دراما هبوط الجنيه المصري أمام الدولار في سبعة عقود

الجنيه المصري (رويترز)
الجنيه المصري (رويترز)
TT

دراما هبوط الجنيه المصري أمام الدولار في سبعة عقود

الجنيه المصري (رويترز)
الجنيه المصري (رويترز)

«5 جنيه يعني 20 دولارا» جملة صاحبتها ضحكة ساخرة أطلقها بشارة واكيم رداً على طلب كمال الشناوي الزواج من ابنته معتبراً أن دخله اليومي لا يرتقي لهذا الطلب. ورغم أن هذا مشهد من فيلم «غني حرب» الذي تم إنتاجه عام 1948، بعد الحرب العالمية الثانية، غير أن المقطع عاد إلى الواجهة وشهد مئات المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقاً على تراجع الجنيه «غير المسبوق» أمام الدولار، ليكسر حاجز الـ32 جنيها، في منتصف تعاملات البنوك (الأربعاء)، قبل أن يستقر في ختام التعاملات عند 29.60 جنيه.
سجلت السينما المصرية رحلة هبوط الجنيه المصري من خلال مشاهد حفرت في تاريخ الدراما والاقتصاد على حد سواء. ففي عام 1959 عرض فيلم «الرجل الثاني» الذي تعرض لقضية السوق السوداء لبيع الدولار، وقتها سجلت العملة الأميركية ارتفاعاً مقارنة بالسابق، فكان الجنيه يعادل 2.5 دولار أميركي، حسبما جاء على لسان بطلة الفيلم «سمرا»، أو سامية جمال.
في عام 1987 ذهل حارس العقار عبد السميع، أحمد زكي في فيلم «البيه البواب» فرحاً، بعدما علم أن الدولار الذي تقاضاه من أحد السكان الأجانب على سبيل البقشيش، يعادل 1.9 جنيه مصري، غير أن هذا السعر يعكس السوق السوداء، وليس القيمة الرسمية خلال هذا العام، حسبما ذكر صناع الفيلم.
في تسعينيات القرن الماضي، وتحديداً 1995 انخفض الجنيه مجدداً أمام الدولار الذي تخطى حاجز الـ3 جنيهات. في لقطة من فيلم «بخيت وعديلة» أبلغ البطل بخيت (عادل إمام)، عديلة (شيرين) أن مبلغ 10 آلاف دولار يعادل 33 ألف جنيه.
واستمر اهتمام السينما المصرية بسعر الدولار، انعكاساً لترقب المصريين، باعتباره مؤشراً لقوة اقتصاد الدولة المصرية. ففي مطلع الألفية وصل سعر الصرف إلى 4 جنيهات، ودون مشهد في فيلم «أصحاب ولا بيزنس» بطولة مصطفى قمر هذه القيمة في مشهد لفوز البطل بجائزة 10 آلاف دولار.
وبعد قرابة 10 سنوات، في 2010 وصل الدولار إلى 5.5 جنيه، هذه القيمة التي كانت مثار جدال بين أحمد حلمي ولطفي لبيب في فيلم «عسل أسود».
حتى هذا التاريخ ربما لم يشهد الدولار قفزات درامية، غير أن أحداث 25 يناير (كانون الثاني) 2011 غيرت المشهد السياسي والاقتصادي، ومنذ هذا التاريخ، عاشت مصر فترة من التقلبات السياسية حتى ثورة 30 يونيو 2013، التي أطاحت بحكم تنظيم «الإخوان»، الذي تصنفه السلطات المصرية إرهابيا.
حسب بيانات منشورة في صحف محلية، نقلاً عن وزارة المالية، شهد الدولار عدة قفزات متتالية، ففي عام 2011 سجل الدولار 5.9 جينه، ثم ارتفع إلى 6.056 في 2012، ومع نهاية 2013 وصل إلى 6.8، وظل يتصاعد بوتيرة متوسطة ليستقر عند 7.73 في يوليو (تموز) 2015.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016، جاءت القفزة الأبرز في تاريخ الدولار على مدار سبعة عقود، على خلفية قرار البنك المركزي «تعويم الجنيه»، ليسجل الدولار للمرة الأولى 18.7 جنيه، قبل أن يستقر في معدل 15 و16 جنيها.
توالت الدراما الاقتصادية، ففي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أصدر البنك المركزي قراراً بالتحول التدريجي إلى سعر صرف مرن، كجزء من خطة الإصلاح المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي، ليبدأ سعر صرف الجنيه في التراجع تدريجيا، ويسجل الدولار أعلى رقم في تاريخه وهو 32.75 جنيه مصري في تعاملات الأربعاء، ثم يعاود الانخفاض إلى 29.6 جنيه.



السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية، وذلك بعد إعلان وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، 9 صفقات جديدة، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى، معظمها ما زالت تحت الدراسة ضمن «جسري» المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمي، مؤكداً أن هذه المبادرة «ليست سوى البداية».

جاء هذا الإعلان في كلمته خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد»، التي تُقام في مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين، الثلاثاء، في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، قائلاً إن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

الطاقة الخضراء

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية.

وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أننا بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.

وحسب الفالح، فإن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة، وأن بلاده تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات، والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

وشدد على التزام الحكومة الكامل بتحقيق هذه الرؤية، وأن الوزارات المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.

الصناعة والتعدين

من ناحيته، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، عن جذب ما يزيد على 160 مليار دولار إلى السوق السعودية، وهو رقم مضاعف بواقع 3 مرات تقريباً، وترقية رؤوس الأموال في قطاع التعدين إلى مليار دولار، وأن استثمارات الثروة المعدنية تخطت 260 مليون دولار.

وزير الصناعة والثروة المعدنية يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأبان أن السعودية تعمل بشكل كامل لتأكيد التعاون المبني على أساسات صحيحة وقوية، وأطلقت عدداً من الاستراتيجيات المهمة، وهي جزء لا يتجزأ من صنع مجال سلاسل الإمداد والاستدامة.

وتحدث الخريف عن مبادرة «جسري»، كونها ستُسهم في ربط السعودية مع سلاسل الإمداد العالمية، ومواجهة التحديات مثل تحول الطاقة والحاجة إلى مزيد من المعادن.

وأضاف أن المملكة لا تزال مستمرة في تعزيز صناعاتها وثرواتها المعدنية، وتحث الشركات على الصعيدين المحلي والدولي على المشاركة الفاعلة وجذب استثماراتها إلى المملكة.

بدوره، عرض وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، الأمين العام للجنة التوطين وميزان المدفوعات، الدكتور حمد آل الشيخ، استثمارات نوعية للمملكة في البنى التحتية لتعزيز موقعها بصفتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.