب في الولايات المتحدة.
وتعمل السلطات على تحديد هوية منظّمي وممولي الحركة.
وأصدرت السلطات، الثلاثاء، مذكرات توقيف بحق اثنين من كبار المسؤولين السابقين بشأن أعمال الشغب، من بينهم أندرسون توريس الذي كان وزير العدل في عهد بولسونارو. وأُقيل من منصب رئيس قوات الأمن في برازيليا، إلى جانب قائد الشرطة العسكرية فابيو أوغوستو عقب أعمال الشغب، الأحد.
وبينما يُقال إن أوغوستو محتجز، فمن المتوقع أن يصل توريس من الولايات المتحدة إلى البرازيل قريباً.
ووجهت إلى توريس تهمة «التقصير» في أداء واجباته و«التواطؤ» مع المحتجين.
وكان توريس في الولايات المتحدة الأحد، وكذلك الرئيس السابق الذي غادر البرازيل قبل يومين من تنصيب لولا، رافضاً تسليمه وشاح الرئاسة. ونفى كلاهما أن يكونا متورطين في أحداث الأحد.
وتعرضت قوات الأمن في برازيليا لانتقادات لاذعة؛ بسبب ردّها على أعمال الشغب.
وأظهر مقطع فيديو انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي عناصر أمن يصوّرون أعمال العنف بدلاً من التدخل لوضع حدّ لها.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.