كييف وموسكو تطلبان تدخل إردوغان لإقامة «ممر إنساني»

لإجلاء النساء والأطفال والجرحى

الرئيس التركي إردوغان يتوسّط المبعوثين الأوكراني والروسية اليوم في أنقرة (أ.ف.ب)
الرئيس التركي إردوغان يتوسّط المبعوثين الأوكراني والروسية اليوم في أنقرة (أ.ف.ب)
TT

كييف وموسكو تطلبان تدخل إردوغان لإقامة «ممر إنساني»

الرئيس التركي إردوغان يتوسّط المبعوثين الأوكراني والروسية اليوم في أنقرة (أ.ف.ب)
الرئيس التركي إردوغان يتوسّط المبعوثين الأوكراني والروسية اليوم في أنقرة (أ.ف.ب)

طلب وسيطا حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينتس والروسية تاتيانا موسكالكوفا تدخل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لإقامة «ممر إنساني» لإجلاء النساء والأطفال والجرحى المحاصرين في أوكرانيا، على ما أفاد نظيريهما التركي اليوم (الأربعاء)، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد إردوغان في المقابل أنه «مستعد» لتأدية هذا الدور. وقال الوسيط التركي شريف مالكوش للصحافة عقب لقاء مع ممثلي أوكرانيا وروسيا في أنقرة: «هناك جرحى. بقي نساء وأطفال وسط المعارك على الجانبين. أعرب الوسيطان عن مطلب مشترك: إنشاء ممر إنساني تحت رعاية رجب طيب إردوغان كما حصل عند إقامة ممر الحبوب»، في البحر الأسود. وفي وقت لاحق، قال إردوغان: «قدم السيد مالكوش اقتراحاً يتعلق بفتح ممر للجرحى. نحن مستعدون لذلك» من دون الغوص في التفاصيل.
والتقى المبعوثان الأوكراني دميترو لوبينتس والروسية تاتيانا موسكالكوفا للمرة الأولى الثلاثاء في أنقرة، ومرة ثانية الأربعاء بحضور مالكوش ورئيس البرلمان التركي. وناقش المبعوثان «مجموعة واسعة من القضايا الإنسانية وتقديم المساعدة في مجال حقوق الإنسان لمواطني البلدين» على ما ذكر لوبينتس على الشبكات الاجتماعية. بدورها، أكدت موسكالكوفا أن «المساعدة الإنسانية للمواطنين الأوكرانيين والروس» تمت مناقشتها بشكل جيد.
وعلى صعيد آخر، أعلنت موسكالكوفا أنهما اتفقا على تبادل «أكثر من 40 سجينا» من كل جانب، فيما لم يذكر لوبينتس أي أرقام في تصريحاته للصحافيين بعد ثلاث ساعات من المحادثات، وقال: «الاجتماعات لم تنته. سنواصل» المحادثات.
ويتوقع أن يتبادل لوبينتس وموسكالكوفا رسمياً أي اتفاقات محتملة خلال اجتماع آخر الخميس. وتمكنت أوكرانيا وروسيا من التوصل إلى اتفاق على تبادل الأسرى رغم القتال المستمر منذ 11 شهراً.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».