سلق الفول السوداني علاج واعد لحساسيته

الفول السوداني (Public Domain)

نظراً لأن الحرارة يمكن أن تؤثر على بنية الفول السوداني ونشاطه المناعي، فقد اختبر الباحثون مؤخراً ما إذا كان العلاج باستخدام جرعات متتابعة من الفول السوداني المسلوق، متبوعا بالفول السوداني المحمص، قد يساعد الأطفال في التغلب على حساسية الفول السوداني.
وأسفرت المرحلة الثانية من التجربة السريرية التي نفذها الباحثون بجامعة «فليندرز» الأسترالية، ونشرت نتائجها الأربعاء في دورية «الحساسية السريرية والتجريبية» عن نتائج واعدة.
وخلال التجربة، تلقى 70 مريضاً تم تشخيص إصابتهم بالحساسية، فولا سودانيا تم غليه لمدة 12 أسبوعا، بمعدل ساعة كل أسبوع، ثم تم إعطاؤهم كميات متزايدة مماثلة من الفول السوداني المحمص لمدة 20 أسبوعا حتى الوصول إلى الجرعة المستهدفة، وهي 12 حبة فول سوداني يوميا.
وبحلول نهاية الدراسة، أصبح 56 من أصل 70 (80 في المائة) مشاركين غير حساسين للفول السوداني، وتم الإبلاغ عن الأعراض الجانبية المتعلقة بالعلاج في 43 (61 في المائة) من المشاركين، انسحب 3 منهم من التجربة.
ويقول الباحثون في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «يمثل العلاج المناعي الفموي باستخدام الفول السوداني المسلوق متبوعا بفول سوداني محمص نهجا عمليا يبدو فعالا في إحداث إزالة التحسس ويرتبط بملف أمان ملائم، وهو ما يوفر حلا لمشكلة تؤرق الأطفال وأولياء أمورهم».
ويوجد الفول السوداني على نطاق واسع في العديد من الأطعمة، وهذا يتطلب من الأطفال والآباء توخي الحذر الشديد فيما يتعلق بابتلاع الفول السوداني، وتتضمن معظم العلاجات الحالية استخدام كميات صغيرة من دقيق الفول السوداني المعد بعناية، ويمكن أن يكون مكلفا وغير متوفر في جميع أنظمة الرعاية الصحية، بينما التقنية الموصوفة حققت نتائج واعدة بأسعار معقولة أيضاً، كما يؤكد الفريق البحثي.
والسر في هذه التقنية، كما يوضح الباحثون، هو أن غلي الفول السوداني يؤدي إلى تدمير البروتينات التي تؤدي إلى رد فعل تحسسي لجهاز المناعة، وعندما يتم إعطاء المرضى جرعات صغيرة من الفول السوداني المسلوق على مدى فترة طويلة من الزمن، متبوعا بالفول المحمص، يساعدهم ذلك على التخلص تدريجيا من المشكلة.
لكن الباحثين يشددون على أن العلاج يجب أن يتم تحت إشراف طبي، ويحذرون الآباء من محاولة العلاج الذاتي لأطفالهم، وأكدوا أن المتابعة طويلة المدى أظهرت أن جميع المتطوعين (96 في المائة) تقريبا استمروا في تناول الفول السوداني دون وقوع أي مشاكل صحية.