تلويح يمني بـ«خيارات قاسية» لإرغام الانقلابيين على السلام

غروندبرغ يغادر مسقط... ووفد عماني في صنعاء للمرة الثانية خلال أسابيع

غروندبرغ مجتمعاً مع وزير الخارجية العماني في مسقط (حساب المبعوث الأممي في تويتر)
غروندبرغ مجتمعاً مع وزير الخارجية العماني في مسقط (حساب المبعوث الأممي في تويتر)
TT

تلويح يمني بـ«خيارات قاسية» لإرغام الانقلابيين على السلام

غروندبرغ مجتمعاً مع وزير الخارجية العماني في مسقط (حساب المبعوث الأممي في تويتر)
غروندبرغ مجتمعاً مع وزير الخارجية العماني في مسقط (حساب المبعوث الأممي في تويتر)

فيما يستعد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الأسبوع المقبل لتقديم إحاطته أمام مجلس الأمن، شهدت الأيام الماضية تحركات دبلوماسية ولقاءات مكثفة من قبل سفراء غربيين مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني؛ سعيا لإنعاش مسار السلام اليمني المتعثر بسبب تعنت الميليشيات الحوثية.
هذه التحركات تزامنت مع زيارة المبعوث الأممي إلى مسقط بالتوازي مع زيارة وفد عماني إلى صنعاء هي الثانية خلال شهر، وذلك في سياق الجهود الرامية لإقناع الميليشيات الحوثية بتجديد الهدنة وتوسيعها وفق المقترحات الأممية بما في ذلك التوافق على آلية لصرف رواتب الموظفين الحكوميين في عموم البلاد.
وفي حين تتخوف مصادر يمنية من أن تكون تحركات السفراء الغربيين ولقاءاتهم المكثفة مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي تهدف إلى محاولة انتزاع تنازلات جديدة، جدد أعضاء «الرئاسي اليمني» التزامهم بمسار السلام العادل وفق المرجعيات لكنهم لوحوا بـ«خيارات قاسية» لإرغام الميليشيات على اختيار التهدئة وإنهاء حالة «اللاحرب واللاسلم».
وأفاد المبعوث الأممي في حسابه على «تويتر» بأنه اختتم الأربعاء زيارته إلى مسقط، حيث التقى وزير الخارجية وكبار المسؤولين العُمانيين، وبحث «التطورات في اليمن، والجهود الإقليمية والدولية لتجديد الهدنة والعمل نحو تسوية سياسية».
إلى ذلك ذكرت المصادر اليمنية أن عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي، التقى في الرياض سفير المملكة المتحدة ريتشارد أوبنهايم، «لبحث المستجدات السياسية والعسكرية والإنسانية والمساعي التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمديد الهدنة والجهود الإقليمية والدولية لإحلال السلام في ظل التصعيد المستمر للميليشيات الحوثية ورفضها لمبادرات السلام».
ونقلت المصادر أن الزبيدي ناقش مع السفير البريطاني الوضع الاقتصادي المتردي جراء الاعتداءات الحوثية على المنشآت النفطية التي تمثل عصب الاقتصاد، وطالب المجتمعين الإقليمي والدولي بتدخل عاجل لإنقاذ الوضع الاقتصادي المنهار، مشددا على أن السلام الحقيقي «يبدأ من إنقاذ حياة الناس وحماية المنشآت الاقتصادية من الاعتداءات الحوثية الإرهابية»، وفق قوله.
إلى ذلك أفادت وكالة «سبأ» بأن الزبيدي «طالب بريطانيا بلعب دور أكبر في حشد الدعم الاقتصادي لليمن، وبحث كافة السبل لحماية المنشآت الاقتصادية بما يمكن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة من استئناف عملية إنتاج وتصدير النفط».
في سياق اللقاءات الغربية مع أعضاء مجلس الحكم اليمني، أفادت المصادر بأن عضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الرحمن المحرمي، التقى السفير الأميركي ستيفن فاجن، «لمناقشة مستجدات الوضع اليمني والمساعي الإقليمية والدولية لإحياء مسار السلام وإمكانية تجديد الهدنة في ظل التعنت الحوثي المستمر وإمعانه في تعميق المعاناة الإنسانية».
ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن المحرمي أنه «جدد تمسك مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بمبدأ السلام وتقديم الحل السلمي من خلال موافقة الشرعية على قبول تجديد الهدنة كمدخل لإيقاف الحرب وإحلال السلام لتجنيب اليمن شعباً وأرضاً مزيداً من الخراب والدمار».
وأشار المحرمي إلى ما وصفه بـ«تمادي الميليشيات الحوثية في استهداف المنشآت النفطية المصدر الوحيد العائد للحكومة، والهدف من ذلك الاستهداف هو حرمان كافة اليمنيين من الرواتب والمشاريع الخدمية الأخرى».
ونقلت الوكالة عن عضو مجلس الحكم اليمني أنه أبلغ السفير الأميركي أن « وضع لا سلام ولا حرب غير مقبول، ولن يسمح باستمراره»، وأن لدى المجلس «خيارات قاسية ومريرة على الميليشيات الحوثية».
وشدد المحرمي «على أهمية الدور المطلوب من المجتمع الدولي في الضغط على الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً بترك السلاح والدخول في عملية سلام، والكف عن زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والأمن والسلم الدوليين» وفق ما ذكرته المصادر الرسمية اليمنية.
وكان عضو مجلس القيادة عيدروس الزبيدي التقى مساء الثلاثاء في الرياض السفير الفرنسي جان ماري صفا، وشدد «على ضرورة وجود موقف دولي وإقليمي موحد ينهي صلف الميليشيات الحوثية، ويضع حدا لتصعيدها المستمر وانتهاكاتها المتواصلة التي طالت الأعيان المدنية والاقتصادية، وآخرها استهداف الموانئ».
ودعا الزبيدي، وفق المصادر الرسمية، إلى «ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي والدول الراعية للعملية السياسية في اليمن بمسؤولياتهم في إدانة الإرهاب المتواصل للميليشيات الحوثية والضغط عليها للانخراط الجاد في عملية السلام، مؤكدا أن الميليشيات المدعومة من إيران لا تؤمن بالسلام، ووجودها مقترن بالحرب والدمار والدماء».
لقاءت السفراء الغربيين شملت أعضاء آخرين من مجلس القيادة الرئاسي من بينهم سلطان العرادة وعثمان مجلي، حيث أكدوا الرغبة في السلام وفق المرجعيات المتفق عليها، مع تشكيكهم في جدية الجماعة الحوثية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب والانقلاب.
وبحسب وكالة «سبأ» أوضح عضو مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، خلال لقائه في العاصمة الأردنية عمّان، سفير بعثة الاتحاد الأوروبي جابريل فينالس، أن «البيانات والإدانات لردع ميليشيا الحوثي الإرهابية في حربها على الشعب اليمني لم تعد كافية، وأن قصف المدنيين بالصواريخ والطائرات المسيرة والقتل اليومي الذي تمارسه الميليشيات الحوثية (...) يتطلب موقفا دوليا حازما».
ونقلت الوكالة الرسمية عن مجلي قوله: «حلفاؤنا (تحالف دعم الشرعية) يحترمون اتفاقياتهم مع الدول، ويستجيبون لكل متطلبات الوضع الإنساني في اليمن، والهدنة منذ إعلانها مطبقة علينا وعلى حلفائنا فقط، بينما يواصل النظام الإيراني تهريب الأسلحة للحوثي الذي يشن هجماته الإرهابية بجميع أنواع الأسلحة في كافة المحافظات اليمنية».
وقال: «طهران لا تريد السلام لليمن والمنطقة والإقليم، والدليل استمرارها في تهريب الأسلحة بكميات كبيرة (...) ونحن حريصون على السلام وعودة ملايين اليمنيين إلى ديارهم ومناطقهم، ولن نقبل بالأفكار الإرهابية التي يريد فرضها الحوثي».
وأكد عضو مجلس الحكم اليمني «أن أي مشاورات مع ميليشيات الحوثي الإرهابية هي إهدار للوقت، حيث إن قرار الميليشيات الحوثية ليس بيدها، ولكن في يد طهران التي تسعى لتحقيق أهدافها عبر تزويد تلك الميليشيات بالطيران المسيّر الذي يهاجم الشعب اليمني ودول الجوار»، بحسب ما نقلته عنه المصادر الرسمية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.